Advertisement

لبنان

الثنائي الشيعي- باسيل.. خلاف على ابواب ستالينغراد المال

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
30-06-2020 | 10:00
A-
A+
Doc-P-719314-637291349186992716.jpg
Doc-P-719314-637291349186992716.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يصح القول إن فكرة التغيير الحكومي بدأت بعد نحو 100 يوم من تأليف حكومة الرئيس حسان دياب، وتداول بها على وجه خاص التيار الوطني الحر بشخص الوزير السابق جبران باسيل الذي تواصل مع شخصية سنية لهذا الغرض، بيد أن حزب الله أبلغ حليفه العوني أنه متمسك بـ"حكومة الانقاذ" إلى آجل غير مسمى، طالما أن لا اتفاق حقيقيا بين القوى السياسية على البديل، والمعلوم أن الثنائي الشيعي على وجه التحديد أصبح أكثر اقتناعاً بضرورة تأليف حكومة وحدة وطنية تضم كل الأقطاب الاساسية لإنقاذ الوضع، والهمس سيد الموقف عند فريق 8 آذار الذي يجاهر بخطأ حكومة اللون الواحد.
Advertisement

التغيير الحكومي بعيد المنال في الوقت الراهن لاقتناع المعنيين بوجوب الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، وإدراك هؤلاء أن هذه الحكومة من سابع المستحيلات أن تستمر على قيد الحياة في ظل الوضع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي المتهالك وبالتالي فإنها سوف تسقط تحت ضغط الشارع لا محالة في الأشهر المقبلة، لا سيما وأنها أثبتت فشلها في اجتراع الحلول ولو الانية والمرحلية للحد من وطأة الغليان الشعبي، فكل وعودها بمعالجة سعر الصرف وضبط الاسعار لا تزال حبرا على الورق، حتى ان مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي ليست الا مفاوضات الوقت الضائع، فوفد الصندوق اسوة بالكثير من الدولة الغربية الصديقة للبنان أصبح أكثر اقتناعا بأن هذه الحكومة عاجزة عن تنفيذ الاصلاحات أو وضع بعض هذه الاصلاحات على سكة الانطلاق.

وعليه فإن موقف المؤسسات الداعمة للبنان،لا يختلف عن موقف السفراء المعتمدين في لبنان على الضفتين الغربية والعربية وليس الخليجية فقط، فمن يلتقي بهم من المسؤولين اللبنانيين على ضفتي 8 و14 آذارلا يسمع الا كلاما واحدا: الحكومة لم تفعل شيئاً وأخلت بكل التزاماتها التي تعهدت بها ورئيسها يمارس سياسة الاستفزاز تجاه اكثر من دولة، حتى فرنسا التي يصح القول انها لا تزال تمد يد العون إلى لبنان، ليست مرتاحة للتعاون مع حكومة دياب لا سيما  بعد الرسالة التي وجهتها وزارة الخارجية إلى مجلس الامن في ما خص اليونيفيل واعتبرها الفرنسيون سيئة جدا وتمس العلاقات بين بيروت وباريس.

لقد بدأت ملامح التصعيد الغربي تجاه لبنان تتضح أكثر يوما بعد يوم، فعطفا على المواقف الاميركية التي تنذر، بحسب المطلعين في فريق 8 آذار، بمخاطر قد تطال لبنان على مستويات مختلفة، فإن إعلان إسرائيل التنقيب في المنطقة المقابلة للبلوك رقم 9، ليس بعيدا عن ضغط واشنطن التي وضعت شروطا على المعنيين في الداخل الالتزام بها لمساعدة الحكومة في ظل الأزمة الاقتصادية ولعل أبرزها وأهمها ان تعمل حكومة دياب بطريقة لا تجعلها رهينة لحزب الله كما صرح وزير الخارية الاميركي مايك بومبيو.

