Advertisement

لبنان

الحرب ليست حتمية... تثبيت قواعد الإشتباك هي المخرج

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
28-07-2020 | 08:00
A-
A+
Doc-P-729010-637315398447498472.jpg
Doc-P-729010-637315398447498472.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

جملة واحدة يرددها المتابعون على خط السياسة والاعلام، هل يقترب "حزب الله" واسرائيل من حافة اندلاع الحرب؟ ام ان ما يحصل لن يتعدى المناوشات والعمل التكتيكي المحدود في الزمان والمكان؟

Advertisement
لا شك أن لبنان محكوم بتطورات المنطقة لا سيما في ما يتصل بالعلاقات الاميركية – الايرانية، واي قرار سوف يتخذه الحزب في شأن الرد عن مقتل أحد مقاتليه في سوريا (علي كامل محسن) في غارة اسرائيلية الاسبوع الماضي على محيط مطار دمشق الدولي لن يكون بمنأى عن القرار الاقليمي الذي ستكون له الكلمة الفصل في هذا الشأن، تقول مصادر متابعة لحيثيات ما يجري، علما ان تقارير عدة ألمحت الى ان طهران تريد من "حزب الله" مهاجمة إسرائيل للرد على الانفجارات في مواقعها النووية والصاروخية، بيد أن هناك وجهة نظر داخل الحزب ترى أن خطوة كهذه يجب ان تكون محسوبة جيداً خاصة وان الاوضاع الراهنة على المستويين الاقتصادي والمالي من شأنها ان تقلب الامور رأسا على عقب، بمعنى ان اصواتا من "الحلفاء قبل الخصوم قد تتعالى ضدهم، لأن ظروف العام 2006 لا تشبه ظروف العام 2020

بعد التصعيد العسكري في جنوب لبنان امس واستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي مواقع في محيط مزارع شبعا المحتلة بذريعة رصد محاولة تسلل من قبل عناصر "حزب الله" الذي نفى من جهته وقوع أي تسلل أو اشتباك، ثمة من اعتبر في المحور المناوئ  لحارة حريك ان الحزب  فشل هذه المرة في تحقيق ما يصبو اليه وانه اخطأ في التقدير ولذلك قرر التبرؤ من عملية  التسلل التي حصلت تجاه فلسطين المحتلة، علما ان الحزب الذي تأخر عمداً في اصدار بيانه، شدد على أنه "لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرف المقاومة في أحداث يوم امس وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر". وشدد على أن رده على مقتل محسن "آت حتما" ،والقصف الذي استهدف قرية الهبارية ووأصاب منزل أحد المدنيين لن يتم السكوت عنه على الإطلاق.

وفي هذا السياق، تشدد مصادر مقربة جدا من حزب الله لـ"لبنان24"  على أن كل زاوية مظلمة ممكن ان تواجه رواية المقاومة اخذت بعين الاعتبار لياتي البيان منسجما مع الحقيقة، مع  اشارتها  الى ان المقاومة تحرك  يوميا مجموعات استطلاع على طول الحدود بحثاعن هدف مناسب، وربما استطاع العدو الذي يعيش استنفارا غير مسبوق برا وجوا ان يكشف احد الاهداف لقطع الطريق على وقوع الحدث المنشود.
المهم في كل ما تقدم، ان الرسائل الدبلوماسية المتواصلة للمعنيين في الحكومة تحذر من التهور في أي عمل امني جنوباً، من منطلق أن اي مواجهة عسكرية مع اسرائيل لن تبقي ولن تذر ولن ينجو منها احد، وهناك رسالة وصلت الى المعنيين في  بيروت عبر مبعوث الامم المتحدة، مفادها ان اسرائيل  لم يتقصد طيرانها قتل محسن، اكتفى الحزب بالاستماع اليها من دون اي تعليق.


يظن بعض المتابعين أن الحرب حتمية وهي حاجة  للاطراف كافة ( اميركا و اسرائيل وايران وحزب الله) خاصة وأن هذه الحرب من شأنها ان تشرع الابواب  امام اعادة التفاوض بين واشنطن و طهران على الملفات كافة المتصلة بالنووي الايراني وبالمنطقة وبالتالي على ملف لبنان لا سيما الترسيم والحدود.

ولما كان لبنان في خضم الانهيار الاقتصادي والنقدي والمالي والاجتماعي، بالتوازي مع التصنيفات الدولية للبنان، وانعدام فرص توصل الحكومة الى تفاهمات مع دول الخليج لوضع ودائع مالية في المصارف وعودة المستثمرين، فإن حزب الله، وفق اوساط سياسية محايدة لـلبنان24، يعد للمليون قبل اي مواجهة طويلة مع اسرائيل، لأنه ياخذ بعين الاعتبار، التربص الاسرائيلي والاميركي بلبنان، وبالتالي تمددهما للعمل مع لبنانيين واعادة عقارب الساعة الى مرحلة سبقت تحرير الجنوب في العام 2000 .

ومع ذلك، فإن العارفين بأمور "حزب الله" وتركيبته وعمله، لا يترددون في القول إن الحزب سوف يعيد تثبيت قواعد الاشتباك ولن يسمح لاسرائيل بأن تخرقها أو تتجاوزها وهو سيرد في التوقيت المناسب مستندا الى معادلة الردع القائمة، فالتساهل مع العدو يعني ان سبحة اعتداءات الاخير ستكر؛ ولن تمنعه الازمة الاقتصادية من الذهاب بعيدا من اجل الابقاء على التوازنات الراهنة، فالمفاعيل العسكرية والاستراتيجية المرتبطة بقواعد الاشتباك ما زالت قائمة، وعلى اسرائيل التي تعيش استنزافا ان تنتظر الرد لا سيما وانها منذ اعلان "حزب الله" بيان نعي شيهده في سوريا، تتخبط من جراء تعمد حارة حريك التزام الصمت والاكتفاء ببيان النعي الذي اتى على مرحلتين بهدف التحكم بمجريات الاحداث، فحتى مواقف نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لقناة "الميادين" كانت مدروسة لجهة قوله ردا على سؤال "لا جواب حول رد الحزب على العدوان الإسرائيلي الأخير في سوريا".

 


تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك