Advertisement

لبنان

"التيار" V/S "القوات"... ما بتطعمي الجائع خبزا

جو لحود-Joe Lahoud

|
Lebanon 24
12-04-2021 | 08:30
A-
A+
Doc-P-812147-637538354099723406.jpg
Doc-P-812147-637538354099723406.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تأهب دائم، عبارة تليق بجمهور "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في آن معا، اذ أن جمهوري ابرز حزبين مسحيين لبنانيين من حيث العدد، لا يفوتان فرصة حتى يشعلا مواقع التواصل الاجتماعي، مستذكرين مراحل الكرّ والفرّ التي عرفها الخصمان التاريخيان، في حقبات واشكال مختلفة، وآخر الغيث، الحملات المضادة التي شنّها الحزبيون من الطرفين عبر "تويتر" وفيسبوك"، بعد الهجوم على منزل الممثل القدير أسعد رشدان.
Advertisement

وبغض النظر عن اسباب الهجوم ومنفذيه، وبغض النظر عما نشره الممثل رشدان عبر حسابه على "فيسبوك"، اذ اعتبره البعض نبشا في القبور ومقارنة في غير مكانها، وبغض النظر عن هذه التفاصيل، وعن الحادثة بحد ذاتها، التي لا نسمح لانفسنا بمعالجتها، الا بعد ان يكون للقضاء كلمته فيها، اذ ان في مثل هذه الحوادث، تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، الى ان تصدر التحقيقات وتحدد المسؤوليات.

اما مسؤولية التجييش والحقن، فواضحة المعالم و صريحة الوجوه، حتى لو كانت بعض الاسماء الافتراضية التي تديرها وهمية ومستترة، وهذه الحملات، لاسيما في صفوف "الجمهورية القوية" و "لبنان القوي"، تكاد لا تنتهي حتى تبدأ من جديد.
فأمام اي حادثة، او في بعض الاحيان امام أي تصريح معين او مقابلة تلفزيونية متشنجة، نرى السلاح الالكتروني ينطلق بعيارات مختلفة ومتنوعة، وغالبا ما يدخل عيار "السباب"، ضمن الذخيرة المستخدمة للنيل من الطرف الآخر، بغض النظر عن الصلات الكثيرة المشتركة.

غريب هذا الجمهور، لا بل الاغرب قياداته، وهنا لا نقصد التعميم ابدا، اذ ندرك ان في صفوف الجمهورين عقلاء واصحاب مواقف رصينة وهادئة، لكن ما يدعو إلى الاستغراب فعلا ان وتيرة هذين الجمهورين لا تعرف الكلل والملل في اي زمان ومكان، وهي تأتي في حين تخيّم الصورة الاقتصادية المأسوية على المشهد اللبناني، لتبدو قاتمة في ظل البحث عن المواد المدعومة وفقدان بعضها من السوبركاركات، وفي ظل شحاح مادة البنزين واقفال المحطات، ناهيك عن ازمة الرغيف، والدولار المتفلت وغيرها من الهموم المعيشية.

وما يدعو إلى الاستغراب ايضا ان قيادات الجمهورين يستمران في لعبتهما وكأنهما في حالة نكران تام. فالشارع المسيحي الذي يبنون كل خططهم ومشاريعهم على اساس دعمه وتعزيزيه يبدو اليوم الاضعف والاكثر تضررا، لاسيما انه يستحوز على النسبة الاكبر من عدد المهاجرين، ولو اتيح امام معظم ابنائه خيار الهجرة، لما بقي الا القليل القليل، والمنظّر في غير هذا الاتجاه، يعيش حالة انفصال اكيدة عن الواقع.

لا نريد العودة الى مرحلة "اوعا خيّك"، لكن لا بد من ان نذكر ان عرابها الوزير السابق ملحم رياشي، يعتصم بالصمت ويجيب باللاتعليق عند سؤاله عما يحصل.

