نشرت صحيفة "التايمز" تعليقا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، قال فيه إن انفجار بيروت كشف عن "غياب وعقم" القيادة اللبنانية، معتبرا أن توالي الأحداث عقب تفجير بيروت المدمر، مهم جدا لمستقبل لبنان القريب.
وذكرت الصحيفة في التعليق الذي ترجمته "عربي21"، علامات استفهام حول أسباب تخزين المواد المتفجرة في الميناء، والانفجار الأول الذي تسبب في اشتعال مادة نترات الأمونيوم.
واشارت إلى أن الإجابة على السؤال هي "العجز" الذي جعل الكسل يتسرب في كل مستويات صناع القرار اللبناني، بفعل حالة الجمود السياسي في البلاد.
واعتبرت الصحيفة أن "الحديث الذي يتردد بين اللبنانيين هو، أنه ليس لدينا ديكتاتورية مثل سوريا، بل لدينا 18 ديكتاتورية، في إشارة إلى عدد الطوائف اللبنانية والتي تحصل كل منها على حقوق ومناصب. وهذه المحاصصة مقبولة حالة حددت المسؤولية في المرفأ، خاصة السلامة والأمن".
ولفتت الى أن هناك "عجزا كبيرا في إدارة المرفأ، فحزب الله هو أقوى الفصائل اللبنانية الذي يحتفظ بمخازن للسلاح في كل أنحاء بيروت ويعرف ما يدخل ويخرج من البلد. فنترات الأمونيوم تعتبر إضافة جيدة لترسانة أي فصيل، هذا إن نحينا جانبا ما خزن من مواد أخرى في الميناء".
ويقود هذا إلى السؤال الثاني، بحسب الصحيفة، وهو "سبب النيران، فبينما أشرطة الفيديو تظهر مفرعات نارية، إلا أن الصور تخفي وراءها الكثير من الحقائق، وهو موضوع لم تكن السلطات صريحة بشأنه".
وشددت على أن هناك شكوكا حول "قدرة الدولة اللبنانية على البقاء. ففي السوق العالمية الحرة، يمكن للمجتمع المتحرر من القيود أن يصنع قواعده مهما كانت نوايا الحكومة والإهانات والتهديدات التي يتبادلها قادة الطوائف. والآن هناك قرارات يجب أن تتخذ حول المالية، ودور حزب الله في الدولة والعلاقة مع الولايات المتحدة ودول الخليج وسوريا، والأزمات الجيوسياسية المتعددة التي تدور حول الشرق الأوسط".
وختمت الصحيفة بالتساؤل: "هل سيتم أخذ مليارات أي مسؤول فاسد لدفع ديون البلد؟ وهل سيقف الناس العاديون يراقبون البنوك تنهب حساباتهم، وهل سيقوم طرف خارجي، أو غارة إسرائيلية أو أمر إيراني لحزب الله، باجتياز الحدود الجنوبية، أو أن عقوبات أمريكا ستحرف الميزان العسكري في البلد ليتطابق مع وضعها السياسي والاقتصادي؟