بالرغم من اشتعال الجبهة السياسية في الايام الماضية بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس نبيه بري، الا ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بقي بعيدا عن ضجيج البيانات والتصريحات ولم يدخل في معمعة التصعيد السياسي.
في الاوقات العادية، لا يأخذ الامر الكثير من الجهد لمعرفة الخندق السياسي الذي سيتمركز به جنبلاط في اشتباك مثل الاشتباك السياسي الاخير، فهو حتما سيكون متحالفا مع بري وخصما لعون، هكذا تقول التجربة والتاريخ والكيمياء…
لكن، هذا لم يحصل، لم يتمركز جنبلاط الى جانب اي فريق سياسي، وهذا بحد ذاته يعتبر انحيازا لعون، او اقله تسليفاً له في السياسة، اذ ليس سهلا على جنبلاط الا يكون في خط الدفاع الاول عن رئيس المجلس.
وبحسب مصادر مطلعة فإن جنبلاط ينظر الى الانتخابات النيابية، ولديه رغبة في عقد تحالف جدي مع "التيار الوطني الحر" وفي الوقت نفسه لا يرغب للعودة الى الرهانات السياسية في هذه اللحظة الاقليمية الحساسة ،فالمعركة ليست معركته وقد سبق ان تعهد لدى "حزب الله" انه لن يكون رأس حربة ضد العهد..
وتقول المصادر ان موقف جنبلاط الحيادي ليس سوى تمظهر لما سيكون عليه موقفه في المرحلة المقبلة، لكنه في الوقت نفسه لن يكون خصما لحليفه التاريخي نبيه بري.
خلال تحرك الاتحاد العمالي العام، دعا الحزب الاشتراكي مناصريه للالتزام بالاضراب، كما انه تم قطع الطريق تحت جسر خلدة، اي في المكان الذي اعتاد انصار جنبلاط ان يقطعوه، مما يوحي بأن الاخير اراد ان يقف الى جانب بري في هذا التحرك.
استغل جنبلاط ركوب "التيار الوطني الحر" موجة اضراب الاتحاد، ليسلف بري موقفا مؤيداً من دون ان يزعج عون.
جنبلاط في الحقيقة يرغب بمثل هذا الموقع بالذات، اي ان يكون متقارباً مع ميشال عون ومتفاهما مع "حزب الله" وحليفا لبري...