توقفت محركات التشكيل الحكومي منذ "مَوقَعَة بعبدا" بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري في بعبدا الاثنين الفائت، في انتظار مسعى ما يعيد الامور الى نصابها وفق قاعدة الالتزام بنصوص الدستور الذي اعطى الرئيس المكلف ، باعتباره رئيساً للحكومة ومسؤولاً عن أعمالها أمام مجلس النواب، الحق في وضع تصوّر لتشكيل الحكومة، ويقترح على رئيس الجمهورية التشكيلة التي انتهى اليها، لكي يصدر رئيس الجمهورية، بالاتفاق معه مرسوم تشكيلها.
وفيما بات واضحا ان جوهر المشكلة هو في هذه المسألة بالذات في ظل تمسك فريق رئيس الجمهورية بمحاولة خرق اعراف جديدة في التشكيل، تؤكد المعطيات ان الرئيس المكلف ليس في وارد التراجع عن التصور الذي حدده للحكومة والذي ترجمه بالمسودة التي رفعها الى رئيس الجمهورية. وقد ناقش الحريري مجمل الوضع الحكومة مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في بكركي ليل امس، مكتفيا بالقول " لبيت دعوة البطريرك الراعي الى العشاء وتحدثنا بما يحصل في موضوع تشكيل الحكومة، وزيارة غبطته مهمة لاني احب ان استمع الى وجهة نظره في هذه الايام العصيبة".
في هذا الوقت كان التحرك الديبلوماسي يتوزع على ثلاثة محاور، فالسفيرة الاميركية دوروثي شيا اجتمعت مع كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف موجهة من على منبر بعبدا رسالة قوية وبالغة الدقة، فقالت في كلمة مكتوبة "أود أن أقول لأي شخص يضع شروطا لتأليف هذه الحكومة التي هي حاجة ماسة لشعبكم، إذا كانت تلك الشروط قد أدت إلى عرقلة تشكيل الحكومة، أود أن أسأل: "الآن بعد مرور ثمانية أشهر تقريبا من دون حكومة بسلطات كاملة، ألم يحن الوقت للتخلي عن تلك الشروط والبدء بالتسوية؟. إنه لمن المهم التركيز على تأليف الحكومة، وليس عرقلتها".
اما سفيرة فرنسا فقد زارت الرئيس نبيه بري "بطلب منها، لعرض تفاصيل المقومات التي تحول دون إنجاز التشكيل" وفق ما قالت اوساط اعلامية مقربة من الرئيس بري.
كذلك تحدث مارتن لونغدن مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل هاتفيا "حول القلق العميق في لبنان"، وفق ما ورد في بيان السفارة البريطانية. و بعد المكالمة غرد السفير عبر تويتر: "يرقص القادة السياسيون على حافة الهاوية، وعلى جميع الأطراف تحمل المسؤولية والتحرك"، مضيفا "البديل الوحيد لذلك هو كارثة يستطيع أصدقاء لبنان منعها، هذا هو الخيار".
وامس نفت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الاعمال زينة عكر الخبر المتعلق بعقد اجتماع الكتروني لتفعيل حكومة تصريف الاعمال. وقال في بيان " أنه يتم عقد لقاءات بين الوزراء بشكل دائم للبحث في كيفية تسيير شؤون الناس وتنسيق العمل بين الوزارات، وذلك وفقا لما ينص عليه الدستور وضمن توجه الرئيس دياب والوزراء كافة".
في المقابل وعلى الخط الصحي يجتمع المجلس الأعلى للدفاع قبل ظهر اليوم لمناقشة التوصيات التي رفعتها لجنة كورونا بتشديد شروط التعبئة العامة زمن الأعياد، وتمديد التعبئة العامة لمدة 6 أشهر، تفاديا لموجة أقوى وأشد فتكا للفيروس، بالتوازي مع حركة لافتة لوزارة الصحة لتنشيط استيراد اللقاحات من اكثر من مصدر.