إزاء ما تقدم، فإن أوساطاً سياسية بارزة، بدأت تتحدث عن شرخ كبير سوف يتظهر رويدا رويدا إلى العلن بين الثنائي الشيعي من جهة والتيار الوطني الحر من جهة أخرى، حيال ملفات استراتيجية وأساسية بالنسبة إلى حزب الله وحركة وامل لا سيما في ما يتصل بترسيم الحدود البرية والبحرية الذي لا يكف الوزير باسيل عن القيام بمحاولات من اجل سحبه من يد الرئيس نبيه بري، على ان تتولى رئاسة الجمهورية التفاوض في هذا الملف من باب الفصل  بين الترسيم البري والبحري والقفز فوق اتفاق تلازم الترسيم، وتجدر الاشارة إلى ان الخلاف بين الطرفين بدأ فعليا، بحسب المعنيين في 8 آذار مع تأمين باسيل دخول العميل عامر فاخوري الاراضي اللبناني  ومن ثم تأمين سفره إلى واشنطن.

وليس بعيداً، فإن قضية منع السفيرة الاميركية دوروثي شيا من الإدلاء بتصريحات إعلامية على مدى سنة لأي وسيلة إعلامية بقرار صادر عن قاضي الأمور المستعجلة في صور محمد مازح، جاءت لتزيد الطين بلة، واذا كانت مقدمة قناة الـ "او تي في" يوم السبت جاءت بمثابة إجر بالبور وإجر بالفلاحة، كما وصفتها مصادر مطلعة جدا على الموقف الاميركي لـ"لبنان24"، فإنها لا تعبر، بحسب المصادر نفسها، عن الموقف البرتقالي الحقيقي من  القرار القضائي الذي صدر بحق شيا، فهذه المصادر سمعت من المقربين جداً من قصر بعبدا والرابية عدم رضى لما جرى بحق السفيرة الأميركية، غامزة من قناة اتصال مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي بشيا ومسارعة وزير الخارجية ناصيف حتي من جهته إلى استقبالها في اليوم التالي من اجل رأب الصدع وابلاغها ان الحكم القضائي لا يمثل لبنان الرسمي، مع الاشارة في هذا السياق إلى ان اتصال جريصاتي بشيا هو من اجل نفي اي علاقة للرئيس ميشال عون بما حدث. ومع ذلك لم تخف المصادر الذعر الذي أصاب اوساط التيار الوطني الحر بعد قرار مازح ومرد ذلك الخوف من العقوبات الاميركية التي يجهد النائب البتروني ليكون بمنأى عنها، فهو لا يزال يتوسط بعض اصدقائه الاميركيين لفتح طريق له إلى البيت الابيض، لكن خسارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي أليوت أنجل خلال الانتخابات التمهيدية التي أجراها الحزب الديموقراطي تحضيراً لانتخابات مجلس النواب العامة في الولايات المتحدة الأميركية، شكلت ضربة صاعقة له، خاصة وأن الأخير كان قناة تواصل اساسية  لوزير الخارجية السابق مع الاميركيين.

وفق قراءة  المصادر نفسها، فإن لبنان قد يشهد تحولا في خارطة التحالفات السياسية في  المستقبل غير البعيد، فالمعركة سوف تفتح على مصرعيها في الفترة المقبلة بين الثنائي الشيعي وباسيل، فاستقالة المدير العام السابق لوزارة المال الان بيفاني، تعني انقطاع همزة وصل التيار الوطني الحر بوزارة المال، وتعني ايضا ان حزب الله مرة جديدة اختار الوقوف إلى جانب حركة أمل في وجه باسيل، علما ان مصادر اخرى ترى في المقابل، ان بيفاني الذي لا غبار عليه وفق تقييم صندوق النقد و ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، اقدم على الاستقالة بعدما  تعرض لانقلاب من البيت البرتقالي ووجد نفسه يقاتل وحيدا. وهنا لا بد من طرح سؤال مشروع، من سيخلف بيفاني في حل قبلت استقالته؟ ؛ثمة من يقول إن خلافا جديدا سوف يندلع بين الثنائي الشيعي من جهة والتيار العوني من جهة اخرى على ابواب ستالينغراد المال؟
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك