Advertisement

لبنان

"استدعاء" جعجع للتحقيق.. هل يتبنّى "موقف" خصومه من القضاء؟!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
22-10-2021 | 06:00
A-
A+
Doc-P-877855-637704963646077576.jpg
Doc-P-877855-637704963646077576.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرر السياسي: لا تزال أحداث الطيونة تتفاعل في الأوساط السياسية، في ضوء "التداعيات" التي ترتّبت عليها، على خطّ العلاقة بين مختلف القوى، ولا سيما "حزب الله" و"القوات اللبنانية"، فيما لا تزال الحكومة "معطَّلة" بفعل فاعل، بانتظار الاتفاق على "صيغة ما" تتعلق بالمحقق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، والذي لا يزال الثنائيّ الشيعيّ مصرًّا على تنحيته، بأيّ وسيلة من الوسائل.
Advertisement
 
بالأمس، طرأ تطور قضائي لافت على مستوى التحقيقات في أحداث الطيونة، مع تسريب الأنباء عن استدعاء مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع شخصيًا إلى التحقيق للاستماع إلى إفادته، وذلك بناءً على معلومات أدلى بها عناصر من "القوات" تمّ توقيفهم، وفق ما نُقل عن مصدر قضائي مطّلع على القضية، أشار إلى توقيف 26 شخصًا، غالبيتهم من مناصري "القوات".
 
وفيما هلّل جمهور "حزب الله" للخبر، وقرأ فيه "دليلًا دامغًا" على صحّة الاتهامات الموجّهة لـ"القوات"، بعيدًا عن بعض التقارير الصحافية التي كذّبت كلّ حديث عن "كمين" وحتى "قنّاصة"، كان ردّ رئيس حزب "القوات" جاهزًا. هو نفى "تبلّغه" بالاستدعاء، لكنّه قال إنّه جاهز للمثول أمام القاضي في حال صحّت المعلومات المتداولة، "شرط" أن يحضر الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قبله، مع إدراكه "استحالة" ذلك.
 
مفارقات عجيبة
 
هكذا، تزداد "المفارقات" الغريبة العجيبة على خط الأزمة اللبنانية، وفق ما يرى بعض المراقبين، متحدّثين عن "ازدواجية" في موقف مختلف الأطراف من القضاء، وفقًا لـ"المصلحة". فجعجع مثلاً هو من المنادين بالدولة ومؤسّساتها، وها هو بمجرّد استدعائه، يشكّك بالقضاء، ويصف من استدعاه بأنّه "مفوض حزب الله"، ويضع "الشروط" للمثول أمامه، وكأنّه "يتبنّى" بذلك موقف "حزب الله" من القضاء، حيث يرفض ما يعتبره "تسييسًا"، ويبرّر رفض من يتمّ استدعاؤهم المثول أمامه.
 
في المقابل، لا يبدو موقف "حزب الله" مغايرًا، فهو الذي يخوض معركة شرسة ضدّ أحد القضاة، ويصرّ على "تنحيته"، متّهمًا إياه بـ"التسييس"، لأنّه غير راضٍ عن المسار الذي انتهجه، والذي يقول إنّه لن يفضي إلى الحقيقة التي ينشدها أهالي شهداء انفجار المرفأ، "يهلّل" لقرار قاضٍ آخر، يعتقد أنّه جاء "متناغمًا" مع روايته لأحداث الطيونة، ويرى بعض جمهوره، على الأقلّ، في ذلك "انتصارًا".
 
لكن، بين هذا وذاك، ثمّة أسئلة تُطرَح، فهل يمضي جعجع إلى النهاية في موقفه هذا، أم يختار الانسجام مع نفسه، والمثول أمام القاضي، ليقدّم الأنموذج المختلف؟ لكن، ماذا لو لم يفعل ذلك؟ هل سيعترض "حزب الله" على "تهميش" العدالة، وهو الذي يفعل الأمر نفسه في قضية أخرى؟ هل يجوز له أن يرفض أن يعتبر جعجع مثلاً هذا القاضي "مسيَّسًا"، و"يتمرّد" بالتالي عليه، بعدما قدّم الحزب "الأمثولة" في ذلك؟
 
مسار معقّد
 
قد تبقى هذه الأسئلة بلا إجابات حتى إشعار آخر، لكنّ الأكيد أنّ "استدعاء" جعجع إلى التحقيق في أحداث الطيونة سيشكّل تطوّرًا أساسيًا قد يُبنى عليه الكثير في الأيام المقبلة، ولو أنّه كان واضحًا بإطلالته التلفزيونية المسائية لجهة أنّ "أيام زمان راحت"، مع تأكيده على استمرار "المواجهة" بينه وبين "حزب الله"، الذي وجّه له العديد من الاتهامات، في ردّه على الخطاب الأخير لأمينه العام السيد حسن نصر الله.
 
وفيما تدخل القضية وفق بعض الآراء مسارًا معقّدًا ومتشابكًا، ثمّة من يرى في استمرار "المعركة" التي تبدو "مفتعلة" في الكثير من جوانبها، مع استخدام كل أدوات "الإثارة"، والتي يعتقد البعض أنّ استدعاء جعجع قد يُصنَّف من ضمنها، هو جزء من "عدّة المعركة"، المتَّفَق عليها بين "الخصمين الشرسين"، حيث أنّ كلاً منهما "يستفيد" من جو "الشحن" في شارعه، على أبواب الانتخابات النيابية المفترضة في غضون خمسة أشهر.
 
لكن، في مقابل هذا الرأي، ثمّة من يجزم أنّ استمرار الأمور على هذا النحو عامل شديد السلبيّة، خصوصًا إذا ما بقيت الحكومة معلّقة "رهينة" هذا الموقف أو ذاك القرار، ولو أنّ "التريّث" يبدو في مكانه، تفاديًا لما هو "أسوأ"، إلا أنّ الأمور لا يبقى أن تبقى كذلك إلى ما شاء الله، فيما الوضع يزداد تفاقمًا، والمواطنون باتوا كمن لا حول لهم ولا قوة، بانتظار "معجزة إلهية" تخلّصهم من "الانهيار الكبير".
 
عاد الهمّ المعيشي ليسيطر على الاهتمامات في الساعات الماضية، مع ارتفاع أسعار المحروقات بما يفوق قدرة اللبنانيين "الصامدين" على الاستمرار، إلى أن جاء "خبر" استدعاء جعجع ليعيد "المواجهة السياسية" إلى ذروتها. هي "المواجهة" التي يسعى كثيرون لتغليبها، لأنها وحدها من شأنها "التعويض"، واستعادة "الجمهور الحزبي"، قبيل الانتخابات، ما يعطي صورة ضبابيّة عن واقع "مُرّ" سيسيطر خلال الأشهر المقبلة!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك