Advertisement

لبنان

"تناحر جنبلاط – الحريري" مُكلف كثيراً.. فهل سيستمر؟

محمد الجنون Mohammad El Jannoun

|
Lebanon 24
18-07-2021 | 04:00
A-
A+
Doc-P-843945-637621922364831806.jpg
Doc-P-843945-637621922364831806.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يمكن لاحد أن يتجاهل "الخلاف الكبير" بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وحليفه القديم رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط. فالإشاراتُ واضحة على ذلك، وما يبدو هو أنه لدى الحريري قناعة بأن جنبلاط انقلبَ عليه، وبالأحرى "أوصله إلى نصفِ البير وقطع الحبل به" بعدما كان مساهماً غير مباشر بالتسوية الرئاسية عام 2016، والتي يدفع الحريري اليوم ثمنها غالياً.
Advertisement
وخلال مقابلته الأخيرة عبر "الجديد" بعد اعتذاره عن تشكيل الحكومة قبل أيام، كان الحريري واضحاً في إطلاق نيرانه باتجاه جنبلاط، إذ اتهم الأخير خلال حديث آخر عبر الـ"MTV"، رئيس "التيار الأزرق" ورئيس الجمهورية ميشال عون بإفشال المبادرة الفرنسية، ثم قال إنه "نصح الحريري بتسمية رئيس آخر للحكومة".
وفي إطار ردّه على هذا الكلام، قال الحريري: "إذا هو مفكرني إنو أنا جزء من الإجهاض، فبشكرو على تصريحو.. إذا مبلش هيك.. لشو بدي رد"..
وبعدها، قال الحريري كلمة في معرض رده على جنبلاط، لم ينشرها حسابه الرسمي على "تويتر" ولا حتى قناة "الجديد"، إذ أجاب رداً على سؤال: "وبخصوص التسمية؟" (أي تسمية رئيس آخر للحكومة من قبله): "مش حَ رد.. يروح يسمّي هو"، في إشارة إلى جنبلاط.
وفي الحقيقة، فإنّ ما يراه الحريري هو أنّ الدور الذي كان ينتظره من جنبلاط خلال عملية تشكيل الحكومة لم يكن بالقدر المطلوب، بل العكس، إذ اعتبر رئيس تيار "المستقبل" أن زعيم الجبل تركه وحيداً في مواجهة شروط التيار "الوطني الحر" التعجيزية، وقد ساهم في إقصائه من جديد خارج السراي الحكومي.
أما الأمر الذي أثر اكثر على الحريري فهو اعتباره أن جنبلاط لم يقف إلى جانبه في عملية تحصينه، بل روّج لمسألة رفضه من قبل المملكة العربية السعودية. وهنا، اعتبر الحريري أن جنبلاط أدّى خدمة لرئيس التيار "الوطني الحر" جبران باسيل ورئيس الجمهورية، وساهم في ترسيخ الحملة التي يشنها هؤلاء ضد رئيس الحكومة السابق.
وفي هذا السياق، تقول مصادر سياسية في الحزب "التقدمي الإشتراكي" لـ"لبنان24" أن "جنبلاط لم يترك الحريري وكان مستعداً لدعم حكومته بكل الوسائل من أجل الإنقاذ"، وأضافت: "المسار الذي سلكه الحريري مع عون ساهم فعلاً في إجهاض المبادرة الفرنسية، وكان من المفترض تلافي كل هذه المرحلة لأن الجميع يعلم أن التوافق بين الحريري وعون لن يتم". وتابعت: "ولهذا، كان المطلوب دائماً خلال المباحثات أن يقود الحريري تسمية رئيس للحكومة ويدعمه ويوفر الغطاء له، وبعدها نذهب في رحلة الانقاذ المطلوبة. ولكن ما حصل هو أن مسار تسعة أشهر من عدم وجود حلول ساهم في تعميق الأزمة أكثر".

هل سيلتقي الحريري وجنبلاط مُجدداً؟
ووسط كل ذلك، فإن ما تبين حتى الآن هو أنّ الحريري بات مُجرداً من حلفائه الأساسيين، إذ خسر "القوات اللبنانية" ودخل في صراعٍ مباشر مع "التقدمي الإشتراكي". ورغم هذا، فإنّ الحريري أعلن "معركة الانتخابات"، وشاء تجاوز الأزمة القائمة للوصول إلى ذلك الاستحقاق للردّ على كل الذين استهدفوه خلال هذه الفترة.
وفي الواقع، فقد اعتبرت أوساط سياسية أن اللجوء للمجابهة عبر الانتخابات في ظل التدهور القائم، هي ورقة خاسرة جداً، وتقول: "البلد متدهور والأطراف تفكر في الانتخابات.. عالقليلة ينعمل شي لحتى العالم تروح تنتخبهم".
إلا أنه في ظل هذا التناحر العلني، لا يمكن لأي جهة أن تنفصل عن الأخرى خلال الانتخابات، خصوصاً في مناطق حساسة تحتاج إلى تحالف انتخابي عريض يساهم في الوصول إلى مجلس النواب من جديد بعد الانهيار القائم. ولذلك، فإن المعركة بين جنبلاط والحريري ستبقى "سياسية"، مع العلم أن الأول لم يعلن تخليه الكامل عن الحريري، ولم ينفصل عنه في السياسة ولا في الموقف، بل إن الاختلاف كان على الحكومة بالدرجة الأولى. ولهذا، فإنّ جنبلاط يتفق ضمنياً مع الحريري على الموقف ضد عون وباسيل، حتى وإن كان زعيم المختارة قد دخل مرحلة "المُهادنة" مع التيار الوطني الحر خلال الوقت الحالي.
كذلك، فإنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو الصديق المشترك للحريري وجنبلاط، سيعمد الى جمعهما عاجلاً أم آجلاً وذلك لقطع الطريق أمام أي استغلال يريده التيار الوطني الحر على حساب الحريري أو جنبلاط في المناطق المفصلية. فالمعركة هذه هي معركة بري أيضاً، وبذلك، فإن أي تناحرٍ بين الصديقين المشتركين بالدرجة الاولى سيساهم في كسرهما انتخابياً وسياسياً، وهذا ما يجب الانتباه إليه بالدرجة الأولى.
ومع كل هذا، فإنّ الهم الأكبر لجنبلاط اليوم هو تحصين القاعدة الشعبية، وما حراكه اليوم إلا دلالة على هذا الأمر. وضمنياً، يسعى جنبلاط لاستقطاب الناس والعمل على مساندتهم في هذه الأزمة، وهو الأمر الذي قد يفيد أي طرفٍ آخر يتحالف مع جنبلاط في الانتخابات، لأن جبهة الدروز سترى في زعيمها التاريخي خشبة الخلاص الأولى والأخيرة، وبالتالي التجديد سيكون لها ولحلفائها. وإضافة إلى ذلك، يجدر بالحريري وجنبلاط السعي لتكريس نفسيهما أمام المجتمع الدولي على أنهما من المسهلين للحل، وما التحالف والتكتل في سبيل ذلك إلا ضرورة قصوى، ويساهم ذلك في تليين المواقف اتجاههما ويزيد من الخناق على "الوطني الحر".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك