Advertisement

لبنان

الفاتيكان قلق... والراعي سيصارح عون

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
13-07-2020 | 04:00
A-
A+
Doc-P-723488-637302321931218792.jpg
Doc-P-723488-637302321931218792.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا تزال مواقف البطریرك بشارة الراعي وتحدیدا عظته الأحد الماضي، تلقى ترحیبا من عدد من الأطراف السیاسیي، في الوقت الذي يستعدّ لزيارة للفاتيكان وصفت بأنها ستكون "تاريخية"، خصوصًا أن دوائرها تبدو مستنفرة أكثر من أي وقت مضى، وهي ترى أن لبنان يعيش مرحلة شديدة الخطورة إن لم يسارع المجتمع الدولي إلى مدّ يد المساعدة له بالتوازي مع ضرورة أن تقوم الحكومة اللبنانية بإجراءات حاسمة في ما يتعلق بالإصلاحات المطلوبة.
Advertisement

وعشية زيارته الفاتيكان من المرجح أن يلتقي الراعي رئيس الجمهورية في لقاء مكاشفة ومصارحة.

 في المقابل، وعلى رغم كل التلاقي في المواقف، والتي ّشكلت بكركي ركیزتھا، فإن خیار ولادة جبھة تدعم مواقف الراعي لا یزال مستبعدا، لأن ھناك أساسات مطلوبة لمثل ھكذا جبھة، منھا توافق جمیع القوى التي تؤید مواقف الراعي على أجندة سیاسیة محددة وأھداف واضحة. ومطالبة البعض بأن تكون ھذه الجبھة تحت عنوان إنقاذ لبنان ضمن الآلیات الدستوریة ومن ضمنھا الإنتخابات النیابیة، من دون طرح العنوان السیاسي العریض حتى لا تشكل إستفزازا للبعض، خصوصا وأن بعض مكّونات المعارضة مثل الحریري وجنبلاط یعتبران أن ھذه الجبھة التي ستجمع ثلاثیة جعجع الحریري جنبلاط ستدفع "حزب الله" إلى تعبئة داخلیة والرئیس نبیه بري إلى الإلتفاف مع الحزب، وبالتالي تعود الإصطفافات القدیمة.

وحيال هذا الواقع الجديد الذي أحدثه نداء الراعي لا بدّ من تسجيل الملاحظات السیاسیة بشأن ردود الفعل على هذا النداء:

 -لوحظ أن أي رد فعل أو تعلیق على موقف البطریرك بشارة الراعي لم یصدر عن قصر بعبدا ولا عن "التیار الوطني الحر". وقد تعاطت أوساط التیار مع ھذا النداء على أنه لیس موّجھا ضد رئیس الجمھوریة ولا یستھدفه، وإنما تو ّجه الى رئیس الجمھوریة مناشدا إیاه التدخل ومعّولا على تدخله، في وقت مررت مصادر قریبة من الدیمان أن البطریرك الراعي حریص على دور وموقع رئاسة الجمھوریة ویكن ّ الإحترام للرئیس عون ویقف ضد أي تو ّجه الى إسقاطه والدعوات الى إستقالته.

-لوحظ أن "حزب الله" تفادى الرد على البطریرك الراعي والدخول معه في سجال واشتباك كلامي، ولكن  أوساطه تقول إن الحزب متفاجئ ومستغرب لمواقف الراعي في الفترة الأخیرة، والتي تتماھى مع الضغوط الأمیركیة وتخدم أھدافھا.

-لوحظ أيضًا تناغم في الموقفین اللذین صدرا عن المرجعیتین المارونیة والسنیّة، البطریرك في عظة الأحد والمجلس الشرعي في إجتماعه الأخير. عبارات ھي أقرب إلى التناغم، منھا مطالبة الراعي بـ"تثبیت إستقلال لبنان وسیادته ووحدته وتطبیق القرارات الدولیة وتحییده عن سیاسة المحاور والصراعات الإقلیمیة والدولیة". یلاقیه المجلس الشرعي بحدیثه عن "حجم الكارثة التي أصیبت بھا البلاد، وأنھا تخطت الشأن المالي والاقتصادي والسیاسي، بل أصبحت مسألة مستقبل ومصیر".

والفارق بین العبارات التي استخدمھا كل من المرجعیتین، أن البطریرك الراعي وجه "نداء" إلى رئیس الجمھوریة فناشده "العمل على فك الحصار عن الشرعیة والقرار الوطني الحر"، وطلب من "الدول الصدیقة الإسراع إلى نجدة لبنان كما كانت تفعل كلما تعرض لخطر". أما المجلس الشرعي فسأل "إذا كانت السلطة لا تزال قادرة على الإستمرار في تحمل مسؤولیاتھا، في وقت تؤكد الوقائع فقدانھا لأبسط مقومات وجودھا".

إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسیة مواكبة لزیارة وزیر الخارجیة ناصیف حتي الى الفاتیكان، أن حتي لمس قلق الفاتیكان من تفاعلات الأزمة المالیة والاقتصادیة على الصعید السیاسي والخشیة من أن یؤدي التدھور الحاصل الى زیادة العوز والفقر بین الكثیر من العائلات اللبنانیة والتحول في النھایة إلى الفوضى وأعمال العنف. وتضیف: ما كان لافتا ھو تشدید المسؤولین بالفاتیكان على ضرورة الحفاظ على الصیغة الفریدة للنظام اللبناني الدیمقراطي والاقتصاد الحر الذي ساھم في النھوض بلبنان، في ظل تزاید المحاولات والأقاویل والتھدیدات من أكثر من جھة لتغییر النظام أو تعدیله وتحویل اقتصاده باتجاھات مشابھة لدول أخرى في المنطقة تعاني صعوبات ومشاكل اقتصادیة كثیرة ومعقدة، تكبح جماح النھوض والتطور.

وتشیر المصادر إلى أن ما تردد مؤخرا عن ضغوطات ومطالبات ودعوات لاتجاه لبنان شرقا، إستاثر بنقاش تفصیلي لاستیضاح كل ما یتعلق به سیاسیا ودینیا واقتصادیا وما یمكن ان یحدث جراءه في حال الإلتزام به وتكریسه على الأرض والمباشرة بتنفیذه والمخاطر المتوقعة جراء ذلك. وشدد المسؤولون بالفاتیكان على أھمیة إلتزام لبنان بسیاسة الحیاد عن الإنخراط بالصراعات في المنطقة والإبتعاد عن الإنضمام إلى سیاسة المحاور والتحالفات المتصارعة، مع الحفاظ على صداقاته وعلاقاته مع الدول العربیة المحیطة به ومع الغرب عموما، في حین أن ما یصدر من مواقف ودعوات لتحویل الاقتصاد اللبناني باتجاه الشرق دون غیره من أكثر من طرف، لیست محبّذة لدى الفاتیكان وتتعارض كلیا مع مصالح لبنان، وتلحق ضررا بمصالحه مع الغرب والدول الصدیقة على وجه العموم.
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك