Advertisement

لبنان

لبنان حجر بين شاقوفي واشنطن وحارة حريك!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
14-07-2020 | 03:30
A-
A+
Doc-P-723847-637303164657007147.jpg
Doc-P-723847-637303164657007147.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من غير المستغرب أن ما يعيشه لبنان من أزمات سياسية وإقتصادية ومالية هو نتيجة شدّ الحبال بين الولايات المتحدة الأميركية و"حزب الله"، وبالتالي فإن الشعب اللبناني، بكل أطيافه، بات أسير هذه المعادلة، التي أرخت بثقلها على صدر الجميع، بمن فيهم البيئة الحاضنة للحزب، على رغم التأكيدات المتلاحقة من قيادته بأن الضغوطات الأميركية لن تؤثرّ على هذه البيئة، التي يُقال أنها محصّنة ولديها من مقومات الصمود ما يتجاوز التقديرات والتوقعات الأميركية، خصوصًا أن واشنطن، وعبر ما يصلها من تقارير يومية من سفارتها في عوكر، باتت على يقين بأن العقوبات المفروضة على "حزب الله" ستؤدي في النهاية إلى تسليمه بواقع الأمر، مع دخول مفاعيل "قانون قيصر" حيز التنفيذ الفعلي.
Advertisement
ولا يستبعد بعض الذين يعرفون كيف تتصرف الولايات المتحدة أن تلجأ إلى سياسة العصا والجزرة، وهي إستخدمت هذه السياسة في أكثر من منطقة، ويُقال إنها نجحت في إرساء ما تراه متناسبًا مع مصالحها من دون أن تضطرّ إلى خوض مواجهة مباشرة.
وفي رأي هؤلاء أن واشنطن تعرف تمام المعرفة الخصوصية اللبنانية، خصوصًا أن معظم الذين هم الآن في مركز القرار سبق لهم أن خدموا في لبنان، وهم يدركون أن ثمة أفرقاء يؤيدون السياسة الأميركية في المنطقة وفي لبنان، وهم يعّولون عليهم في ممارسة الضغط على "حزب الله"، وهم متأكدون أن جرّ لبنان إلى خيار التوجه شرقًا ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض، وأن دون تحقيق هذا الحلم صعوبات كثيرة لا بدّ من أخذها في الإعتبار، إذ أن تحويل لبنان من دولة تعتمد على النظام الإقتصادي الحرّ إلى نظام موجّه هو من رابع المستحيلات، وهذا ما ورد على لسان البطريرك الراعي في عظته يوم الأحد الفائت، حيث قال إن اللبنانيين "يرفضون أن تعبث أية أكثرية شعبية أو نيابية بالدستور والميثاق والقانون، وبنموذج لبنان الحضاري، وأن تعزله عن أشقائه وأصدقائه من الدول والشعوب، وأن تنقله من وفرة إلى عوز، ومن ازدهار الى تراجع من رقي إلى تخلف".
وعلى رغم كل هذا لا يمكن لأحد أن يختبىء وراء إصبعه، إذ أن ما يعيشه لبنان حاليًا هو إنعكاس لهذا الصراع القائم بين واشنطن وطهران من جهة، وبين الإدارة الأميركية وحارة حريك من جهة ثانية، خصوصًا أن ثمة من يعتقد في هذه الإدارة أن الضغط على الشعب اللبناني سيقود حتمًا إلى الضغط على "حزب الله"، الذي عليه أن يقبل، كما يقول الأميركيون، بالإنخراط في العمل السياسي من ضمن المؤسسات القائمة، وهو ممثل فيها، سواء في مجلس النواب أو في الحكومات المتعاقبة، وأن يتخلى عن مشاريعه الخاصة، وهذا ما عبّر عنه الراعي أيضًا عندما قال إن اللبنانيين "لا يريدون أن يتفرد أي طرف بتقرير مصير لبنان، بشعبه وأرضه وحدوده وهويته وصيغته ونظامه واقتصاده وثقافته وحضارته، بعدما تجذرت في المئة سنة الأولى من عمره!"
فهل تنجح واشنطن بالدبلوماسية، حيث فشلت في سياسية الضغط، وإن كان ثمة من يعتقد أن لا شيء محسومًا وأن الولايات المتحدة لن تتراجع عن سياسة دفع "حزب الله" إلى حافة الهاوية، في مقابل إستعداد الحزب لمواجهة هذه السياسة بكل ما أوتي من قوة؟
وإلى أن تحين ساعة الحسم فإن لبنان باقٍ حجرًا بين شاقوفين.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك