Advertisement

لبنان

"أخطر فراغ سياسي".. مفاوضات التكليف في الشارع والوضع الأمني نحو المجهول

حسن هاشم Hassan Hachem

|
Lebanon 24
17-07-2021 | 02:30
A-
A+
Doc-P-843687-637621107101715367.jpg
Doc-P-843687-637621107101715367.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يزال لبنان يعيش تبعات "قنبلة" إعلان الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة خلال لقائه الأخير مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يوم الخميس في بعبدا، وقد تجلّت الانعكاسات منذ اللحظة الأولى من خلال التحرّكات التي عمّت الشوارع إضافة إلى الانهيار القياسي بسعر صرف الليرة أمام الدولار. 
Advertisement
أمام هذا المشهد، يمكن القول إنّ لبنان دخل مجدداً في مرحلة فراغ سياسي لكنّها هذه المرّة قد تكون "الأخطر" منذ سنوات ولا سيما أنّها تترافق مع أزمة معيشية ومالية واقتصادية غير مسبوقة من شأنها أنّ تتحوّل إلى "ميني حروب" متنقّلة في الشارع في أيّ لحظة. 
بات العالم بأسره يستشعر خطورة الوضع الأمني الذي يواجه لبنان ما عدا أهل "الحلّ والربط" القابضين على شؤون البلاد والعباد، والذين قرّروا القضاء على أيّ بصيص أمل بتشكيل حكومة جديدة بسبب الخلافات الشخصية والأحقاد ولعبة تسجيل النقاط السياسية فيما البلد ذاهب إلى انفجار اجتماعي – أمني لا تُعرف بدايته من نهايته.
دقّت واشنطن جرس الإنذار الأمني على لسان نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، دانا ستراول، التي حذّرت من أن "تؤدي الأوضاع الاقتصادية في لبنان إلى تدهور أمني، معربة عن قلقها "من مواجهة الجيش للمتظاهرين في الشارع".
وقالت ستراول فيحديث نقلته قناة "الحرة": "نحن قلقون للغاية من أن اللبنانيين ليس لديهم حكومة يتطلعون إليها"، مشيرة إلى أنّهم "لا يستطيعون تأمين الطعام على موائدهم ويخشون على سلامتهم. وفي مثل هذه الأوضاع ترى اندلاع العنف".
وأكدت أن البنتاغون يراقب الوضع عن كثب ويشجع قادة لبنان على "اتخاذ خطوات الآن لمنع اندلاع هذا النوع من العنف".
واندلعت يوم أمس مواجهات في منطقة جبل محسن – طرابلس بين الجيش وعدد من المحتجّين الذين كانوا يتظاهرون اعتراضاً على الأوضاع المعيشية وانقطاع المازوت والكهرباء وتدهور سعر صرف الليرة.  
وقام المحتجون برشق عناصر الجيش بالحجارة ما ادّى إلى إصابة 15 عسكرياً، بحسب ما أعلن الجيش عبر حسابه على "تويتر".  
الصرخة الأمنية أطلقها كذلك قائد الجيش، العماد جوزاف عون، خلال جولة تفقدية قام بها أمس على وحدات الجيش المنتشرة في البقاع، حذر خلالها من أنّ "الوضع يزداد سوءاً، والأمور آيلة إلى التصعيد لأننا أمام مصير سياسي واجتماعي مأزوم". 
وقال إنّه "في ظل تردي الوضع الاقتصادي، تزداد معاناة الشعب على مختلف الصعد، وتزداد معاناة العسكريين أيضاً، تنتظرنا تحديات كثيرة قد تتطلّب منّا جهوداً استثنائية في كيفية التعامل معها". 
تكمن خطورة هذه المرحلة في أنّها "المعركة الفاصلة" بين تكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة وبين والانفجار الاجتماعي في ظلّ تراكم الأزمات على كاهل اللبنانيين من شحّ المازوت أو انقطاعه وما ينتج عن ذلك من انقطاع في عمل المولدات التي تغطّي غياب الكهرباء أصلاً، عدا عن الارتفاع الجنوني في الأسعار والانهيار السريع لسعر صرف الليرة مقابل الدولار. 
وترى مصادر مراقبة أنّ هذه المرحلة ستشهد توتّراً سياسياً أكبر من الذي حصل في فترة تكليف الرئيس سعد الحريري، حيث أنّ البلاد دخلت في مرحلة فراغ تام على المستوى السياسي وسيكون الشارع هو "مسرح المفاوضات" لاختيار رئيس مكلّف جديد. 
كما تلفت المصادر إلى أنّ تحرّكات الشارع لن تقتصر على القوى المحلية بل ربّما ستعمل القوى الإقليمية المتصارعة أيضاً على توجيه الرسائل المتبادلة عبر الشارع في مناطق نفوذها ومناطق تأثيرها على القوى السياسية المحلية، ما يعني أنّ الوضع الأمني في البلاد ككلّ ذاهب نحو المجهول. 
ربّما قدر اللبنانيين بات أن يتابعوا مسلسل انهيار بلدهم حلقة بحلقة من دون أن يتمكّنوا من المشاركة في منعه أوّ الحدّ منه فمصيرهم معلّق بيد "الحاكمين بأمرهم" الذين قرّروا أخذ البلد إلى "جهنّم.. وبئس المصير". 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك