Advertisement

لبنان

"صورة ضبابية"... "مفعول عكسي" لتأجيل الاستشارات!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
19-10-2020 | 06:00
A-
A+
Doc-P-757597-637387065078710330.jpg
Doc-P-757597-637387065078710330.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حين أعلن رئيس الجمهورية ميشال عون تأجيل الاستشارات النيابية المُلزِمة الأسبوع الماضي، بعدما حُسِمت نتيجته لصالح تكليف الرئيس سعد الحريري، بأكثريّة "مريحة" إن جاز التعبير، "راهن" كثيرون على "ردّ سريع"، وربما "متسرّع"، من جانب الأخير، بإعلان "سحب ترشيحه".
Advertisement

 

لعلّ مثل هذا "السيناريو" كان وارداً أصلاً في "اعتبارات" بعض مؤيّدي التأجيل والدافعين باتجاهه، استناداً إلى تكتيك "الإحراج فالإخراج"، باعتبار أنّ خطوة التأجيل من شأنها أن تشكّل "رسالة نارية" للحريري، الذي لن يتردّد في إبداء "امتعاضه" من خطوة الرئيس "الدستوريّة"، ليعلن انسحابه التلقائيّ من السباق نحو السراي.

 

أما الاعتبار الثاني، فتمثّل بـ "خلط الأوراق" الحكوميّة، من خلال "فرض" سيناريو "إعادة التموْضُع" على الحريري، عبر "إلزامه" بالانفتاح على الفرقاء الذين "تجاهلهم" في المرحلة السابقة، ولا سيما رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، الذي "امتعض" من "تجاوزه المتعمَّد" من جانب رئيس الحكومة السابق.

 

"استراتيجية الصمت"!

 

لم يحصل شيءٌ من ذلك. لم يخرج الحريري من السباق، رغم كلّ التسريبات التي أشارت إلى هذا الاحتمال في الساعات الأولى ما بعد التأجيل، وصولاً إلى حدّ الترويج، عبر وسائل إعلام غير محسوبة عليه، لمعلوماتٍ عن "مساعٍ" تُبذَل في سبيل "ثنيه" عن اتخاذ هذا القرار، الذي قد تكون له تبعات سلبيّة على الاستحقاق ككلّ.

 

لم ينسحب الحريري، لكنّه أطفأ في المقابل كلّ "محرّكاته"، وغاب عن السمع والنظر. لم "يبادر" للاتصال بباسيل، كما أراد بعض الدافعين نحو تأجيل الاستشارات، ليصوّر مقرّبون منه الأمر وكأنّه "انكسارٌ" أو "تنازل"، ليس بمعرِض تقديمه في الوقت الراهن، أقلّه ما قبل التكليف، على أن تُترَك للمرحلة التالية "اعتباراتها" الخاصة، وفقاً للمسار الذي يمكن أن تذهب إليه الأمور.

 

ينطلق الحريري، بحسب عارفيه، في هذه القاعدة، من مبدأ رفض "التأليف قبل التكليف" الذي يدفع نحوه "العهد"، وهو لا يرى أيّ "جدوى" من "التفاهم المُسبَق" مع باسيل، مستنداً إلى أكثرية "مضمونة" لتكليفه، تتضمّن "ثلث" النواب المسيحيّين تقريباً، بمُعزَلٍ عن منطق "الميثاقية" الذي يحاول "العونيّون" حصره في "جيبهم" فقط لا غير.

 

ما السيناريوهات؟

 

عموماً، لا تزال الصورة "ضبابيّة"، مع بدء العدّ العكسي للموعد الثاني للاستشارات النيابية المحدَّد يوم الخميس المقبل، علماً أنّ أيّ جديدٍ لم يطرأ، ولن يطرأ على الأرجح، في الوقت "المُستقطَع" قبل ولوجه، ولو أنّ "الوساطات" مستمرّة دون نتيجة، لتأمين الحدّ الأدنى من مقوّمات "النجاح".

 

في "السيناريوهات" المطروحة، ثمّة من يتحدّث عن احتمال الذهاب إلى تأجيلٍ جديد للاستشارات، رداً على رفض الحريري "التجاوب" مع المبادرة الرئاسيّة، وانطلاقاً من كون الاعتبارات التي أمْلَت التأجيل الأول لا تزال على حالها، سواء لجهة عدم نضوج الصورة الحكوميّة، أو لجهة ضعف الميثاقية على المستوى المسيحي، وفقاً لرؤية "العهد".

 

لكنّ هذا "السيناريو" يبقى ضعيفاً، أولاً بعدما ثبُت أنّ التأجيل ليس الحلّ، بالنظر إلى "تصلّب" المواقف، وثانياً لأنّ الرئاسة لا تريد أن تظهر بصورة "المعطّل"، علماً أنّ رئيس الجمهورية يوم حدّد موعد الاستشارات، روّج للأمر على أنّه "مبادرة" من قبله لكسر الجمود الواقع. من هنا، يرجّح المعنيّون أن تبقى الاستشارات هذه المرّة على موعدها، باعتبار أنّ البلد لا يحتمل "ترف" تأجيلٍ جديد، مهما كانت ظروفه واعتباراته.

 

قد تبقى الاستشارات قائمة في موعدها الخميس إذاً. الأرجح أنّها ستفضي، إن حصلت، إلى نفس النتيجة التي كانت متوقَّعة الخميس الماضي. قد يصبح الحريري، بموجبها، رئيساً مكلَّفاً، بأكثرية مريحة ومقبولة. لكنّ كلّ ذلك لن ينهي "المعركة"، وفق كلّ المعطيات، بل إنّه سينقلها ببساطة من "جبهة" التكليف إلى "جبهة" التأليف، وهنا قد تكمن "الطامة الكبرى"...
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك