Advertisement

لبنان

ما الذي يجمع "التيار الوطني الحر" بـ"القوات"؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-11-2020 | 03:00
A-
A+
Doc-P-769472-637419800278754784.jpg
Doc-P-769472-637419800278754784.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما لم يستطع كل من الوزير السابق ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان تحقيقه على صعيد الوحدة المسيحية بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" حقّقه الرئيس نبيه بري بأقل جهد ممكن، من خلال طرحه مشروعًا إنتخابيًا جديدًا على أساس النسبية وأن يكون لبنان دارة إنتخابية واحدة، فوحدّ وجهات نظر الكتلتين النيابيتين المسيحيتين الأكبر، بإعتبار أن القانون الحالي أنصفهما أكثر من أي قانون آخر، وهما لن يتخليا عنه بسهولة وإلاّ يكونان كمن يلغي نفسه بنفسه، فربّ ضارة نافعة. 
Advertisement

أوساط رئيس مجلس النواب تنفي أي خلفية سياسية لطرح المشروع الإنتخابي، الذي إقترحته كتلة "التنمية والتحرير"، وتؤكد أن المشروع كان مطروحًا على بساط البحث منذ أكثر من ثلاث سنوات، وذلك لتصحيح الخلل الحاصل في القانون الحالي، وقد جال وفد من الكتلة برئاسة النائب أنور الخليل على كل الكتل النيابية عارضًا وجهة نظره، وذلك تلافيًا للوقوع في مطبات آخر ربع ساعة، حيث تسلق الأمور سلقًا، وهذا ما حصل بالنسبة إلى القانون الحالي، الذي إعتمد النسبية، ولكنه جاء ناقصًا وقد قيس على حجم أشخاص معينين لكي ينجحوا في الأنتخابات النيابية بعدما سقطوا في دورتين متتاليتين، خصوصًا بعدما تم حصر الصوت التفضيلي بالدائرة الصغرى. 

وتقول هذه الأوساط أن الرئيس بري هو أبعد ما يكون عن أجواء الإستفزاز، لأن هذا الطرح ليس مستجدًّا، وهو لم يخترع البارود عندما إقترح أن تكون الإنتخابات المقبلة على أساس لبنان دائرة واحدة، لما لهذا المشروع من حسنات تبعد الناس في مختلف المناطق عن الطائفية والمذهبية، وذلك كمقدمة لتطبيق إتفاق الطائف، الذي تحدّث عن ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية بعيدًا عن القيد الطائفي، وهذا هو هدف هذا المشروع. 

مصادر مقرّبة من "التيار الحر" و"القوات" معًا تقول إن هذا المشروع ينسف ما تمّ تحقيقه من نتائج في القانون الحالي، خصوصًا أنه أنصف التمثيل المسيحي الحقيقي بنسب مقبولة، على رغم عدم تحالف"التيار" و"القوات" في أكثر من منطقة، وقد تقاسما التمثيل وفق أفضليات محسوبة سلفًا في معظم المناطق التي خيضت فيها معارك حامية. 

وتعتبر هذه المصادر أن أي طرح غير القانون الحالي هو بمثابة توجيه رصاصة على رأس صحة التمثيل المسيحي بعدما كان هذا التمثيل مصادرًا، بحيث كان الصوت المسيحي، خصوصًا في الأطراف، مكبوتًا ومن غير المسموح أن يُسمع صوته، فجاء القانون الحالي ليعيد للمسيحيين حقهم في إختيار من يمثلونهم في البرلمان، وقد اثبتت النتائج ذلك، من خلال وصول نواب لم يكونوا ليصلوا بأي قانون آخر، وقد يكون فوز النائب طوني حبشي أكبر دليل على صحة التمثيل المسيحي في منطقة تتحكم فيها الأكثرية الشيعية. 

على أي حال فإن ما لم يكن يقصده الرئيس بري حصل بالنسبة إلى توافق المصالح بين "التيار" و"القوات"، وإن كانت أوساطه تقول إنه يرّحب بأي توافق سياسي بين أي مكون من مكونات الوطن، وهو صاحب مقولة "الجمع" وليس "القسمة" أو "الطرح"، مع تشديدها على أن المشروع الذي يطرحه يخرج لبنان من تقوقعه الطائفي. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك