Advertisement

لبنان

على من تقرأ مزاميرك يا سيدُ؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
07-07-2020 | 03:05
A-
A+
Doc-P-721541-637297096151723913.jpg
Doc-P-721541-637297096151723913.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما قاله البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، في عظة يوم الأحد، ونحن على بعد أسابيع من الإحتفال بمئوية لبنان الكبير، بمسعى من البطريرك الماروني الياس الحويك، أعاد إلى الذاكرة الكلام الذي قاله البطريرك صفير منذ عشرين سنة، يوم قال الحقيقة كاملة من دون مساحيق تجميلية، في الوقت الذي كان غيره يقولون نصف الحقيقة، أو بالأحرى الحقيقة المزيفة، إما خوفًا أو ممالأة أو لأهداف لا علاقة لها بسيادة لبنان.
Advertisement
ما قاله الراعي هذه المرة يدخل في إطار مشروع عام بدأ الحديث عنه في المحافل الدولية، وبالأخص في دوائر الفاتيكان، التي تعتبر أن لبنان لا يمكنه الإستمرار بالمنوال السائر به إن لم تكن السلطة كاملة بين أيدي الشرعية الرسمية الممثلة بالمؤسسات، ولاسيما المؤسسات الامنية، وهذا الأمر مطلوب تحقيقه اليوم قبل الغد، وذلك قبل تفاقم الأمور وتشابك المشاكل التي يعاني منها اللبنانيون، وأهمها المشاكل الإقتصادية ووصول البلاد إلى حافة الإنهيار، وهي قد أصبحت على قاب قوسين أو أدنى من السقوط المدوي.
وقد ترافق كلام الراعي مع بعض التقارير التي تتحدث عن خضّات أمنية قد تشهدها الساحة اللبنانية من بوابتها الجنوبية، في ظل بدء سريان مفاعيل "قانون قيصر"، الذي سيطاول جميع الذين يتعاونون مع النظام السوري، أفرادًا ومؤسسات، الأمر الذي يرسم علامات إستفهام كبيرة حول مستقبل لبنان، في حال لم تستعد السلطة كامل مسؤولياتها الشرعية.
 
وقد جاءت مناشدة سيد بكركي لرئيس الجمھوریة "العمل على فك الحصار عن الشرعیة والقرار الوطني الحر"، معطوفة على توجهه إلى  منظمة الأمم المتحدة لـ"العمل على إعادة تثبیت إستقلال لبنان ووحدته، وتطبیق القرارات الدولیة، وإعلان حیاده"، مؤكدًا أن "حیاد لبنان ھو ضمان وحدته وتموضعه التاریخي في ھذه المرحلة الملیئة بالتغییرات الجغرافیة والدستوریة. حیاد لبنان ھو قوته وضمانة دوره في استقرار المنطقة والدفاع عن حقوق الدول العربیة وقضیة السلام، وفي العلاقة السلیمة بین بلدان الشرق الأوسط وأوروبا بحكم موقعه على شاطئ المتوسط".
ويبدو أن الراعي، وبإيعاز من الفاتيكان، على ما يبدو، خرج ھذه المرة عن مسار المواقف السیاسیة التقلیدیة ووضع الأصبع على الجرح من دون أن يفصح عن هوية الجهة المسؤولة عن محاصرة الشرعية.
لا شك في أن كلام الراعي سيفعل فعله، مع أن هناك أفرقاء سياسيين سيعمدون الى التقلیل من شأن ھذا الكلام، واعتباره موقفا ظرفیا وانفعالیا جاء تحت تأثیر الأزمة الخطیرة والضغوط الكبیرة، ولیس موقفا نھائیا وإنما هو مفتوح على التعدیل في سیاق المسار غیر المستقر لتصریحات الراعي ومواقفه التي لا تثبت على حال، وتفتقر الى المتابعة والمثابرة، إذ إنھا لا تندرج في إطار استراتیجیة متكاملة وإنما تندرج في سیاسة رد الفعل أكثر من سیاسة الفعل، وفق ما يراه هذا البعض.
ولا شك في أن ھناك أفرقاء أخرين سیعمدون  الى الرھان على موقف الراعي والبناء علیه، وهم يرون فيه تغییرا مستجدا في موقفه وتموضعه ومقاربته للأزمة من جوانبها السيادية.
ووفق هؤلاء فإن البطریرك الراعي تجاوز المألوف ونقل الأزمة من مستوى أزمة مالیة اقتصادیة الى أزمة سیاسیة وطنیة، ونقل النقاش الى مسائل وملفات ومواضیع كبرى حساسة واستراتیجیة لھا صلة بمستقبل لبنان ودوره وعلاقاته الخارجية.
وعلى رغم أهمية هذا الموقف الصادر عن رأس الكنيسة المارونية فإنه لا يسعنا إلاّ أن نقول "على من تقرأ مزاميرك يا سيدُ".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك