Advertisement

لبنان

لا "مقاطعة" لعون... "محصّلة" زيارة دوكان: ساعدوا أنفسكم!

المحرّر السياسي - خاص "لبنان24"

|
Lebanon 24
16-12-2021 | 07:00
A-
A+
Doc-P-897594-637752547761864229.jpg
Doc-P-897594-637752547761864229.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب المحرّر السياسي:
 

من دون طنّة ورنّة، مرّت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي السفير بيار دوكان إلى بيروت. أكثر من ذلك، لا يبدو مُبالَغًا به القول إنّه لولا "الضجّة" التي أثيرت حول "مقاطعة" المسؤول الفرنسي لرئيس الجمهورية ميشال عون، الذي لا يزال "ينتظر" اتصال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الموعود" به، لانتهت الزيارة من دون أن يشعر به معظم اللبنانيين.

 

على مدى أيام الزيارة، التقى المبعوث الرئاسي الفرنسي عددًا من المسؤولين اللبنانيّين، في مقدّمهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، إضافة إلى عدد من الوزراء المعنيّين مباشرة بالإصلاحات التي طال انتظارها بموجب مؤتمر "سيدر" الشهير، والذي لا تزال "ثماره" تنتظر مبادرة اللبنانيين أنفسهم إلى إطلاق "الورشة" التي وعدوا الفرنسيّين، والمجتمع الدولي، بها.

 

لم يلتقِ دوكان رئيس الجمهورية ميشال عون، ولا رئيس مجلس النواب نبيه بري، ما أثار الكثير من "التكهّنات" حول "مقاطعة" باريس للرئيس عون خصوصًا، ولا سيما أنّ ماكرون لم يتّصل بالأخير، كما وعد بنفسه، بعد زيارته إلى السعودية ولقائه وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، "مستعيضًا" عن ذلك بزيارة السفيرة الفرنسية لدى بيروت إلى قصر بعبدا.

 

رسالة "ثابتة"

 

على الرغم من أنّ بعض المحسوبين على قصر بعبدا، رفعوا السقف في مواجهة ما اعتُبِرت "مقاطعة"، ملمّحين إلى أنّ الرئيس عون أساسًا لا يستقبل "أيًا كان"، إلا أنّ الأوساط المعنية في الداخل والخارج تنفي كلّ ما أثير في هذا الصدد، ولو أنّ التجربة ثبّتت فرضية أن "لا دخان بلا نار"، مشيرة إلى أنّ "لا مقاطعة ولا من يحزنون"، لا للرئيس عون ولا لغيره.

 

وتوضح هذه الأوساط أنّ برنامج زيارة الموفد الفرنسي إلى بيروت لم يشمل زيارة عون في الأساس، لأنّه اقتصر ببساطة على المسؤولين المعنيّين مباشرةً بإصلاحات "سيدر"، وبالمفاوضات مع صندوق النقد، ولذلك فهو شمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، المكلَّف بقرار رسمي بقيادة هذا التفاوض، ولم يشمل عون ولا بري، مع تسجيل "مفارقة" أن أحدًا لم يتعامل مع غياب اللقاء مع بري مثلاً، بالمقاربة نفسها التي أحاطت بشطب عون من البرنامج.

 

وينسجم "برنامج" الزيارة مع الأهداف المتوخّاة منها، وفق ما يقول العارفون، إذ إنّ باريس أرادت من خلال موفدها الرئاسي أن تعيد التأكيد على رسالتها "الثابتة" التي أعلنتها منذ فترة طويلة، وهي رسالة "حثّ" للبنانيين لإطلاق ورشة الإصلاحات الموعودة، حتى يستطيع المجتمع الدولي أن يدلي بدلوه، وينفّذ تعهّداته، وذلك بما "يتناغم" مع الشعار الفرنسي الشهير الذي أطلقه وزير الخارجية جان إيف لودريان والذي لا يزال صالحًا، وقوامه "ساعدونا لنساعدكم".

 

لا نتائج ولا توقعات

 

من هنا، يمكن القول إنّ انتهاء الزيارة من دون نتائج "عملية" على الأرض، لدرجة أنّ البعض وصفها بـ"الباهتة"، وأنّ الكثير من اللبنانيين لم يشعروا بها، لم يأتِ مفاجئًا لأحد، بل هو لم "يخرق" سقف التوقعات، الذي حصر الزيارة في جانب "الوعظ"، إن جاز التعبير، لتذكير اللبنانيين بالمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، والتي يبدو أنّ البعض في الحكومة وخارجها، "يتناساها" لصالح بعض المكاسب "الآنية" التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

ولعلّ ما تسرّب عن "الرسائل" التي أبلغها دوكان لمن التقاهم تختصر هذا الموقف، حيث أصرّ الرجل على وجوب أن تقدم السلطات اللبنانية إلى المباشرة بتنفيذ الإصلاحات، وبالتالي إنجاز المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، باعتبارها "الخيار الوحيد" المُتاح أمام اللبنانيين، لوضع "خريطة طريق" للإنقاذ، تكون قابلة للتنفيذ، وتتماشى مع شروط ومطالب المجتمع الدولي، التي تتقاطع بمجملها على وجوب تغيير الذهنيّة والمقاربة التي لطالما قامت على الفساد والمحاصصة.

 

إلى ذلك، كان لافتًا إصرار المبعوث الرئاسي الفرنسي على وجوب إنجاز المفاوضات مع صندوق النقد قبل الانتخابات النيابية، وهو ما ربطه البعض بالانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة، والتي قد تغيّر بعض المعادلات، ما يوجب على اللبنانيين عدم تفويت "الفرصة" المتاحة أمامهم اليوم، والتي قد لا تكون "أبديّة"، وهو يعني أنّ عليهم العمل على إنجاز المفاوضات سريعًا، قبل أن تصبح "الكلمة" للحملات الانتخابية، وما تنطوي عليه من "شعبوية" تضرّ ولا تنفع!

 

باختصار، يمكن القول إنّ زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى بيروت بيار دوكان كانت "تقنية"، لا "سياسية". قد لا تكون باريس معنيّة بكلّ التفسيرات والتهكّنات التي أطلِقت عن مقاطعة وغيرها، فالمهمّ أن تصل "الرسالة". أما "التنفيذ"، فيتطلب اجتماع الحكومة اليوم قبل الغد، وشعور القوى السياسية جميعها بوجوب القفز فوق الخلافات والأنانيّات، لأنّ مشروع "الإنقاذ" الذي أتت الحكومة على أساسه لا ينتظر!  

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك