Advertisement

لبنان

تهديدات أمنية تحيط بالشارع.. و"الإنقاذ" في لبنان ممكن في حالة واحدة

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
11-04-2021 | 05:00
A-
A+
Doc-P-811781-637537495591944453.jpg
Doc-P-811781-637537495591944453.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
يوماً بعد يوم، تزداد وتيرة انحدار لبنان نحو الإنهيار الشامل على مختلف الأصعدة، في وقتٍ تضيق فرص الحلول الحازمة والحاسمة. فعلى صعيد المشهد السياسي الذي تعتريه المناكفات، يبدو أنه لا حكومة قريباً خصوصاً بعد تعثر الكثير من الوساطات، إلا إذا "نزل الوحي" على الأفرقاء السياسيين، وجاءهم الأمرُ الخارجي بتعجيل التشكيل.
Advertisement

وبمعزلٍ عن المناكفات بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، و"الكباش السياسي" بين الأخير ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فإن أي خطوة انقاذية على الصعيد الاقتصادي تحتاجُ إلى حكومة فاعلة، في حين أنّ الأوضاع حالياً تشهد تدهوراً متسارعاً خصوصاً عندما يتعلق الأمرُ بأزمة الدولار. أما الهاجس الأكبر فيتمحور حول أمرٍ أساسي يتعلق بالمخاطر الأمنية، في وقتٍ غابت فيه التحركات الشعبية. وفي ما خصّ النقطة الأخيرة، فقد طُرحت تساؤلات عديدة عن "هدوء الشارع"، في وقتٍ ما زال الدولار "محلقاً"، كما أن تردي الأوضاع المعيشية يتفاقم أكثر وأكثر. وهنا، فإن الحقيقة تقول أن الكثير من الأشخاص باتوا يدركون أن التحركات في الشارع لم تعد وسيلة ضغط مناسبة، كما أن قطع الطرقات بات يضع المواطنين في مواجهة بين بعضهم البعض. وبكل بساطة، فإن السلطة بحد ذاتها لا تكترث لتحركات في الشارع، كما أنها استطاعت خرق الكثير منها في السابق لتشويه وجهتها، وهذا ما حصل. ولعلّ بين أبرز التحركات التي جاءت بنتيجة واضحة وأرغمت السلطة على الخضوع لأمر الناس كان قبل 6 سنوات، حينما أجهضت بلدة برجا – إقليم الخروب، قرار حكومة الرئيس السابق تمام سلام باستحداث مطمر للنفايات في منطقة سبلين، كحل أساسي لأزمة النفايات التي اندلعت حينها. ففي ذلك الوقت، تمكن الشارع من انتزاع قرارٍ قضى بالغاء المشروع آنذاك (علماً أن المخطط ما زال قائماً)، واستطاعت البلدة من منع وصول النفايات إليها متجاهلة كل الأطراف السياسية. ولهذا، فإن التحركات المطلبية تحتاجُ إلى هيكلية جديدة وقيادة واضحة تساهم في تشكيل ضغط أكبر على السلطة، وتطرح ورقة عمل واضحة.

ووسط كل ذلك، تبرزُ مخاوف من اندلاع أحداثٍ أمنية في بعض المناطق، خصوصاً في بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع. وهنا، تقول المصادر أنّ "القوى الأمنية رفعت من جهوزيتها وكثفت جهودها لرصد العديد من الخلايا التي تنشط في اطار سري يحكم عملها". وتضيف المصادر: "قد تستغل هذه الخلايا أي تحركات كبرى لاحداث أعمالٍ أمنية، كما أن هناك مخاوف من استهداف نقاط عسكرية خلال أي تحرك في الشارع، وهنا الأمر الأخطر".

الإنقاذ ممكن في حالة واحدة

وإزاء كل هذه المعطيات، ورغم الإنهيار القائم، فإن بوادر الحل قد تلوح في الأفق عندما يتخذ القرار "أميركياً". واليوم، فإنه من مصلحة أوروبا وواشنطن التدخل بشكل سريع لتحصين لبنان كي لا يقع في حضن الصين وروسيا. وفي الواقع، فإن أميركا ستجدُ من الصعب عليها تسليم لبنان إلى بكين خصوصاً أنه يقع عند الحدود مع اسرائيل. كذلك، فإن انضواء سوريا تحت العباءة الإيرانية – الروسية سيدفع واشنطن للتحرك إلى جعل لبنان بعيداً عن هذا المحور. ولهذا، فإنّ الإنهيار القائم الذي يضرب لبنان سيعجل بدخول روسيا والصين وإيران بقوة إلى لبنان، وجعله يتبع للشرق بشكل كبير، وهذا ما لا يصبّ بمصلحة واشنطن.

وهنا، فإن الأنظار تتجه إلى خطوات عملية وفعلية من ادارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن لبنان، والسعي إلى "تدويل أزمة لبنان" والانطلاق نحو مؤتمر دولي يساهم في الضغط لتعجيل الاصلاحات والضغط لتشكيل حكومة جديدة، فضلاً عن وضع هيكلية جديدة للحكم في لبنان.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك