كتب جوني منير في صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان " الاتفاق النووي والعقوبات والاكراد وداعش": "بعد الأحداث التي عصفت في واشنطن مع اقتحام أنصار الرئيس الاميركي دونالد ترامب مبنى «الكابيتول هيل»، طُرِحت أسئلة عدة حول احتمال تكرار الفوضى يوم تسلّم الرئيس المنتخب جو بايدن مقاليد السلطة رسمياً، ومقدار الخطر الذي يتهدّد آليّة العمل الديموقراطي في الولايات المتحدة الاميركية، وعمق الانقسام الحاصل في المجتمع الاميركي وما اذا كان هنالك من إمكانية لمعالجته. ومن بين هذه الاسئلة برزَ سؤال يهمّ الشرق الاوسط تحديداً، ويتمحور حول ما اذا كانت هذه الاحداث ستؤمن ملفات ادارة بايدن والمتعلقة بالسياسة الخارجية، وأهمها على الاطلاق ملفّي الصين وإيران.
ولكن، وخلافاً للصورة البشعة نتيجة اقتحام مبنى الكونغرس الاميركي، الّا انّ مصادر ديبلوماسية اميركية لا تبدو قلقة حيال انتقال كامل وطبيعي للسلطة بعد أقل من أسبوع".
وأضاف: " وفي الواقع إنّ الصين تمثّل التهديد الاكبر لواشنطن، ويأتي الملف الايراني، على أهميته، متداخلاً مع الملف الصيني. خلال العام الماضي عاقبت وزارة الخزانة الاميركية مرتين شركات صينية لمزاولتها أعمالاً تجارية مع ايران. وتعتمد الصين على استيراد النفط من الشرق الاوسط. لكن، وفي العام الماضي، تراجع استيراد الصين للنفط الايراني الى 3 ملايين طن فقط، أي بانخفاض نحو 70 % عن عام 2019.
لذلك، يرى بعض الخبراء الاميركيين انّ المصلحة الصينية قد تكون عاملاً مساعداً للجهود الاميركية تجاه ايران. فالمصلحة الصينية تعتبر انّ ضمان حرية الملاحة في الخليج هي مسألة ضرورية، وانّ التفاهم الاميركي - الايراني حول الملف النووي، وبالتالي إنّ تخفيف العقوبات سيسمح بعودة تدفّق النفط بقوة.
وقد تكون واشنطن بحاجة للتفاهم مع ايران لمنع «الشهية» الصينية في اتجاه المنطقة، فالصين تستحوذ على 75 % من صناعة النفط في السودان، وستبدأ في تشغيل ميناء حيفا، وهي تستثمر بقوة في القاهرة. ربما ما يجعل واشنطن أقل قلقاً وتوتراً انّ الصين لم تنجح بعد في تحويل قوتها الاقتصادية وترجمتها الى نفوذ سياسي راسخ".
وقال: " ووفق ما سبق، فإنه لا بد من تأكيد استنتاجات سابقة، هي أنّ واشنطن منشغلة بملفات كثيرة، وانّ الملف اللبناني ليس على الطاولة الآن. وبالتالي، إنّ باب الخلاص الدولي الوحيد المفتوح امام لبنان هو عبر البوابة الفرنسية التي ستحصل على وكالة اميركية ولو محددة المهمات. والأهم انّ الاهداف الاميركية في لبنان لا تختلف كثيراً بين ادارتي ترامب وبايدن، ولو انّ الاسلوب قد يكون اكثر هدوءاً.
وفي هذا الاطار سَخر ديبلوماسي اميركي مَعنيّ بالملف اللبناني من الكلام الذي أورده النائب جبران باسيل حول تبدّل الموقف الاميركي إزاء لبنان، وايضاً حول ما رَدّده مسؤولون في «التيار الوطني الحر» عن قرب إزالة العقوبات عن باسيل وإنزالها بأطراف اخرى. وسأل الديبلوماسي الاميركي بابتسامة ساخرة: «هل هكذا تقرأون التطورات السياسية؟ للولايات المتحدة الاميركية سياسة لها علاقة بمصالح الدولة وبرؤية كاملة، وليست أهواء وتقلّبات ضيقة ومحدودة. فلا تكونوا سُذّجاً". لقراءة المقال كاملاً
إضغط هنا.