Advertisement

لبنان

نقطة توازن!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
03-08-2020 | 11:01
A-
A+
Doc-P-731072-637320758886151335.jpg
Doc-P-731072-637320758886151335.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب جوزيف وهبة: ربّما الخبر المحليّ الأبرز اليوم، بالتوازي مع خبر استقالة وزير الخارجية ناصيف حتّي، يبقى "زلزال" احتمال اعتزال الرئيس نجيب ميقاتي العمل السياسي، كما جاء في مقالة للزميل مصطفى العويك، وهو زلزال بكل معنى الكلمة على مستويات عدّة، في تداعياته على توازنات مدينة طرابلس والشمال، وعلى توازنات موقع رئاسة الحكومة تحديداً وكامل السياسة اللبنانية: فكيف نقرأ في هذا الحدث، إذا ما صار واقعاً ثقيلاً، علماً بأن المكتب الإعلامي لميقاتي نفاه جملةً وتفصيلاً؟
Advertisement
 
لقد غابت عن طرابلس (والشمال) عوامل دفع وقوة، طوال السنوات الماضية، من ابتعاد عصام فارس، إلى انتقال محمد الصفدي إلى بيروت/ الوزيرة فيوليت خيرالله، إلى استقالة روبير فاضل، إلى تراجع حضور الوزير جان عبيد، وقد كان جميع هؤلاء (بعد الغياب التام لتيار المستقبل) يشكلون روافد خدمات وضمانات، ما منع عن الناس القدرة على تلبية حاجاتهم، في ظلّ الغياب المزمن للدولة ورعايتها المفترضة.. وكلّ ذلك بات حاصلاً باستثناء دوام عمل مؤسسات الرئيس ميقاتي الذي استمّر في إيجاد نوع من التوازن الاجتماعيّ - الخدماتي، بالرغم من تقلّص مساحة هذه الخدمات لأسباب كثيرة ذات صلة بتراجع حجم استثماراته وأشغاله الخاصة، وبطبيعة المرحلة الفاصلة بين انتخابات 2018 واستحقاق 2022!
 
ولكنّ حضور ميقاتي لا يقتصر على "التوازن الخدماتي"، بل هو شكّل، وخاصة في مرحلة ما بعد ثورة 17 تشرين واستقالة سعد الحريري والدخول المفاجئ وغير المستحبّ للرئيس حسّان دياب إلى السراي الكبير، نوعاً من صمّام الأمان أو نوعاً من الحماية الميثاقية (بالتنسيق مع رؤساء الحكومات السابقين) لصلاحيات رئاسة الرئاسة الثالثة ولكيان الطائفة السنّية ولما يمكن تسميته بلغة اليوم "الحياد اللبناني"، وهو درب الإنقاذ الوحيد للبلد من الانهيار التام الذي تتسارع خطواته برعاية حكومة عاجزة (أو متواطئة..)، وحسابات إقليمية خاصة بحزب الله، وأطماع غير محدودة للرئيس الظلّ جبران باسيل!
 
إنّ أيّ انسحاب للرئيس ميقاتي من المعادلة السياسية اللبنانية – الخدماتية المحلية في هذه المرحلة المصيرية، إنما يترك فراغاً قاتلاً لا يعوَّض، فالمدينة تحتاج إلى خدماته ولو بحدّها الأدنى، كما أنّ البلد يحتاج إلى وجوده ودوره السياسيين كـ "نقطة توازن"، يخطئ من يهلّل أو يفرح لفقدانها، ظنّاً منه بأنّ المساحة قد تتّسع له أو بأنّ الفرصة قد تؤاتيه... فالرئيس ميقاتي، أياً كان الاختلاف معه، ليس لاعباً عابراً، بل هو ركيزة نأمل ألّا تتذوّق المدينة (والبلد) طعم مرارة غيابها!!

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك