Advertisement

لبنان

كواليس "صراع" بين "الثنائي الشيعي".. وتساؤلات عن "رسالة" نصرالله بشأن طريق الجنوب

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
19-03-2021 | 02:30
A-
A+
Doc-P-804672-637517384694449137.jpg
Doc-P-804672-637517384694449137.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أبعادٌ كثيرة حملها خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، يوم أمس، خصوصاً على جبهة تشكيل الحكومة والتحرّكات في الشارع. ففي المضمون، كان نصرالله واضحاً بعدم الاقتناع بتشكيل حكومة تكنوقراط، لكنّ "حزب الله" اختار مجاراة الرئيس المكلف سعد الحريري في هذه المرحلة حتى في شكل الحكومة العتيدة وذلك من باب "التسهيل". إلا أنه عندما يتم "تفشيل" الحريري من خلال الفخ المنصوب له، سيخرُج نصرالله بخطاب آخر ليذكر بالتحذير الذي أطلقه من حكومة التنكوقراط. وفعلياً، فإنه في حال لم يستطع الحريري التعاطي مع الأزمات المتلاحقة بشكل حازم وبالتالي الفشل في إدارة الحكومة ومجابهة التناقضات، فإنه سيكون بذلك قد دخلَ في دوامة الخسارة الأكبر سياسياً وشعبياً.
Advertisement

ولهذا، فإنّ ما يتبيّن هو أنّ تأليف الحكومة قد يشهد تعقيدات أخرى، ويوم الإثنين قد لا يشهد ولادة لحكومة انقاذ، إلا في حال وافق الحريري على شروط "حزب الله" والتيار "الوطني الحر"، وهنا تكون التنازلات في أوجها.

وبعيداً عن شكل الحكومة وماهيتها، فإنّ تحذير نصرالله من حرب أهلية في الداخل يفرض الوقوف عند تفاصيله وطرح تساؤلات عديدة بشأنه: من هي الجهات الداخلية التي تحدث نصرالله عن حراكها لاشعال اقتتال داخلي؟ ما هو نوع "المعلومات" التي تحدّث عنها؟ ووسط ذلك، فإن ما برزَ في خطاب نصرالله أيضاً هو تحميل المنتفضين في الشارع مسؤولية أخذ لبنان نحو حرب أهلية خصوصاً أولئك الذين يبادرون إلى قطع الطرقات احتجاجاً على تردّي الأوضاع المعيشية.

وفي الحقيقة، فإنّ من أطلق عليهم نصرالله صفة "قاطعي الطرق" هم بالدرجة الأولى أبناء منطقة ساحل الشوف، وتحديداً برجا، الناعمة، السعديات، خصوصاً أن هؤلاء يتحرّكون على الأوتوستراد الساحلي الذي يربط بيروت بالجنوب. وفعلياً، فإن نصرالله كان واضحاً برسالته إلى هؤلاء المنتفضين، وقد أسند مهمة حل أمر قطع الطرقات إلى الجيش. وفي حال لم يتحقق ذلك واستمرّ اقفال الأوتوستراد الساحلي، فإن التدخل المباشر من "حزب الله" سيكون قائماً على قاعدة "وقد أعذر من أنذر"، ما يعني اللجوء إلى خيار المواجهة المباشرة مع المنتفضين في تلك المنطقة.

وفي هذا الاطار، علقت مصادر سياسية على التهديد الذي أطلقه نصرالله، مشيرة إلى أن "كلامه على هذا الصعيد قد يفتح الباب أمام حرب أهلية يحذر منها هو بنفسه، وهو الأمر الذي يكشف عن تناقضات في التوجهات".

كذلك، تقول مصادر مقربة من "حزب الله" أنّ "نصرالله كان واضحاً في رسالته، والمقصود بكلامه هو ما يحصل على طريق الجنوب حصراً"، وتضيف: "الأمور وصلت إلى حدها، وأي اقفال للطريق ستتم مقابلته بردّ فعلٍ من قبلنا". وعن قطع الطرقات الأخرى، تقول المصادر: "لا يهمّنا إلا طريق الجنوب والبقاع، ولا علاقة لنا بالطرقات الأخرى. إذلال ناسنا ممنوع، ولكن حفلة التأديب في البداية ستكون بسيطة بعض الشيء".

تململ في بيئة "أمل"
 
ومع تدهور الوضع الأمني وانكشاف لبنان على أسوأ الاحتمالات، لم يغب نصرالله في خطابه عن أزمة الدولار، وقد حمل بشكل مباشر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المسؤولية الكاملة للتدخل ومنع تدهور الليرة. ومع هذا، سلط نصرالله الضوء على القضية الأبرز وهي تقاضي "الحزبيين" المنتمين لـ"حزب الله" رواتب بالدولار الأميركي.
وعلى أرض الواقع، فإنّ اختيار نصرالله الحديث عن هذا الموضوع بالتحديد يأتي بعد بروز أصوات داخل "حزب الله" باعادة النظر بشأن الرواتب بالدولار. ووفقاً للمعلومات، فإنّ "مسؤولين في الحزب أبلغوا القيادة أن هناك تململاً لدى الأطراف الأخرى في الطائفة الشيعية لأن عناصر الحزب يتقاضون أموالاً بالدولار، في حين أن أبناء الطائفة الآخرين يواجهون تدهور سعر صرف العملة الوطنية".

وتشير المصادر إلى أن "الكثير من الأشخاص المحسوبين على حركة أمل يتحدثون في مجالسهم عن الهوة المالية بينهم وبين المنتمين لحزب الله، وهو الأمر الذي استدعى نقاشاً داخل أروقة الحزب بشأن تحويل دفع الرواتب من الدولار إلى الليرة اللبنانية".

وفي هذا السياق، تكشف المصادر أن "نصرالله يصر على استمرار دفع الرواتب بالدولار"، معتبرة أن "صمود البيئة الحاضنة لحزب الله في ظل هذه الأزمة أساسه استمرار وصول رواتب بالعملة الخضراء"، وتضيف: "إن الاقتراحات التي تحدث نصرالله عنها من انشاء صندوق للمساعدات إلى تبرعات من الرواتب بالدولار، كلها نابعة لتطويق التفلت الذي قد تشهده البيئة الحاضنة للحزب خصوصاً في صفوف غير الحزبيين، باعتبار أنّ شريحة واسعة من هؤلاء لا تتقاضى الدولار".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك