Advertisement

لبنان

"حزب الله"... والمهمة "المستحيلة"؟!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
03-04-2020 | 03:30
A-
A+
Doc-P-689940-637215030980186743.jpeg
Doc-P-689940-637215030980186743.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

منذ اللحظة الأولى لقبول "حزب الله" الدخول في اللعبة السياسية الداخلية من بابها العريض، عبر تبنّيه حكومة "اللون الواحد" أخذ على عاتقه مهمة تفكيك الألغام، التي ستظهر بين الحين والآخر في طريقها، وقد لا يكون الخلاف بين الوزيرين السابقين سليمان فرنجية وجبران باسيل حول الحصّة المسيحية في التعيينات أول وآخر العقد، إذ أنه من المتوقع أن يحتدم الخلاف بينهما كلما إقترب الإستحقاق الرئاسي، بإعتبارهما المرشحين الأقرب للحزب، الذي عليه أن يعيد حساباته جيدًا في العملية التفاضلية، وهو يعتبر أن الأثنين هما بمثابة العينين، إذ يصعب عليه الإختيار النسبي بين الحسن والأحسن، مفضلًا ترك الأمور إلى أوقاتها علّ وعسى.

 

وقد لا يكون مستحسنًا أن يتحدّث أحد بإسم "حزب الله" في ما يتعلق بخياراته، التي يحدّدها لنفسه وفق موازين دقيقة تأخذ في الإعتبار عوامل عدّة، منها ما هو إقليمي ومنها ما هو محلي، مع ميل البعض إلى الإعتقاد أن الحزب سيجري مقارنة دقيقة وموضوعية في هذا المجال، وهو عادة لا يحتكم في خياراته إلى العواطف، بل إلى ما يمكن أن يؤّمن له مصلحته الإستراتيجية، خصوصًا أنه يحتاج في أي ظرف إلى غطاء مسيحي قد أمنّه له بدرجة ممتاز وجود العماد ميشال عون في سدّ رئاسة الجمهورية كونه الأب الروحي لأكبر تكتل نيابي مسيحي، على أن يبقى الجواب عن السؤال المطروح في عملية المفاضلة بين فرنجية وباسيل غامضًا وغير واضح، لا في الرؤية ولا في المعادلات والتوازنات الإقليمية والمحلية.

 

ووفق بعض العارفين، فإن "حزب الله" يفضل ترك الأمور الرئاسية إلى أوقاتها، وهو يسعى في الوقت الراهن إلى تفكيك الألغام الداخلية من أمام حكومة حسان دياب، وهو أمر يشكّل بالنسبة إليه أولوية مطلقة، لأنه يعتبر أن لا بديل عن هذه الحكومة سوى الدخول في فوضى ما بعدها فوضى، وذلك نتيجة ما يتعرّض له لبنان من ضغوطات، سواء على مستوى مواجهة وباء الـ"كورونا"، أو على مستوى المعالجات الإقتصادية والمالية، من دون الدخول في لعبة السياسات الكبرى، بعدما تبيّن أن الدول الغربية المتأثرة بالسياسة الأميركية ترفض أو تتلكأ في مدّ يد المساعدة للبنان لكي يتمكّن من الخروج من أزماته بأقل خسائر ممكنة.

 

أما بالنسبة إلى الخلاف القائم بين فرنجية وباسيل فإن "حزب الله" لم ييأس، وهو سيحاول من جديد ترميم ما يمكن ترميمه، من خلال إقناع رئيس "التيار الوطني الحر" بتقديم بعض التنازلات لمصلحة بقاء الحكومة واقفة على رجليها، تمامًا كما حصل عند تشكيل الحكومة، إذ أصرّ رئيس تيار "المردة" على حصوله على وزيرين فكان له ما طالب به، وفقد وقتها باسيل الثلث المعطّل، وذلك تلافيًا لأزمة حكومية كان يُعتقد أنها ستطول لو لم يقدّم بعض التنازلات، وذلك بطلب مباشر من حارة حريك، التي تأمل في نجاح مساعيها إنقاذًا للحكومة.

 

ويمكن القول بعد سحب بند التعيينات المالية من حضن الحكومة إن "حزب الله" سجل نصف إنتصار في معركة التقارب بين وجهتي نظر كل من باسيل وفرنجية، بعدما ضبط إيقاع الخلاف بين الرئيسين نبيه بري وحسان دياب، وبذلك يتحوّل الحزب شيئًا فشيئًا إلى كاسحة الغام، وهو قابل بهذه المهمة شرط ألاّ ينفرط العقد الحكومي.

 

 إلاّ أن بعض الذين يعرفون طبيعة العلاقة بين بنشعي و"ميرنا الشالوحي" يرجّحون أن تدخل مهمة "حزب الله" في لعبة "رابع المستحيلات"

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك