Advertisement

لبنان

الشعلة المقدسة: رسالة القيامة من القدس الى بيروت

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
23-04-2022 | 04:30
A-
A+
Doc-P-945128-637863084450127960.jpg
Doc-P-945128-637863084450127960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تشخص الأنظار ابتداء من ظهر اليوم  إلى كنيسة القيامة في القدس بفلسطين، حيث ستظهر أعجوبة جديدة للنور المقدس ، الذي سيفيض من قبر السيد المسيح.
هذه الأعجوبة التي تتكرر سنوياً في سبت النور ، ما زالت تطرح الكثير من علامات الإستفهام لا سيما لدى المشككين، فماذا يقول رجال الدين، حول ما يجري في ذاك المكان المقدس؟ وهل سيتبارك لبنان منها كما كل عام؟
Advertisement

تاريخ الشعلة

الكتابة الأولى عن فيض النور المقدس في كنيسة القيامة ظهرت في أوائل القرن الرابع الميلادي، حيث يذكر المؤرخون عجيبة فيض النور في أوائل القرن الميلادي الأول، منهم القديسان يوحنا الدمشقي وغريغوريوس النيصصي اللذين يرويان كيف أن الرسول بطرس رأى النور المقدس في كنيسة القيامة، وذلك بعد قيامة السيد المسيح عام 34 بعد الميلاد.

رئيس أحد الأديرة في روسيا الأرشمندريت دانيال، يصف في مذكراته التي كتبها ما بين العامين 1106 و1107، ما شاهده أثناء وجوده في القدس كالآتي: "إن البطريرك الأرثوذكسي يدخل إلى الكنيسة حاملا شمعتين، فيركع أمام الحجر الذي وضع عليه جسد المسيح المقدس، ثم يبدأ بالصلاة بكل تقوى وحرارة، فيفيض النور المقدس من داخل الحجر بطيف لونه أزرق، ويضيء شمعتي البطريرك، ومن ثم يضيء القناديل وشموع المؤمنين".
وبحسب شهود في الكنيسة، فإن هذا النور يبقى غير حارق مدة 33 دقيقة، وهو عمر السيد المسيح على الارض، ليعود بعدها ويصبح ناراً حارقة، ومن هنا نرى المؤمنين في باحة كنيسة القيامة يتباركون من هذا النور، ويمررونه على جسمهم من دون أن يحرقهم.
إلا أن الكثيرين وعلى الرغم من تكرار الأعجوبة، ما زالوا يشككون بها، إلا أن التفتيش الذي يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي على باب القبر، يمنع إدخال أي مواد حارقة مع بطريرك الروم الأرثوذكس، ما يدحض كل الأقاويل التي تتحدث عن إشعالها يدوياً.
وفي هذا الاطار، يشير خادم رعية النبي الياس في بيت مري الأب حارس ابراهيم، إلى أن كثيرين لا يصدقون هذا الأمر، حتى أن المسيح الذي أقام اليعازر من الموت، لم يدفع إلى أن يؤمن به واحد من تلاميذه وهو يهوذا الإسخريوطي، الذي اعتبر أن المسيح يقوم بنوع من السحر ما دفعه لتسليمه إلى اليهود، وبالتالي فإن هذه العجيبة إما أن تلامس القلب ويؤمن بها أو لا تلامسه، ومن هنا فإن العديد من الأشخاص ذهبوا إلى فلسطين ليتأكدوا من الأمر.
ولفت في حديث عبر "لبنان 24" إلى أن خبرات الكثير من الأشخاص الذين عاينوا ما جرى في كنيسة القيامة واشتعلت شمعتهم من دون الدخول إلى القبر، تؤكد حصول الاعجوبة، وبالتالي فإن من لا يؤمن بهذه الاعجوبة، فهو حرّ.
ويروي الأب ابراهيم، حادثة وقعت مع أحد الأشخاص، ويقول: كانت سيدة قد وعدت حفيدتها باصطحابها إلى كنيسة القيامة في يوم سبت النور، إلاّ أن مرض الجدة منعها من الذهاب إلى الكنيسة في ذاك اليوم، فطلبت من حفيدتها الذهاب منفردة وإحضار النور المقدس معها. فذهبت الفتاة وأشعلت شمعتها لكن عند عودتها انطفأت الشمعة نتيجة الهواء في الطريق، فرأت لهباً على طرف الطريق فأشعلت منها شمعتها، وتكرر الأمر معها ثلاث مرات وفي كل مرة كانت تجد نوراً عند طرف الطريق لتعيد إشعال شمعتها. 

الشعلة في لبنان

وككل عام ستصل الشعلة إلى بيروت مساء اليوم، حيث يتوجه وفد من اللقاء الأرثوذكسي، ومجموعة من الكهنة، عبر طائرة خاصة إلى الأردن، الذي تصله الشعلة من الأراضي المقدسة، على أن تكون مساءً في بيروت حيث من المقرر أن يكون لها استقبال رسمي وكنسي في قاعة الشرف في مطار بيروت، و توزع بعدها على جميع الرعايا في لبنان، ومنها إلى المؤمنين ليتبارك بها كل بيت.
وفي هذا الإطار، يلفت الأب ابراهيم إلى أن الطريقة التي يتم فيها نقل الشعلة المقدسة من الأردن إلى بيروت في الطائرة، منذ العام 2006 مدروسة، إذ يكون هناك العديد من الشمعات التي تكون مشتعلة ، ويتم في كل مرة أخذ الإحتياطات في مسعى لإبقاء الشعلة مضاءة، مؤكداً أن البلدان البعيدة عن القدس، لا يستعملون الشمع بل يستعملون سائلاً قابلاً للإشتعال رغم الحركة لكي يبقي الشعلة مضاءة إلى حين الوصول إلى البلد المقصود.
ورداً على سؤال عن المدة التي يجب أن تبقى فيها الشعلة مضاءة في المنزل، أكد الأب ابراهيم أن الشعلة في الكنائس الأرثوذكسية تبقى في كثير من الأحيان من سنة إلى أخرى، وفي المنازل يمكن أن تبقى من عام إلى آخر فاذا اطفأت في مكان تشتعل من مكان ثان، لأنها شعلة مباركة كونها تأتي من قبر السيد المسيح.
ويبقى الأمل أن تحمل هذه الشعلة السلام والأمان لهذا البلد المجروح الذي يتألم من مصائبه، وأن تكون قيامة السيد المسيح قيامة لهذا الوطن ورجاء بغد أفضل.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك