في السياق العام للمعركة الانتخابية لا يزال حزب الله حذرا في الحديث عن فوزه وحلفائه بالاكثرية. حتى اللحظة يحسب الحزب حساب المفاجآت التي قد تسلبه الأكثرية النيابية في اللحظة الاخيرة كما حصل عام ٢٠٠٩، لكن المؤشرات الواقعية لا تزال توحي وفق الظروف الحالية بأن الكثرية ستحافظ على اكثريتها.
تجنب الحزب الحديث عن مشروع انتخابي تفصيلي جديد، وابقى على مشروعه السابق التي يختزل تفاصيل كثيرة في عدة عناوين وتكفّل الامين العام لـ"حزب الله السيد حسن نصرالله بالخوض في المواضيع السياسية التي تؤشر بشكل او بآخر للمسار الذي يسعى الحزب لاتخاذه بعد الانتخابات في حال فوزه بالاكثرية.
حديث نصرالله المتكرر عن الثروة النفطية واعادة التلويح بإستخدام القوة لمنع اسرائيل من استخراج الغاز، في حال لم يقم لبنان بذلك، يعني ان الحزب يريد ان يجعل عنوان "الثورة الغازيّة" في البحر اولوية الاولويات في المرحلة المقبلة ما يفتح له افاقا سياسية واقليمية كبيرة.
لكن موضوع الغاز ورفع مستوى اولويته يعني ايضا ان الحزب يتجه بعد الانتخابات النيابية الى توجيه ضربة قاسية الى المفاوضات مع صندوق النقد بإعتبارها لا تقدّم اي تغيير حقيقي ولا تؤدي الى انقاذ الواقع اللبناني لكل تفاصيله، لذلك حصر نصرالله، بشكل او بآخر، عملية الانقاذ باستخراج الغاز.
إضافة الى ذلك يبدو ان هناك توافقا واضحا بين حزب الله وحلفائه، في حال فوزهم بالاكثرية النيابية بالعودة الى الحكومات الحزبية وهذا ما ألمح اليه نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في اكثر من مناسبة، ما يعني ان الاكثرية ترى ان مهام الحكومة المقبلة ستكون مرتبطة بقضايا سياسية اساسية.
وسيسعى الحزب الى عدم الوقوع مجددا في فخ انفراط عقد الاكثرية واختلاف مكوناتها، لذلك يعمل على الفوز بأكثرية مريحة تنهي امكانية تعطيل غالبيته النيابية في حال حرد نائب من هنا واخر من هناك، كما سيعمل الحزب على مصالحات واسعة وعميقة بين حلفائه لكي يستطيعوا القيام بخطوات جدية وتسويقها اعلاميا.
معركة الحزب الانتخابية وبالرغم من صعوباتها والعوائق التي لا تزال تحول دون ضمان فوزه بالاكثرية، هي اسهل من معركة تنظيم وادارة المرحلة التي تلي الانتخابات النيابية، من هنا بدأ الحزب وحلفاؤه نقاشات مبكرة ومساعي متعددة للوصول الى توافقات يبنى عليها في الاسابيع المقبلة.