معارك وهمية تعيد البلد 30 سنة الى الوراء


وفي حديث مع "لبنان 24"، يقول  نائب "الجمهورية القوية" في جبيل، زياد حواط، "ان ما حصل مع الممثل أسعد رشدان هو تعد واضح على حرية الرأي، التي لطالما تغنينا بها في لبنان، وامام هذه الحادثة، لابد من ان يتحرك القضاء لتبيان الحقائق، فالقضاء النزيه هو الذي يصون جميع الحقوق، ما يبعد فكرة محاولة المواطن ان يأخذ حقه بيده. والحقيقة، ان كل ما فعله رشدان، هو التعبير عن  رأيه بصوت عال، ومن لم يعجبه ما قال كان من المفترض التوجه الى القضاء، لا الى التهجم على حرمة منزله وعائلته. فهذا التهجم يؤكد اننا نعيش شريعة الغاب. فالطرف المتهجم  مستهتر ومستخف بالقضاء وبهيبة المؤسسات الرسمية، وهنا اتوجه الى القضاء والى الاجهزة الامنية، داعيا اياها لاتمام دورها باكمل وجه، حتى يشعر المواطن ان دولته موجودة ومستعدة لحمايته".
وعن التقذاف الاعلامي  الحاصل بين الطرفين، يؤكد حواط "ان الوقت الحالي ليس للمهاترات الاعلامية، انما هو لذهاب احزاب السلطة مباشرة الى تشكيل حكومة مهمة وفقاً للمبادرة الفرنسية، تعمل على انتشال لبنان واللبنانيين من ازمته الاجتماعية الاقتصادية والمعيشية. وما يحصل من مهاترات اعلامية، ما هو الا محاولة لتضليل الناس، وتحويل المشكلة من مكانها الاساسي الى اماكن فرعية اخرى. 
فالمشكلة الاساسية، تكمن في تعطيل "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"  تشكيل حكومة، اذ  لكل  طرف منهما اسباب ومصالح، ومن خلف تعطيل الحكومة، يمكن الحديث عن تعطيل المبادرة الفرنسية ومبادرة بكركي، ورفض الانتخابات النيابية المبكرة ، كما كل المبادرات الانقاذية الممكنة".

ويضيف حواط "ما يقوم به "التيار الوطني الحر"، عبر خلق  توترات اعلامية،  تارة مع "القوات اللبنانية" وتارة مع بكركي او مع باقي الفرقاء، ما هو الا معارك وهمية، تسعى لارجاع البلد والناس 30 سنة الى الوراء، في حين، اننا نحاول جاهدين المضي قدما، واطلاق عجلة الاصلاح بدءا من التدقيق الجنائي في مصرف لبنان و بكافة الوزارات والادارات والمجال".

مرتى مرتى تهتمين بالكثير والتدقيق الجنائي هو المطلوب

من جهته  وفي اتصال مع "لبنان 24"، يؤكد النائب عن "التيار الوطني الحر" روجيه عازار، كان يتمنى انتفاء هذه المشهدية القائمة، وكان يفضل عدم التعليق، اذ ان الوقت للعمل وليس للكلام.

لكنه، في الوقت عينه، يسأل، "ما الاشكالية في ما حصل مع الممثل أسعد رشدان، اذ ان كل ما وصلنا هو ان البعض، عمد الى تعليق صور لرئيس الجمهورية امام منزله، ولم نسمع عن اخبار تعد او خلع او ما شابه لاسمح الله، وللأسف، غالبا ما نذهب جميعا للحديث عن ردة الفعل غير آبهين بالفعل الاساسي، وهنا ومع تأكيدي على حرية الرأي والتعبير، لا بد من ان نعلم ان هناك بعض المواقع الحساسة التي تتمتع بخصوصية معينة، كموقع الرئاسة الاولى. هنا اقول للمثل أسعد رشدان، انه عليه ان يأخذ بعين الاعتبار الموقع الرئاسي من حيث بعده الوطني والمسيحي".

وعن التفلت الحاصل على وسائل التواصل الاجتماعي يقول عازار "ان ما يحصل يقع في خانة "مرتى مرتى تهتمين بامور كثيرة والمطلوب واحد"، وان لعبة التواصل الاجتماعي، ما هي الا استباق واضح للمعركة الرئاسية والانتخابات النيابية المقبلة، اذ ان الطرف الآخر، يعمد الى شدّ العصب، معتقدا انه بذلك يحسن ظروفه وامكانياته.

ويضيف "المطلوب اليوم هو الاتحاد والتكاتف والالتفاف حول رئيس الجمهورية،  بهدف الخروج من هذه الازمة الصعبة التي يعاني منها كل اللبنانيين،
المطلوب ان نقف الى جانب فخامة الرئيس حتى نتمكن من اطلاق عجلة التدقيق الجنائي، القادرعلى محاسبة الفاسدين، واطلاق عجلة الاصلاح في مختلف مؤسسات الدولة، فنتمكن من تحويل اقتصادنا من ريعي الى انتاجي، وبالتالي، تحسين ظروف الحياة للمواطن اللبناني.

"فمشاكل الاستشفاء والغذاء والتعليم وغيرها، التي يعاني منها اللبنانييون لم تعد مقبولة، وهنا صرختي الى جمهور التيار وجمهور القوات، لا بل الى كل اللبنانيين، للتأكيد على ان الوقت ليس للمناكفات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، انما للاتفاف حول الرئاسة الاولى، وحول كلمة الرئيس الأخيرة، حتى نتمكن من الوصول الى التدقيق الجنائي". 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك