قفز إلى واجهة الأحداث في لبنان احتدام الموقف جنوبا بين "حزب الله" واسرائيل إثر سقوط احد كوادر الحزب (علي كامل محسن جواد) خلال غارة على محيط مطار دمشق الدولي.
كما هو معروف، فضلا عن كون مقتل عنصر من "حزب الله" فوق الأراضي السورية يعتبر خرقا لقواعد الاشتباك بين الطرفين، فإن التصعيد العسكري الاخير يحمل مؤشرات خطيرة على الوضع اللبناني المثقل بالازمات السياسية والإفلاس الاقتصادي كما بالعموم المعيشية والحياتية.
من التداعيات الأولى للحادثة، الاستنفار على الحدود حيث غابت دوريات العدو الاسرائيلي كما ورود معلومات عن رفع "حزب الله" حالة التعبئة من الجانب الآخر، على أن الملفت المواكبة الديبلوماسية عبر أطراف تعمل على تحييد لبنان راهنا عن ساحة الصراع المفتوحة بين إيران وإسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية.
على أن التساؤل الابرز يكمن بطبيعة و شكل رد "حزب الله"، في ظل أجواء محيطة بالحزب ترّجح فرضية الرد على السكوت بعدما خرقت إسرائيل قواعد الاشتباك ما يسمح لها بالتمادي اكثر ويفتح أمامها مجالات كانت مقفلة حتى الأمس القريب.
ثمة رأيان حيال رد "حزب الله"، الأوّل يفيد بأنّ حزب الله سيلجأ للرد بشكل حتمي من لبنان كما سبق للأمين العام للحزب أن أعلن أكثر من مرّة ليرسي معادلة تفيد بأنّ أي عنصر للحزب يُقتل بغارة إسرائيلية في سوريا سيتم الرّد عليها من لبنان، على ألا يؤدي ذلك إلى مواجهة مفتوحة بل بردّ مدروس متوازن كي لا يدفع المنطقة أو الاوضاع على الحدود للتصعيد أو التفجّر.
أمّا الرّأي الثاني، فيُرجّح ألا يرد "حزب الله" من لبنان وذلك لعوامل عديدة أبرزها عدم نية الحزب التصعيد على الحدود بحال كان رد الفعل الإسرائيلي عنيفًا، خصوصًا أنّ لبنان يرزح تحت وطأة ازمة إقتصادية مفصلية لا يريد "حزب الله" أن يتحمّل "وزر" أي زيادة على كاهل لبنان بعمل عسكري إسرائيلي.
ويشير المراقبون على صحة ذلك عبر التذكير بكلام السيد نصرالله قبل أسابيع حين قال أنّ "محور المقاومة يتجنّب الرّد على العمليات الإسرائيلية في سوريا لأسباب يذكرها في وقت لاحق".
المراقبون يعتقدون أيضًا، أن "حزب الله" إن اختار الرّد على العملية الإسرائيلية بشكل حتمي، فإنّه قد يلجأ إلى ذلك في سوريا أو قطاع غزة او الضفة الغربية، من دون أن يكون الرّد من لبنان.