Advertisement

لبنان

بغصة.. والحمدالله

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
29-06-2020 | 06:48
A-
A+
Doc-P-718785-637290317677360583.JPG
Doc-P-718785-637290317677360583.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد تكون كلمة الحمدالله هي أكثر كلمة يرددها اللبنانييون هذه الايام وغالبا ما تكون مصحوبة بغصة خانقة تنتهي بالحمدالله، فأي لبناني اليوم يعيش تحت الصدمة يكاد لا يصدق قوة الصفعات التي يترنح امامها حتى تجد  قواه العقلية والجسديه خارت تماما وشلت قدرته حتى على التفكير.. فيأتي الجواب على اي سؤال بغصة الحمدالله وينهي اي حديث بغصة الحمدالله.
Advertisement
لا نحسد على حالنا ممنوع علينا حتى الشتيمة ومقهورون حتى العظم.
تتحكم بنا أقلية فاجرة نتفت خيرات البلد ولهفت حتى تقاعد كبار السن ومدخراتهم بدم بارد.
كلنا سواسية امام فجور هذه الطبقة من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال يجمعنا سعر كيلو اللحمة ان توفر وصف ربطة الخبز وذل شركات الصرافة والبنوك وقهر الحرمان  حتى من الشتيمة وغصة الحمدالله في نهاية الحديث.
"الحمدالله انتم خارج البلد" تقول امي وهي تنهي كلامها بالدعاء ان يسهل الله خروج  اخر عنقود البيت  من لبنان في اول الطائرات التي ستقلع من مطار بيروت الى كندا.
هو نفسه هذا المطار الذي كنا نخطط ان نغط به هذه الايام لتمضية عطلة الصيف في ربوع الوطن فتأتي كورونا وتبتر أجسادنا عن أرواحنا وترمينا في الغربة نراقب الغصة تلو الغصة ونتمتم الحمدالله.
بين كورونا وانهيار لبنان نتخبط يمينا ويسارا.. انقض على احدى الصديقات الاردنيات  كالذئبة وهي تشكو حالها وانعكاس كورونا عليها."لا ألم كألم  اللبنانيين اليوم لا قهر كقهر اللبناني اليوم لا ذل كذل اللبناني اليوم لا أسى كالأسى في عيون وقلوب اللبنانيين اليوم". 

"روحي عم توجعني" تقول صديقة لبنانية قبل ان يختفي صوتها المخنوق وتنهار بكبرياء مكسور  "حتى أدوية الأعصاب لم تعد متوفرة حتى تهدي بالنا". 
احاول لملمة وجع الصديقة عبر الهاتف فلا اجد حرفا واحدا يستطيع ان يواسي كل هذا الأسى.. ما كل هذا القهر؟؟؟ كيف تتساقط الارواح بهذا الشكل.
اتابع  اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، مشاهد تعذيب جسدي تفنن الانسان فيها في العالم، لكنها لا شيء امام تعذيب الطبقة الحاكمة في لبنان لروح اللبناني.. أضحك على مشاهد التعذيب وأبكي.
في بلادي تعذب الارواح حتى الثمالة.. تصفع الروح حتى تدمى.. لعنة الله عليكم  كيف أوجعتم ارواح اللبنانيين وجعلتموها اجساد تحركها الصفعات والصدمات من دون وعي..
لطالما كانت جدتي تقول الله لا يستجيب الا الى الدعاء المستحب في محاولة منها لتثنينا عن اي دعاء نتوجه به للله عز وجل بشر لأخر ..لعنة الله عليهم, ألف لعنة الله عليهم, مليون لعنة الله عليهم ,مليار لعنة الله عليهم, ترليون لعنة الله عليهم..اتجاهل مدرسة جدتي وارفع دعائي الى الله بكل ايمان وخشوع..لم يخذلني الله يوما ..كان معي في كل مطب وامام كل عائق ,يسهل أمري ويفتح لي الابواب وييسر حياتي..ولا بد ان يفعل ذلك مع ابناء بلدي مع اهلي..يمهل ولا يهمل لن يهمل وجع ارواح ابناء بلدي لن يهمل غصتهم وحمدهم له رغم الغصة.. عذرا منكم ايها القضاة والقادة نحن لا نشتم نحن نصلي نحن ندعو نحن نوكل امرنا للله وهو قادر على كل شيء..
لا يتسحق هذا اللبنان هذه الطبقة الحاكمة التي تعذب بروحه منذ ولادته ولا يتسحق اللبنانيون هذه الطبقة الحاكمة التي تتلذلذ في ذله وظلمه وقهره وطمس احلامه ..لبنان عاشق للحياة واللبناني يستحق حياة كريمة حياة بمستوى تطلعاته ..كيف لطبقة حاكمة ان تقتل القدرة على الحلم عند شعبها كيف لها ان تسرق حتى الضحكة من على وجوه شعبها؟ ..كيف لها ان تستولي على فرح  شعبها وتصادره..كيف لها ان تمعن تعذيب روح الشعب حتى تصل به الى هذا الدرك من اليأس والأسى...
لعنة الله عليكم..سيسمع الله مني سيمسع الله منا لن يخذلنا ولن يتركنا نغص غصة تلو الاخرى .سيأتي اليوم الذي نحمده ونشكره على انتقامه لنا كما حمدناه على حالنا في  اصعب الظروف واقساها.
لعنة الله عليكم.. بغصة .. والحمدالله ستكون قرييا فرحة  الحمدالله بخلاصنا.. ونعم بالله. 
هناء حمزة - دولة الأمارات العربية المتحدة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك