Advertisement

لبنان

"نشعر بالخوف من زيارة لبنان".. شهادات مغتربين تحاكي الواقع المُرّ

جويل تامر Joelle Tamer

|
Lebanon 24
04-07-2021 | 04:30
A-
A+
Doc-P-839472-637609885043631275.jpg
Doc-P-839472-637609885043631275.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
"الخوف" هو العامل المشترك بين المغتربين اللبنانيين أينما كانوا. يعيشون في صراع داخلي بين رغبتهم في زيارة عائلاتهم في لبنان وخوفهم من الوضع المتدهور على الصعد كافة.  
يعود المغتربون إلى صيف لبنان وهم مثقلون بالأشواق، بعد سنة حرموا فيها من زيارة بلدهم بسبب قيود كورونا. يحملون معهم الأدوية والحليب وأموراً لم يتصوّروا يوماً أنّ يحضروها معهم.  
Advertisement
التعويل دائما يكون على المغترب اللبناني، لكن للأسف لم يعد لدينا ما يشجّع على زيارة البلد، حتى أنّ المقيمين فيه يتوقون للمغادرة. 
تتحدّث الأرقام الأخيرة عن حركة ناشطة في المطار، وعن قدوم اكثر من 300 الف مغترب لبناني لقضاء اجازة الصيف في ربوع بلدهم. وحسب المعلومات فإن الطائرات القادمة من دول الخليج تنقل يوميا اكثر من 2000 مغترب، وسيرتفع هذا العدد بعد منتصف تموز الى 5000 مغترب وأكثر يوميا، مع معدل 8 رحلات يوميا من دول الخليج العربي، وأكثرهم من الإمارات. ولكن هل تعكس الأرقام واقع الحال فعلاً؟ ماذا يقول المغتربون لـ"لبنان 24". هذه شهادات ثلاثة منهم:  
تخبر سينتيا "لبنان 24"، والتي تعيش مع عائلتها في دبي منذ 10 سنوات وتزور لبنان ثلاث مرات على الأقل سنويا "مشتاقون كثيراً للبنان وكنا ننتظر بفارغ الصبر العودة الى ربوع الوطن بعد سنتين تقريباً من الغياب بسبب كورونا والظروف التي عصفت بالبلاد لكن للأسف اليوم نفكّر مرتين قبل القدوم بسبب الأوضاع".  
وتتابع: "لكن رغم كل الظروف، نحن مصرون على زيارة لبنان لرؤية أهلنا وعائلتنا".  
"خائفون"، كلمة تختصر ما تشعر به سينتيا، التي تقول: "القلق يسيطر علينا بسبب الشحّ بمادة البنزين فقد تعودنا على انقطاع الكهرباء والماء سابقاً لكن اليوم الأمر مختلف. يتوقع المغترب انه سوف يأتي الى لبنان للاستمتاع والسياحة فكيف سيحصل ذلك مع نقص البنزين؟". وتضيف: "القلق أيضاً من انقطاع الدواء والحليب بشكل أساسي لذلك سنجلب معنا الأدوية الضرورية والحليب لأطفالنا. هناك عبء كبير على كاهلنا ومسؤولية لأن أطفالنا برفقتنا حتى ان بعض أصدقائنا ألغوا رحلاتهم الى بيروت بسبب الأوضاع الراهنة".  
وتلفت الى أن "الخوف الأكبر هو أن يستجد معنا شيء ما أو نضطر الى دخول المستشفى ولا نستطيع ذلك، نشعر بالرعب من القدوم الى لبنان".  
وعن انهيار الليرة، تعتبر سينتيا أننا "كمغتربين تضررنا مثلنا مثل المقيمين لأن أموالنا كلّها كانت في المصارف اللبنانية. يقولون إنّ المغترب يستفيد من تدهور سعر الصرف ويشجعوننا على الاستثمار في لبنان وشراء العقارات لكننا لن نفعل ذلك لعدم ثقتنا بالنظام القائم"، مضيفةً: "خسرنا جنى عمرنا لذا لن نخاطر بالمزيد". 
تعيش جيسي وهي محامية في لندن، وتقول لـ"لبنان 24" إنه "بعد مرور سنتين على الغياب القصري، أنتظر بفارغ الصبر موعد قدومي وعائلتي الى لبنان". وتلفت الى أن "بشاعة الظروف لن تثنيني عن القدوم، دافعي هو زيارة الأهل والأصدقاء لأنني أريدهم أن يروا ابنتي للمرة الأولى". 
وتتابع: "أعيش صراعاً داخلياً، أمور عدّة تدفعني الى التردد في زيارة لبنان أهّمها شحّ البنزين والمازوت وانقطاع الكهرباء والدواء وعدم قدرة المستشفيات على تلبية حاجات المرضى أو استقبالهم. كما يخيفني الوضع الأمني وقطع الطرقات او حدوث أي انفجار. لبنان بحدّ ذاته مرعب بالنسبة لنا".  
وتكشف: "ما زلنا نعيش تداعيات انفجار 4 آب حتى اليوم، فرغم البعد تأثرنا كثيراً وهذا الجرح عميق لن نتخطى فجاعة ما حصل مثلنا مثل المقيمين. وللأسف الشعب اللبناني لا يعي مدى سوء وضعه فقدنا الأمل في لبنان ولا نرى بوادر حلّ فاللبنانيين رهينة اليوم".  
هند متزوجة من أميركي وتعيش في كاليفورنيا، ألغت زيارتها الى لبنان بسبب الوضع ولعدم رغبتها بتعريض ابنها الوحيد وزوجها لأي خطر. في هذا الإطار، تخبر هند "لبنان 24" أنها فضّلت إعطاء النقود التي ستصرفها على رحلتها الى لبنان الى عائلتها لتستفيد منها في هذا الظروف الصعبة.  
وتشدد على أن أهلها طلبوا منها عدم المجيء لأن الوضع في لبنان مأساوي ولأن البلد "على كف عفريت".  
القرار كان صعبا، لكن استجّد على هند ظرف عائلي أجبرها على زيارة لبنان. ومثلها مثل سينتيا وجيسي تشعر بالخوف من انقطاع البنزين والكهرباء والدواء، وتقول: "زوجي مرعوب من فكرة القدوم الى لبنان لأنه يشعر أنه ذاهب الى المجهول ولا يعلم ما ينتظره".   
وتضيف: "يطلبون منا القدوم لتشجيع الاقتصاد اللبناني والسياحة لكن كيف ذلك ولا بنزين للتنقل والطرقات مقفلة والظروف الأمنية غير مشجعّة؟". 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك