الحلقة الرابعة:
"رَبّي ولادك عَ الرضى...بالمحبة والرضى...زرعيهن بالوعر أرز و سنديان ...وقوليلهن لبنان..."
هل كان يدرك " الاخوين رحباني" يوم كتبا هذه الكلمات النابعة من قلب أب يودع إبنته في يوم زفافها بما يشبه الوصية، أن كلماتهما التي وردت في إطار منهجية واقعية على المسرح، ستتحول الى رسالة وطنية جامعة تنطبق في كل مكان وزمان على آباء وأمهات ربّوا أولادهم "على الرضى وعلى حب لبنان"؟
في ساحة دير سيدة ميفوق في جرود جبيل، بادرت رابطة سيدة إيليج حيث ثاني مقر بطريركي ماروني يحتضن رفات ثمانية عشرة بطريركاً، الى وضع لوحة صخرية تخليداً لذكرى ضحايا الرابع من آب، في واحة سكون وصلاة.
الى هذه الساحة، الى واحد من الأمكنة الأحب الى قلبه، الى حنايا دير سيدة إيليج ،سلطانة الشهداء والشاهدة على أزمنة الإضطهادات، حضر والدا دجو نون الذي قضى مع رفاقه في فوج الاطفاء في تفجير مرفأ بيروت ، برفقة أصدقائه ورفاقه وعدد من ذوي ضحايا التفجير حيث زرعوا أرزة تحمل وجدان الخلود والشهادة.
بالصلاة والإسترحام والشكر على عطاءات النعم والتسليم الكلي لإرداة الله ، زينوا جذع الأرزة بلافتة كُتب عليها اسم دجو و تاريخ رحيله المؤلم ، وذرفوا دموع حزنٍ يعاكس الطبيعة والمنطق حيث لا الوقت ولا مرور الأيام يكفلان النسيان...