Advertisement

لبنان

"الانقلاب الأبيض".. لبنان الرهينة والفوضى

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
10-03-2021 | 04:00
A-
A+
Doc-P-801596-637509670086376767.jpg
Doc-P-801596-637509670086376767.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يوماً بعد يوم يتجرع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كأس الخسارة السياسية المحلية والخارجية أمام جرعات الدعم التي يتلقاها الرئيس المكلف سعد الحريري من الداخل لا سيما من حزب الله، ومن بعض الدول الغربية والعربية المؤثرة في لبنان كفرنسا والفاتيكان ومصر والامارات وروسيا.
Advertisement

تكاد تمر مرور الكرام في موسكو جهود الرئيس ميشال عون عبر موفديه لردم الفجوة بين المسؤولين الروس من جهة ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جهة اخرى، ومرد ذلك، بحسب مصادر مطلعة جدا على الموقف الروسي لـ"لبنان24" انعدام الثقة الروسية بباسيل الذي يمارس سياسة اللعب على التناقضات لمصالح ذاتية ضيقة. وفي مقابل انعدام فرص باسيل لاسترضاء الروس واستمالتهم الى صفه، فإن اهتماما واسع النطاق من قبل موسكو بالرئيس الحريري يتظهر أكثر مع الوقت؛ وما اللقاء الذي جمع الحريري بوزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف أمس إلا رسالة سلبية لبعبدا وميرنا الشالوحي، مفادها الانزعاج الروسي من التعطيل الذي يمارسه باسيل في وجه تأليف حكومة برئاسة الحريري، فالبيان الذي صدر عن الخارجية الروسية ركز على على أهمية الإسراع في اجتياز الأزمة الاجتماعية والاقتصادية، من خلال تشكيل حكومة مهمة قادرة من التكنوقراط.

يكاد يكون انقلاب باسيل الأبيض على قصر بعبدا، وفق توصيف أحد السياسيين البارزين، مرده السيطرة الكاملة على مفاصل القرار كافة في مقر الرئاسة الاولى، فنائب البترون يريد أن يحكم قبضته على الدوائر كافة في القصر من خلال تشكيلة مستشاريه الذين أتى بهم إلى بعبدا، هذا فضلا عن أنه يعاود الكرة لابعاد الوزير السابق سليم جريصاتي عن الرئيس عون بعدما باءت محاولاته في السابق بالفشل، ولن تنجح راهنا ايضا في كف يد وزير العدل السابق نظرا لعلاقته الجيدة بالرئيس عون.

في خضم ذلك، يبدو واضحا أن باسيل يأخذ البلد كله رهينة، فالامر لم يعد يقتصر على موقع الرئاسة الاولى أو تأليف الحكومة ، فالرئيس عون، بحسب المعنيين، لن يتراجع عن مواقفه المتصلة بتشكيل الحكومة تحت ضغط الدولار أو الشارع، الا عند الوصول الى صيغة ترضيه وتصب في مصلحة رئيس التيار الوطني الحر في الحاضر والمستقبل، علماً أن ما يجري لا يلقى استحسانا عند حزب الله الذي سعى جاهدا لدى رئيس الجمهورية لتسهيل التأليف ادراكا منه لامكانية أن تخرج الاوضاع عن السيطرة، لكنه لا يزال حتى الساعة يتجنب الاصطدام معه، على عكس حركة أمل التي ارسلت الى بعبدا عدة رسالة سياسية واضحة .

الأكيد، أن كل طروحات الحلول التي قدمت من خارج المبادرة الفرنسية بقيت خارج الصرف ، في حين أن التشدد سيد الموقف حيال تأليف حكومة من 18وزيرا لا يملك فيها اي مكون الثلث المعطل وهذا يحظى بتأييد من روسيا ومن ايران ايضا التي كما بات معلوما، أبدت تفهما لهواجس البعض من مسألة الثلث الضامن.

اذا الطرقات لا تزال مقفلة امام تأليف الحكومة رغم حركة الموفدين المحليين على خط المقار الرسمية والدينية، وهذا يعني أن التحركات في الساحات والشوارع لن تتوقف، بحسب المعلومات، وسوف تستمر باندفاع اكبر في الايام المقبلة، فالبلد دخل، بحسب عضو الهيئة التأسيسية لجبهة 17تشرين محمد عبدالله ل "لبنان24"، نفق الفوضى الانشطارية التي سوف تصيب بشظاياها كل من أوصل البلد إلى هذا الانهيار ، ولذلك المطروح اليوم، كما يقول عبد الله إنشاء مجلس انتقالي يحظى بالشرعية الشعبية والعسكرية ، ولا بد وأن يعي المجتمع الدولي أن أي دعم للمنظومة السياسية لن يحل المشكلة اللبنانية ، وإذا كان المقصود بمؤتمر دولي لمصالحة أركان الطبقة السياسية الفاسدة فذلك لا معنى ولا فائدة منه ، وعلى المجتمع الدولي أن يدعم خيارات الشعب اللبناني بالتغيير وان يضع ثقته بمجلس انتقالي يتولى إدارة الأزمة اللبنانية ويضع إجراءات اقتصادية وفقا لسياسة تعويم الليرة.

كل ما يحصل ينذر بالفوضى، والقلق يكمن في أن يتحول قطع الطرقات إلى اشتباكات بين المواطنين وأعمال تخريب وتوتر أمني. فالانفجار الاجتماعي تتعاطى القوى المعنية معه باستهتار، لأنها تتوقع الأسوأ في المقبل من الأيام، ومع ذلك تتصرف بمنطق الكيدية وتصفية الحسابات، فالعهد الذي انتهى، وفق توصيف مصدر في "تيار المستقبل"، يتصرف وفق قاعدة علي وعلى أعدائي با رب، فلم يعد هناك ما أخسره أكثر مما خسرته.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك