Advertisement

لبنان

ما نفع توجّهنا شرقًا؟

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
07-07-2020 | 08:00
A-
A+
Doc-P-721549-637297115428831226.jpg
Doc-P-721549-637297115428831226.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تتجه حكومتنا شرقاً. صحيح أننا لا نعرف مدى تحقق هذه الخطوة، لكن يبدو أن ثمة توجها شبه رسمي للتحايل على الضغوطات الأميركية. 
 
تتداول المعلومات الصادرة عن أكثر من مصدر حكومي، أن نحو 10 شركات صينية ضخمة، لها باع طويل في التملص من العقوبات الأميركية، مستعدة لتنفيذ استثمارات كبيرة في بنى تحتية في لبنان رغم أزمته المالية.
Advertisement
 
لم ير اللبنانيون السفير الصيني وانغ كيجيان في بلادهم أو سمعوا به من قبل، لكن يظهر أن إسمه سيصير في الأيام الآتية سهلاً على اللفظ ومحط كلام اللبنانيين في بلد بات أهله عند حافة الجوع. 
 
تقول الصين إن هذه المشاريع ستكون إستثمارات في محطتي كهرباء وسكّة حديد تربط البلاد من شماله إلى جنوبه، فضلاً عن تطوير قطاع النقل عبر نفق دولي يربط بيروت بالبقاع حتى الحدود السورية.
 
لا يمكن لأي لبناني يشهد منذ سنوات على العفن الذي بات يضرب كل بنى لبنان التحتية، والمشاريع التي ترهق حياته ووقته بلا فائدة ترجى، في حين أن بعضها يشكل مع الوقت فضائح في وجه المقاولين الذي كلفوا بتشييدها، كحال الأنفاق والطرقات والجسور وغيرها. لا يمكن لهذا اللبناني الا أن يتمسك ببصيص أمل حتى ولو لم يعرف ما ستكون مآلاته على المدى الطويل.
فنحن فعلاً، نحلم بمشاريع نعلم أنها ممكنة التحقيق، لولا أن لا إرادة موجودة عن زعمائنا لتنفيذها.
 
ليس أقل هذه المشروعات توليد الطاقة من الرياح والماء وتنظيف مياهنا الجوفية واستثمارها، وكذلك المترو وسكك الحديد التي تربط بين المدن وتخفف عن بيروت تداعيات الإكتظاظ وتضخم أحزمة البؤس. 
 
اللبنانيون يحلمون بكل هذا بغض النظر عن الجهة التي ستقوم به. لكن السؤال الذي يطرح، هل يكفي أن تأتي الصين أو غيرها وتقيم مشاريعها هنا؟ ماذا لو سلمتنا سكة حديد ومطارا وموانىء بمواصفات عالمية، كيف سنتعاطى معها؟ اليس على قاعدة المحاصصة؟ الن نجعل القطار كحال باصات الدولة؟ الن تكون الوظائف على أساس الطائفية؟ الن تحترق سكة لأن جماعة تلك المنطقة قرروا قطع الطريق على مسافرين من منطقة أخرى؟ هل تتوقعون أن ما نحتاج اليه هو المشروعات فقط حتى نبني بلداً؟ 
 
ما نحتاج اليه هو الإرادة والضمائر السليمة والعقول التي تسعى للبناء لا الهدم. أن تكون أي مشروعات لصالح الجميع. أن ندرك أن عشرين سكة حديد لن تنفعنا بشيء إذا بقينا على نفس منطق التفكير تجاه أنفسنا وبعضنا البعض.
 
والا فإننا سنغرق في ديون أخرى، وليحكم علينا العالم بالفشل، ونقتنع أننا شعب "فاشل". أن كل المشاريع ستصبح وبالاً علينا وهياكل يكسوها الصدأ، لأننا لا نجيد استعمالها ولا الاستفادة منها، بل حولناها الى "باب رزق" هيّن كما عادتنا مع كل شيء. 
 
ماذا ستنفعنا مشاريع الصين ونحن لم نزل كما نحن. ماذا سيقدم جيل من المسؤولين يتقاسمون الجبنة، ويريدون محاصصة صريحة وقانونية داخل مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان، في بلد تغيب فيه الكهرباء من أصله؟
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك