Advertisement

لبنان

الحكومة ميتة والدفن مؤجل!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
03-04-2020 | 04:30
A-
A+
Doc-P-689942-637215032820407898.jpg
Doc-P-689942-637215032820407898.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يريد "حزب الله" سقوط الحكومة خلال ازمة وباء كورونا، هذا حتمي. فالحزب ينظر الى الوباء على أنه تهديد استراتيجي يجب التعامل معه كحرب يحمي خلالها قيادييه ومقاتليه وبيئته، ولا يمكن التهاون بأي تفصيل في هذا الشأن ومن ضمنه وجود ادارة حكومية تتمكن من العمل قدر الامكان على ابطاء انتشار الفايروس.
Advertisement

لكن الحكومة كادت تسقط امس، لولا أسلوب "الأرانب" الذي استعاره الحزب من حليفه رئيس مجلس النواب نبيه بري، فأخرج ارنب سحب بند التعيينات واعطاه لدياب الذي لوح به في اللحظة الاخيرة، محولاً نفسه الى بطل أمام بعض الرأي العام. الخطر في ما حصل، أن "حزب الله" اجرى مروحة اتصالات واسعة مع كل من "التيار الوطني الحرّ" ممثلا برئيسه جبران باسيل ورئيس الجمهورية ميشال عون من جهة، ورئيس تيار "المردة" سليمان فرجية من جهة اخرى، من دون ان يتمكن من حلّ ازمة يمكنها تطيير الحكومة.

أجّل "حزب الله" ودياب تفجير الحكومة، التي على ما يبدو يرغب به عدد من اطرافها، لا لأجل التعيينات بل لغايات أخرى اعمق، لكن ذلك يعني أن التأجيل من دون حلّ سيؤدي الى انفجار آخر في توقيت آخر، أي أن سقوط الحكومة أو تهشمها امس، حصل، لكن مع وقف التنفيذ.

يأمل الحزب أن تحصل الحكومة على غطاء شعبي مقبول خلال المرحلة المقبلة، نظراً لما يتوقعه من اجراءات ستتخذها في موضوع المصارف وفي المواضيع الاجتماعية - الاقتصادية، اضافة الى نجاحها نسبياً في ادارة ازمة كورونا بشكل جيد، الأمر الذي سيحصنها في وجه بعض داعميها الشكليين عند انتهاء الأزمة ما يقلل هامش المراوغة من قبل هؤلاء بحصانة من الشارع اولاً ومن الحزب ثانياً، خصوصاً ان تدخل الحزب فشل امس ولا يبدو أنه سيكون كافياً لوحده.

حتى اليوم، يمكن حسم مسألة اصرار "حزب الله" على بقاء الحكومة الحالية في ظل ازمة كورونا، لكن ليس اكيداً أن الحزب نفسه سيكون مصراً على بقائها بعد الوباء، وهذا سيكون سؤالاً رئيسياً لمن يرغب بإستشراف الآتي من الايام. هل سيعتبر الحزب هذه الحكومة حكومته ويدافع عنها حتى بعد انتهاء ازمة كورونا؟

قد يكون الامر غير واضح عند الحزب نفسه، فالأمر مرهون بالانجازات الحكومية التي يستطيع الحزب تسويقها امام بيئته اولاً، وثانياً بالتسويات الاقليمية والداخلية، فهل يستطيع الحزب الإبقاء على دعمه لحكومة لا يتمثل فيها المكون السني بشكل لافت؟
يقول البعض إن مرحلة تهيّب الحزب للخلاف السني - الشيعي انتهت مع الأزمة السورية، وهو يتصرف في الحيز السياسي بإستقلالية اكبر عن هذا المؤثر المذهبي، وأن كل ما يهمه بالفعل في الحكومات هو دعمها السياسي له، او منحه الغطاء السياسي.

هنا قد تطرح المفاضلة أمام "حزب الله"، بعد المؤشرات التي توحي بتورط اطراف حكومية من اعلى الهرم في تسوية اطلاق عامر الفاخوري، أيهما افضل، ان تلصق هكذا صفقة بحكومة تعتبر امام الرأي العام حكومته، وما يستتبع ذلك من خسائر على مستوى الوعي الجماعي لبيئته، ام أن يحملها طرف سياسي كتيار "المستقبل" يرأس رئيسه الحكومة ويشارك الحزب فيها؟ هذا اذا افترضنا أن الحريري كان يستطيع تخطي الحزب بهكذا مسألة.

في المرحلة التي لا يستطيع الحزب تأليف حكومته كاملة الأوصاف، تصبح هكذا هوامش موجودة لدى الطاقم الحكومي، وهو لا يستطيع منعها وربما لا يريد ليحافظ على التوازن الدولي والاقليمي في الداخل الذي ارتضاه بنفسه ولنفسه، في هذه المرحلة يجب على الحزب ان يقرر، رئيس حكومة لديه حضور شعبي وممثل لطائفته يرضي حلفاءه او حسان دياب يتحدى به الجميع، الخصوم والحلفاء.

بالأصل وفي ظل هكذا معادلة، هل يستطيع الحزب التأثير على حلفائه الى حد منعهم من الاستقالة مثلاً؟ فإذا استطاع مثلا تحمل استقالة وزراء "المردة"، هل يستطيع في لحظة وللحظة تحمل استقالة وزراء حركة "امل" والاستمرار في الحكومة؟

كل هذه الاشكاليات وضعت دفعة واحدة امس على طاولة "حزب الله"، لتظهر أن الحكومة ستعاني في المرحلة المقبلة، اذ أنها فشلت في تمرير البنود الجدية حتى اليوم من الكابيتال كونترول الى التعيينات، حتى أن اعادة المغتربين مرّ عنوةً، ولتظهر ايضاً أن حلول محدودة، اما مواجهة جدية للحزب مع حلفائه وفرض اجندته في المرحلة المقبلة، او نجاح باهر للحكومة في ملفات مالية واقتصادية ونقدية وغيرها، والامران مستبعدان، وإما دفن الحكومة بالتزامن مع شفاء العالم من جائحة كورونا.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك