Advertisement

لبنان

"المرتزقة" أيضاً يحلمون!

نسرين مرعب

|
Lebanon 24
19-01-2020 | 06:59
A-
A+
Doc-P-665924-637150393129873266.jpg
Doc-P-665924-637150393129873266.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"العنف يقابله العنف".. هذه خلاصة مشهد تحرّكات ليل أمس، ففائض العنف الذي مارسته القوى الأمنية في الأيّام السابقة على المتظاهرين، لم يدفعهم إلى الوراء إنّما جاء بنتيجة عكسية، فهؤلاء لم يعودوا يخشون لا القنابل الحارقة ولا الرصاص المطاطي ولا التوقيف.
Advertisement
 
مواجهات أمس، نقلت انتفاضة 17 تشرين، إلى مرحلة ثانية، فبعدما نادى المتظاهرون لـ90 يوماً بالسلمية، أصبح العنف الثوري هو توجههم.
إنتقادات عدّة وجّهت للشبان والشابات الذين قابلوا هجوم قوى مكافحة الشغب بهجوم مماثل، حتى تحوّلت الساحة إلى معركة، بين الباحثين عن الحقوق، وبين المدافعين عن آكليها، وفق ما يصفهم المتظاهرون.

3 مسيرات سلمية فمواجهة
تحرّكات يوم أمس بدأت بـ3 مسيرات، توزّعت نقاط انطلاقها بين البربير وساحة ساسين والدورة، أمّا البوصلة فكانت مجلس النواب. نصف ساعة هو الوقت الفاصل بين وصول المتظاهرين إلى مداخل المجلس واندلاع المواجهة، التي استمرت حتى الساعة الـ10 مساء. وذلك بعد تدخل الجيش اللبناني ومرافقته بعض المجموعات من المتظاهرين الذين تراجعوا بفعل دخان القنابل حتى جسر الرينغ.
 
قرابة الـ5 ساعات، المعركة لم تهدأ على أغلب المحاور، مكافحة الشغب تراجعوا أكثر من مرّة أمام تقدّم المتظاهرين. مشهد لم نعهده سابقاً.
القنابل المسيّلة للدموع كانت تتساقط في كلّ مكان يتواجد فيه المتظاهرون وبعشوائية، وكذلك الرصاص المطاطي، أمّا الرد فكان يأتي بالحجارة والمفرقعات. وعلى هامش كلّ هذا الإحتدام بين "الشغب" والشعب"، تسللت مجموعة من حرس مجلس النواب وأحرقت الخيم تحت مبنى العازارية.

"مرتزقة"..
"بيروت للبيارتة"، "بيروت لأهلها"، هي التعابير التي ألصقها رئيس الحكومة سعد الحريري باللائحة التي دعمها في الإنتخابات البلدية عام 2016، وذلك في مواجهة "بيروت مدينتي"، وحينها استخدم العديد من المستقبليين مصطلح "الجلب".
 
محاولة تقزيم بيروت وحصرها بوسط تجاري، وبمساحة ومناخ سياسي محدّد، عادت إلى الواجهة مجدّداً، وذلك مع تغريدة الحريري التي قال فيها: "مشهد المواجهات والحرائق وأعمال التخريب في وسط بيروت مشهد مجنون ومشبوه ومرفوض يهدد السلم الأهلي وينذر بأوخم العواقب. لن تكون بيروت ساحة للمرتزقة والسياسات المتعمدة لضرب سلمية التحركات الشعبية"، مضيفاً في تغريدة ثانية، أنّ "حلم رفيق الحريري لن يحترق".

تعبير "المرتزقة"، ومع محاولة بعض "المستقبل" تلطيفه معللين بأنّ الحريري يقصد المندسين، قُرأ في الشارع على أنّ المقصود به، طرابلس وعكار والبقاع، إذ توافد العديد منهم يوم أمس إلى بيروت للمشاركة في التحركات. وهذه القراءة ليست تجنّياً على من فزر بيروت يوماً بين "الأصل" و"الجلب".

وفيما استذكر الحريري حلم الشهيد، غاب عن باله حلم "المرتزقة"، هؤلاء الذين لم يبقَ لديهم أيّ شيء في هذا الوطن، إلاّ هذه الثورة، فآثروا التعلق بها حتى الرمق الأخير.

هؤلاء المرتزقة، هم أساتذة، طلاب جامعات، مهندسون، أطباء، "أبناء بيوت".. هؤلاء قبل شهور عدّة لم يعرفوا الشغب وما أرادوا أن يعرفوه لو لم يضق عليهم الوطن، بفساده وانهياره ومحاصصة زعمائه... هؤلاء المرتزقة هم الوطن و"المستقبل".. فطوبى للمرتزقة.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك