Advertisement

لبنان

"القطايف والمعكرون" في عيد "القديسة بربارة"

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
03-12-2015 | 11:53
A-
A+
Doc-P-89552-6367053377500814491280x960.jpg
Doc-P-89552-6367053377500814491280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الرابع من كانون الأول، يحتفل اللبنانيون خصوصاً والمسيحيون العرب في الأردن وسوريا وفلسطين عموماً بعيد القديسة بربارة أو الشهيدة بربارة، ولطالما كان لهذا العيد وقع خاص في لبنان، ففي هذه الليلة يرتدي المؤمنون اللباس التنكري ويتجولون في الطرقات ويزورون المنازل، بالإضافة الى تحضير الحلويات مثل "القطايف والمعكرون" والقمح المسلوق تيمناً بحبة الحنطة "ان لم تمت فإنها تبقى وحدها ولكن إن ماتت تأتي بثمار كثيرة"، كما قال السيد المسيح. أهمية هذا العيد تكمن في أنه يشكل افتتاحية لزمن الميلاد والكثير من المسيحيين يبدأون بتزيين شجرة الميلاد في منازلهم في مثل هذا اليوم. وتقول بعض المراجع التاريخية بأن القديسة بربارة ولدت في قرية جاميس التابعة لمقاطعة نيقوميديا، وهو أمر غير مؤكد، إذ أن مراجع أخرى تقول إنها ولدت في مدينة بعلبك في لبنان ارتكازاً الى مخطوطات سريانية قديمة كتبت في فترة قريبة من استشهاد القديسة، فيما يذهب البعض الى القول بأنها ولدت في فلسطين أو مصر. كان والدها وثنياً من الطبقة الارستقراطية وقد توفيت والدتها عندما كانت صغيرة وكانت وحيدة والدها الذي كان يخاف عليها لأنها كانت تتصف بجمال باهر فبنى لها قصراً فخماً فيه كل وسائل الراحة ويحيط به العسكر. تقدم للقديسة بربارة الكثير من الشبان طلباً للزواج لكنها كانت دائمة الرفض وقد حولت إحدى غرف القصر الى بيت للصلاة يتوسطه صليب. سافر والدها لفترة معينة وعندما عاد بدأ يلاحظ تغييراً كبيراً في حياتها وأيضاً في سلوكها، سألها عن السبب فلم تتردد في الإجابة وأخبرته عن ايمانها بالثالوث المقدس فغضب ووبخها، أما هي فلم تبال بل كانت تتحدث معه عن ايمانها. حاول الوالد أن يضربها بالسيف في إحدى المرات لكنها هربت من أمام وجهه وانطلقت من باب القصر لتواجهها صخرة عملاقة انشطرت لتمر من خلالها قبل أن تعود الى شكلها السابق. في حقل القمح ارتدت ملابس تنكرية لتخفي ملامحها الى أن الوالد وجدها مختبئة في مغارة وصار يضربها بعنف وأعادها الى المنزل ووضعها في قبو مظلم مع صديقة لها تدعى يوليانا. حار الوالد بأمره فذهب الى الوالي مركيانوس بحزن وأسف شديدين وأخبره عما حصل وعن وحيدته بربارة التي أصبحت تتبع المسيح وتتنكر للأصنام، فأمر الوالي باحضارها ولما رأها تعلق بها وأخذ يلاطفها ووعدها بأن تكون أميرة عظيمة إن هي تركت المسيحية لكن وعوده لم تجد نفعاً فهددها بالعذاب وعظائم الأمور فقالت له بربارة "إن جسدي سيأتي يوم ويموت لكن روحي خالدة وستذهب الى السماء" عندها أمر الوالي بأن تعذب وتساق عارية في الشوارع فصرخت الى الرب أن يستر جسدها فسمع الرب طلبتها وكساها بثوب نوراني. قام الحاكم بإصدار أمر بقطع رأسها مع صديقتها يوليانا بحد السيف فأخذوهما الى الجبل خارج المدينة وكانتا تصليان في الطريق ولما بلغتا موضع استشهادها طلب والدها أن يضرب هو بسيفه رقبة ابنته فسمح له بذلك ونالت مع القديسة يوليانا أكليل الشهادة. في الرابع من كانون الأول استشهدت القديسة بربارة وجسدها موجود حالياً في كنيسة تحمل اسمها في مصر القديمة وبعد موتها كثرت عجائبها فشفي الكثير من الناس واتخذها المؤمنون شفيعة لهم فبنوا على اسمها الكنائس في كل أنحاء العالم. عيد البربارة هو ذكرى تضحية فتاة من أجل ايمانها القوي اذ واجهت التعذيب والآلام بصلواتها فأصبحت قديسة شهيدة بحد السيف من أجل ايمانها المسيحي.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك