Advertisement

لبنان

ورقة نعوة

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
04-07-2020 | 06:00
A-
A+
Doc-P-720702-637294525344000327.jpg
Doc-P-720702-637294525344000327.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في كل مرّة نحاول أن نكتب فيها نجهد محاولين التفتيش بـ"السراج والفتيلة" (سنعود إلى زمانهما قريبًا) عن خبر يُفرح القلب و"يفش الخلق" ويبعدنا عن الظلمات وأهلها ويدخلنا، ولو مؤقتًا، في جو تفاؤلي ولو بنسب منخفضة فلا نجد.
Advertisement
لم يكن هدفنا في أي من الأوقات أن نكون ورقة نعوة، أو ألا نرى سوى النصف الفارغ من الكأس. ما العمل إذا كان هذا الكأس فارغًا بالكامل وقد نضب من الماء. ما ذنبنا، نحن معشر الصحافيين، إذا كان السواد يحيط بنا من الجهات الأربع، من دون أن يلوح في أفق الأزمات المتراكمة والمتتالية واليومية بصيص نور أو بعضٌ من أمل، حيث يصبح العيش ضيّقًا وغير منير.
فكيفما إتجهت وأينما حللت لا تسمع سوى مطالب واحدة، وهي باتت على كل لسان وشفة: شو هالحالة الزفت. الوضع لم يعد يُطاق. ما الحلّ غير الفلّ. أين المسؤولين. لماذا لا نسمع أصواتهم. هل يدركون حقيقة الوضع المأسوي الذي نعيشه. شغل ما في. الدولار بعشرة الآف. الدواء مفقود. الخبز، وهو طعام الفقير اليومي، غلّوه. الطحين والمازوت يهرّبان إلى سوريا. العتمة ستحلّ قريبًا. المسؤولون غائبون عن السمع. الشعب متروك لمصيره الأسود. الشباب لا يفكرّون سوى بالهجرة.
وبعد كل هذا كيف تريدون أن نكتب عمّا هو مضيء؟
قيل إن الحلّ بالتوجه شرقًا وترك الغرب، الذي نفض يديه من لبنان بعدما رأى أن وضعه ميؤوس منه.
قلنا: مرحبابا بالشرق إذا كان الحلّ عنده. ولما لا؟ المهم أن يأتي الدعم.
ألم يُقال في غابر الأيام أن أطلبوا العلم ولو في الصين، ولما لا يكون هذا الطلب أيضًا من إيران، التي يروج أنها مستعدة لتزويد لبنان بالنفط بالليرة اللبنانية. قلنا أكرم وأنعم ما دامت المطابع شغّالة.
وهنا ندخل في دوامة الخلافات بين اللبنانيين على الأولويات. مَن مع ومَن ضد؟
لا جدل بأن نصف اللبنانيين مع "التشريق" والنصف الآخر مع "التغريب" في الخيارات السياسية والتجارية والإقتصادية. ولكن ثمة من يعتقد، وهم بين بين، أن "التشريق" لا يعني بالضرورة الإستغناء عن "التغريب"، فيما ما هو غريب أن مؤيدي "التشريق" يرون أنه لم يأتنا من "التغريب" سوى المشاكل، وهي في اساسيات الأزمات التي نعيشها هذه الأيام.
هذه هي حال المسؤولين عندنا المنقسمين بين "تشريق" وتغريب" فيما المواطنون موحدّون على هم ّ تأمين الرغيف وهم مكتون بنار الجوع، ويتطلعون إلى من ينتشلهم من الهوة السحيقة الواقعين فيها وإلى من ينقذهم مما يتهدّدهم من مخاطر العوز والفاقة و"قلّة الموت".
وتريدون منا بعد كل ذلك أن نكون متفائلين وأن نضيء شمعة بدلًا من أن نلعن الظلام؟
لهؤلاء المتفلسفين نقول، وبكل صدق وأمانة، بالله عليكم دّلونا على بصيص أمل واحد حتى نضيء معًا شمعة في هذا الظلام الدامس، وحتى نعود فنرى النصف الملآن من الكأس، ونوقف زجليات "النق".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك