Advertisement

لبنان

ريبال ورومي خانهما القلب الفتي...حذار أيها الشباب

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
17-01-2022 | 05:30
A-
A+
Doc-P-907972-637780316996329800.jpg
Doc-P-907972-637780316996329800.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

قبل يوم واحد من وداع السنة الماضية، رحلت الشابة رومي إبنة ال ١٨ ربيعاً الذي كان زاهراً بالطموح والإندفاع وحب الحياة، من دون أن يتسنى لها وداع والديها وشقيقها الوحيد.

القلب الفتي خذل صاحبته الجميلة التي كانت تستعد لدخول الجامعة بعد أن أنهت مراحل الدراسة حيث كانت تُلقّب ب"وردة الشانفيل".

رومي رحلت بصمت قبل يوم واحد من السنة الجديدة التي كانت تستعد لإستقبالها بسهرة مع الأهل والأصدقاء، خلدت الى النوم بهدوء لكنها لم تستقيظ، وهي لم تكن تعاني من أي مرض، كما لم تقم بأي مجهود جسدي أو رياضي، هي فقط كانت ترتاح تحضيراً لليلة رأس السنة.

في المستشفى الذي نُقلت اليه رومي، لم تفلح كل محاولات الأطباء لإعادة النبض الى جسد الشابة، هي أصلاً وصلت متوفاة، بحسب تقرير الطبيب الذي عزا سبب التوقف المفاجىء للقلب الى خلل في كهرباء القلب.

رحلت رومي تاركة أهلاً وأنسباء وأصدقاء في حال صدمة وذهول، ووالداً يعتصر الحزن قلبه، يبكي بصمت في غرفته ولا يفتح بابها الا لزيارة قبر إبنته في الأشرفية حيث مسقط رأس العائلة، فيركع الوالد المفجوع ويصلي ويتلمّس باب القبر البارد مخاطباً وحيدته " إنتبهي عا خيّك جوزف من مطرح ما إنتي".

قبل ذلك بأيام معدودة، رحل ريبال بالطريقة نفسها وربما للسبب نفسه، أي توقف مفاجىء لقلب الشاب البالغ من العمر ٣٧ عاماً، هذا الشاب الهادىء، الرصين والوسيم، الذي كان يهتّم بوالدته المقعدة من جراء جلطة دماغية أصابتها منذ أكثر من عشر سنوات، كان يهتّم بها، يطعمها، ويسامرها ويعزف لها الموسيقى قبل أن يحملها لتخلد الى النوم.

عند الرابعة صباحاً من اليوم المشؤوم، أحس ريبال بضيق بالتنفس، حاول القيام من سريره لكنه لم يستطع التحرك، فاستنجد بوالده عبر الإتصال به على هاتفه. هرع الوالد الى غرفة إبنه الوحيد محاولاً تقديم الأسعافات الأولية بانتظار وصول سيارة الصليب الأحمر لنقله الى المستشفى، لكن لا محاولات الوالد اليائسة، ولا إسعافات الطاقم الطبي إستطاعوا منع قلب ريبال من التوقف المفاجى، فهو أيضاً كما رومي وصل الى المستشفى متوفياً. 

أهل وأنسباء وأصدقاء رومي، وكذلك أهل وأصدقاء وأنسباء ريبال يعيشون جميعاً ذهول الصدمة وألم الفراق، وكما والد رومي، كذلك والد ريبال الذي بات يتكىء الى كتف إبنته الوحيدة ليال، ليعيش الدقائق والساعات وفق عبارة موجعة دوّنها على صفحته على الفايسبوك، مخاطباً فيها إبنه الذي عاد الى تراب بلدته البترونية " لقد تخطيتُ حزني...سأكتفي بكَ وجعاً ".

الموت المؤلم والمفاجىء والرحيل الصامت بسكتة قلبية ظاهرة باتت تتكرّر في صفوف شبابنا الذين تتراوح أعمارهم بين ١٥ و٤٠ عاماً، والإحصاءات غير الرسمية تشير الى إرتفاع في أعداد الوفيات لهذه الفئة العمرية بسبب خلل في كهرباء القلب، الذي يختلف، بحسب الأطباء الإختصاصيين، عن الجلطة التي هي عبارة عن إنسداد في شرايين القلب تصيب عادة المتقدمين في السن، وغالباً ما يكون العارض الأول للخلل هو الأخير مع الأسف.

عامل الوراثة، كما في سائر الأمراض، يلعب دوراً في حدوث هذا الخلل لكنه ليس الوحيد، أما أعراضه فتتمثل بألم في الصدر غير مبرر، غثيان، تسارع دقات القلب، إغماء ودوار، مع الإشارة الى أن عامل الوقت يلعب بدوره عاملاً أساسياً في عملية الإنقاذ من الموت المحتّم، وقبل كل ذلك حملات التوعية، والوقاية الإستباقية من خلال التخطيط والفحوص الدورية للقلب.

الإنتباه والترصد وعدم إهمال أي عارض طارىء أو بسيط كلها عوامل تشكل مدخلاً لحياة صحية وسليمة وقلب نشيط لدى شبابنا، أما من رحلوا من بيننا مثل رومي وريبال، فلَهم مكان ما، في سماء ما، ينتظرون فيه أحباءهم.

Advertisement

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك