Advertisement

لبنان

الإرتطام الكبير يُحاكي الإنفجار الكبير

Lebanon 24
03-08-2021 | 23:22
A-
A+
Doc-P-849347-637636553328728452.PNG
Doc-P-849347-637636553328728452.PNG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتبت" نداء الوطن": في 3 آب 2020 كان يمكن لمنظومة السلطة أن تتلافى تفجير مرفأ بيروت. كانوا يعلمون ولكنهم لم يفعلوا شيئاً. بعضهم كان على علم منذ دخول شحنة نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت في آخر العام 2013 ومنذ تفريغها في العنبر رقم 12 في العام 2014، وحتى قبل شهر أو ايام من حصول الإنفجار ولكنهم لم يفعلوا شيئاً. غطوا على الجريمة المتمادية وتركوا الإنفجار الكبير يحصل في 4 آب.

 

في 3 آب 2021 كان يمكن لمنظومة السلطة أيضاً أن تتلافى الإرتطام الكبير وهي تعلم بكل مكوناتها أن العد العكسي له بدأ وأن مسألة الإنفجار والإنهيار لم تعد إلا مسألة وقت ومع ذلك لم يفعلوا شيئاً. كما تركوا النيترات ينفجر يتركون البلد ينفجر. كأن لبنان كله اليوم محجوز في العنبر رقم 12. العنبر الذي يملك مفاتيحه الممسكون بعملية تأليف الحكومة. حكومة الإنقاذ لا حكومة المحاصصة. حكومة الإختصاصيين لا حكومة المحاسيب. حكومة على قياس ثورة 17 تشرين لا حكومة على قياس وزير لي ووزير لك. حكومة تحاكي تطلعات المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان الذي يلتقي اليوم بدعوة فرنسية فيما نامت نواطير لبنان عن ثعالبها. حكومة تحاكي تطلعات اللبنانيين إلى قيامة جديدة وخلاص من حكم النيترات.

 

يعمل المحقق العدلي القاضي طارق بيطار على تحقيق العدالة والسلطة تعمل على عرقلته. لا يكفي أن يخرج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليضع نفسه بتصرف التحقيق والمحاكمة أمام المرجع المختص، ولا يكفي أن يدعو المتحصنين بالحصانات تهرّباً من التحقيق للمثول أمام المحقق العدلي، بل كان على الرئيس أن يفسر للبنانيين لماذا لم يفعل شيئاً على رغم تبلغه بأمر النيترات واحتمال انفجارها. ولا يكفي أن يخرج تماسيح السلطة للبكاء على الأطلال والوقوف في الصف لتقبل التعازي بدل أن يذهبوا للإدلاء بإفاداتهم أمام المحقق بيطار لإفادة التحقيق بدل تعطيله. ولا يكفي أن ينقل عن القاضي بيطار أنه لا خيار أمامه إلا أن ينجح في مهمته وأنه لن يخرج من المبارزة، إلا إذا أخرجته السلطة التي عينته وارتعبت عندما أراد أن يحاكمها. لا يكفي أن يبقى بيطار وحده في المعركة. هي ليست معركة القاضي وحده بل معركة كل الضحايا وأهل الضحايا وكل لبنان صار اليوم ضحايا ممزقة. ولا يكفي أن يكون هناك يوم 4 آب كبير بعد عام على 4 آب الكبير والخطير. السؤال هو ماذا عن 5 آب 2021 بعدما كان 5 آب 2020 موعداً مع كذب السلطة على الناس بوعد إنجاز التحقيق خلال خمسة أيام؟ إلى متى ستبقى مهمة القاضي بيطار معلقة ومؤجلة ومعرقلة؟ وكيف يستطيع من يلتقون اليوم في ساحة 4 آب مساعدة القاضي بيطار؟ اليوم في 4 آب 2021 تنطق الساحات بالحكم باسم الشعب قبل أن يصدر القاضي بيطار قراره الإتهامي وقبل أن يلتئم المجلس العدلي للمحاكمة من أجل أن يحكم باسم الشعب. وهو قد لا يلتئم وإذا صدر القرار الإتهامي والتأم فقد لا يتمكن من أن يحكم. الشعب اليوم يتهم قبل القاضي بيطار. فهل يستطيع القاضي أن يخرج عن مآل الإتهام؟

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك