Advertisement

لبنان

عون على رأس حكم عرضة للانهيار

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
04-04-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-809649-637531381632587896.jpg
Doc-P-809649-637531381632587896.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

ليست "السوق المشرقية" سوى ارهاصات افكار فريق عون عند عتبات العهد الأخيرة، ولا يمكن وضعها الا في خانة محاولة تسجيل مطلق إنجاز بعدما تم تصنيف ولاية عون "اسوأ عهد رئاسي بتاريخ لبنان".


من الاجحاف والظلم  تحميل عهد عون منفردا مسؤولية الكوارث والازمات التي تتوالى على لبنان، اذ لم يكن انفجار الوضع منذ 17 تشرين الاول 2019 الا نتيجة حتمية لخطايا الطبقة الفاسدة بحق الوطن الجميل وشعبه العظيم، فكانت الانتفاضة الشعبية العارمة صرخة مدوية بحق طاقم ادمن التحايل والتلاعب من أجل الهدف الوحيد المتجسد بالسلطة.

رغم ذلك، لا يمكن لعون وفريقه غسل ايديهم من دم الواقع المرير، ولا تستند التبريرات بنفض اليد كليا إلى اسباب مقنعة، فعون شريك في السلطة التنفيذية منذ العام 2009 كرمى " لعيون صهر الجنرال" واحد أركان "إتفاق الدوحة" الذي خلق أعرافا وبدعا لم ينص عليها دستور الطائف ورسم بيانا انحداريا للدولة ومؤسساتها.

فشل عهد عون هي حقيقة لا بد من الاعتراف بها مهما بلغ الصراخ على الشاشات والمنابر، وعلى التيار البرتقالي قراءة تجارب اوروبا الشرقية في نهاية القرن المنصرم  جيدا عندما انهارت أنظمة بأكملها على وقع انهيار الايديولوجيا ونشوء افكار وسياسات جديدة جنح بعضها نحو العنصرية والتطرف في مجتمعات عانت من الجمود الفكري والتحنيط السياسي لعهود.

المبالغات العونية لن تنفع في تبديل انطباع تكوّن بأن عهد عون كان عنوان اندثار الدولة وتلاشي الجمهورية التي كانت نموذجا لحداثة سياسية، ورغم ذلك يتوهم  اركان العهد بقدرتهم على صد الرياح التي هبت على العهد.

مطلق مقاربة موضوعية أو محاولة تعاطف، يحبطها عون وفريقه في ظل الاصرار على الفشل والتبرير الممزوج بعنجهية سياسية لا مثيل لها، وهو نمط عبثي منذ سطوع نجم الجنرال عون عام 1989 وحتى اليوم حيث الرغبة الدفينة بمحاربة طواحين الهواء بإسم "شعب لبنان العظيم"، و التي لم ينتج عنها الا مسلسل طويل من الهزائم والنكبات.

يبرع الروائي الكولومبي غابرييل غارثيا ماركيث في رائعته "خريف البطريرك" في وصف الاستبداد بما في ذلك منح الحاكم  صفة "ابوة الامة" كونها تغطية لموبقات النظام ومفاسده، والمفارقة تكمن باشكالية المجتمع عند الشعور بضرورة التجديد ما جعل الاستغناء عن حاكم اسطوري ضرورة ملحة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك