Advertisement

لبنان

الحرب تندلع في هذه الحالة فقط!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
31-07-2020 | 04:30
A-
A+
Doc-P-730059-637317871529412511.jpg
Doc-P-730059-637317871529412511.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يزال الحدث الحدودي في مزارع شبعا، الذي لم تنتهِ تداعياته بعد، يتصدر واجهة الإهتمامات السياسية والدبلوماسية، محليًا وإقليميًا ودوليًا.
على صعيد "حزب الله"، فإنه يؤكد أن الردّ على مقتل أحد قیادییه المیدانیین في دمشق لم یأتِ بعد وھو آ ٍت حتمًا، وهذا ما تتوقعه إسرائیل التي تعتبر أن الحساب ما زال مفتوحا معه وترجّح أن یرد مجددًا، وأن یقوم بمحاولة جدیدة ھذا الأسبوع على الأرجح، لیس من لبنان فحسب بل من الأراضي السوریة أیضا. ویؤكد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنیاھو الذي یصر على أن الجیش الإسرائیلي نجح في إحباط إختراق لـ"حزب الله"، أنه مستعد بشكل جید للتعامل مع أي سیناریو محتم. فـ"حزب الله"، على حدّ المزاعم الإسرائيلية، لدیه ما یكفي من المشاكل والضغوط التي تحاصره وتضعف قدراته "غیر العسكریة" وتجعل من بیئته الحاضنة والمجتمع اللبناني المنھك غیر قادرین على حمل كلفة وتداعیات الحرب، وهو یعاني، ودائمًا حسب المزاعم الإسرائيلية، أوضاعا وضغوطا كفیلة بإضعافه "من الداخل" من دون الحاجة الى حرب.
Advertisement
أمّا من جهة إسرائیل فهي ، على ما يبدو، غير مستعجلة على حرب مكلفة ترتب علیھا خسائر بشریة ومادیة باھظة في وقت تعاني ضعفًا وتراخیًا في جبھتھا الداخلیة، وهي التي أرسلت بواسطة الأمم المتحدة رسالة إلى "حزب الله"، إعتُبرت بمثابة إعتذار، عندما قالت أنها لم تقصد إستهداف مقاتليها في سوريا، وكأنها كانت تريد أن تقول "عفا الله عمّا مضى"، وذلك تلافيًا لردة فعل من قبل "حزب الله"، الذي لا يتهاون في مثل هكذا ظروف.
وعلى رغم حالة التأھب والإستنفار العسكري والسیاسي المسيطرة من كلا الطرفين، یظل إستبعاد إحتمال الحرب إعتقادا طاغيًا، إذ أن ما یجري لا يعدو كونه نوعًا من "التصعید" المضبوط والمدروس أو "المبرمج" الى درجة أن الحوادث التي حصلت في مزارع شبعا لا يزال یكتنفھا الكثیر من الغموض والإلتباس، وأن قواعد الإشتباك ما زالت مطبّقة وقائمة، إذ أن مسرح العملیات محصور في مزارع شبعا المحتلة، وإسرائیل تتفادى أي رد متوغل في العمق اللبناني، و"حزب الله" یتوخى تثبیت ھذه القواعد ولیس تجاوزھا وإسقاطھا. الإعتقاد الغالب حتى الآن ھو أن لا مصلحة ولا رغبة لأي من الطرفین في الذھاب الى الحرب وفي حصول تصعید متدحرج یخرج الوضع عن السیطرة.
ولكن ھذا الإعتقاد الراسخ عند أكثریة ساحقة من المحللین والخبراء بدأ يتراجع ربطًا بالانتخابات الأمیركیة التي طرأ تبدل في معطیاتھا واحتمالاتھا، بحیث لم تعد فرص إعادة إنتخاب الرئيس ترامب لولایة ثانیة مؤكدة، لعدة أسباب داخلیة أبرزھا ما یتصل بأزمة "كورونا" وطریقة إدارتھا وتداعیاتھا الكبیرة على الاقتصاد الأمیركي الذي كان یشكل نقطة قوة لترامب وورقته الرابحة. في المقابل، تعززت فرص منافسه الدیمقراطي جو بایدن على رغم ضعف شخصیته وعدم تمتع حملته الانتخابیة حتى الآن بعناصر الجذب والتأثیر على الرأي العام.
ھذا التبّدل في مسار المعركة الرئاسیة الأمیركیة أدى الى تبّدل في حسابات واحتمالات المواجھة المفتوحة بین الطرفین في المنطقة.
- الرئیس ترامب الذي كان أظھر حرصًا شدیدًا عندما كان متأكدًا من الفوز، على تمریر المرحلة الفاصلة عن الانتخابات من دون خسائر ومفاجآت، تخلى عن ھذا الحرص.
- القیادة الإیرانیة التي كانت اكتفت باستراتیجیة إنتظار وعدم الدخول في أي حوار وتفاوض مع واشنطن قبل الانتخابات، لم تعد تكتفي بذلك بعد بروز إمكانیة خسارة ترامب، وترید التحول الى خیار آخر ھو الإسھام في تعقید ظروف ترامب وإسقاطه.
- التغییر الآخر ھو في الحسابات الإسرائیلیة، عند نتنیاھو القلق جدا على وضعه، في ضوء التراجع المثیر في حظوظ حلیفه ترامب وھاجس رد الإعتبار الى الإتفاق النووي مع إیران مع بایدن، والقلق من أزمته الداخلیة التي تضیّق الخناق علیه، إن لجھة الخلاف السیاسي مع شریكه غانتس أو ضغوط الأزمة الاقتصادیة المالیة، أو تنامي ضغوط الرأي العام ضده، في وقت ما زال سیف المحاكمة القضائیة بتھم الفساد مسلطا فوق رأسه. فنتنیاھو المأزوم داخلیا ربما تراوده فكرة الحرب ضد "حزب الله"، لیس فقط بھدف تصدیر أزمته الداخلیة والھروب الى الأمام، وإنما للإفادة من فرصة أمیركیة ما زالت سانحة في الفترة المتبقیة من ولایة ترامب ولا تتكرر مع غیره.
ففي هذه الحال فقط ترجح كفة الحرب على كفة الحفاظ على "الستاتيكو" القائم حاليًا، وإن جاء ردّ "حزب الله" على غرار ردّه في اففيم، وعليه ستبقى المنطقة متأهبة في إنتظار ساعة الحسم.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك