Advertisement

لبنان

اللبنانيون أكثر شعوب العالم تعاسة!!!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
03-12-2020 | 03:30
A-
A+
Doc-P-771508-637425837242879650.jpg
Doc-P-771508-637425837242879650.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم اصدّق، أو بالأحرى أن الوقائع المعيوشة على أرض الواقع، وبحسب ما نسمع، ولو عن بعد 15 الف ميل، لم تدفعني على التصديق أن لبنان ليس آخر بلد أبناؤه تعيسون، وفق ما جاء في آخر إحصاء أممي.  
Advertisement

قد يكون صحيحًا أن السوريين واليمنيين هم أكثر تعاسة من اللبنانيين، وذلك نتيجة الحرب التي يعيشونها يوميًا. ولكن بالمقارنة بين الوضع الذي كان اللبنانيون ينعمون به، ولو وهميًا، قبل سنة تقريبًا، أو بالتحديد قبل أربع سنوات، وبين ما يعيشونه اليوم فإنهم يفوقون السوريين واليمنيين تعاسة.  

منذ هذا الوقت المشؤوم، وقد تلعب الصدف لعبتها في عملية الحظ السيء، أو قد يصح معها مقولة "وجوه وأعتاب"، لم يعرف اللبنانيون يومًا واحدًا من الهناء وراحة البال، ولم تترك لهم الحوادث المتتالية، وقد يكون أكثرها قسوة إنفجار المرفأ، بعد خسارتهم جنى العمر المودع في المصارف، فرصة واحدة لكي يتنفسوا، بعدما كبتت جائحة كورونا على أنفاسهم.  

مع كل إتصال إطمئنان نجريه في شكل يومي مع أحد الأقارب أو الأصدقاء في لبنان إلاّ ويتأكد لنا بالعلم اليقين أن اللبنانيين يعيشون فعلًا في "جحيم" أين منه الجحيم الحقيقي، وأن التعاسة هجرت البيوت إلى غير رجعة، وأن الفرح الذي كنا نعيشه ونُحسد عليه قد اصبح مجرد ذكريات، وأن القول إنه "نيال من له مرقد عنزة في جبل لبنان" أمسى شعرًا "أندلوسيًا" ليس إلاّ، أو مجرد بكاء على الأطلال.  

كم سمعناهم يقولون لنا "نيالكم". يا ريت بيصح لنا نهاجر لكنا فعلناها من زمان وتركنا الوطن الذي نحبه وسنبقى نحبه على رغم أنف من كرّهونا العيش فيه، مع فائق التقدير لمن لا يزال يؤمن بأن لبنان لن يموت وسيعود ويقف على رجليه من جديد وأنه متجذّر بهذه الأرض التي أعطت قديسين ولن يتركوها أيًّا تكن الصعوبات، وهي ليست بجديدة وقد عاشها أجدادنا قبلنا، على حدّ تعبير هؤلاء، ولي بينهم أكثر من صديق عزيز.  

هل يعرف فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الحكومة ودولة رئيس مجلس النواب ومعالي الوزراء وسعادة النواب هذه الحقائق المرّة، وهل يدركون خطورة أن يكون شعبهم هم أكثر شعوب العالم تعاسة؟  

لو عرفوا أو أدركوا لكان حرّي بهم أن يتخّلوا عن ألقاب الفخامة والدولة والمعالي والسعادة، لأنها لم تعد تتناسب مع فجاعة الوضع الذي يعيشه اللبنانيون، بإستثناء قلة منهم.  

ماذا فعلتم لشعبكم حتى يكون سعيدًا. لم تفعلوا شيئًا، فيما الآخرون الذين يعيشون في صحراء ولا يتمتعون بما أنعم الله على لبنان من طبيعة ومناخ هما من نعمه عليه، أوجدوا وزارة للسعادة، وهم بحسب تصنيف الإحصاء نفسه أكثر الشعوب سعادة. لماذا؟  

هنا بيت القصيد.  

لأن ليس في هذا البلد الصحراي علة إسمها الطائفية أولًا.  

ثانيًا، لأن ليس فيه مسؤولون غير مسؤولين.  

ثالثًا، لأن أموال المودعين في المصارف مؤمّنة ولا تُنهب.  

رابعًا، لأن ليس في هذا البلد محاصصة وأكلة جبنة.  

خامسًا، لأن ليس فيه فساد وفاسدون.  

سادسًا، لأن ليس فيه أزلام ومحاسيب وزبائنية.  

سابعًا، لأن ليس فيه من هو فوق وأقوى من القانون.  

ثامنًا، لأن الانسان فيه محترم وغير منتهكة حقوقه.  

تاسعًا، لأن فيه عدل قاطع كالسيف.  

عاشرًا، لأن فيه مسؤولون يريدون أن يذكرهم التاريخ بالخير وبأحرف من ذهب.  

أما التاريخ عندنا فلن يرحم. وسيُكتب يومًا أن خراب لبنان أتى على أيديهم.  

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك