Advertisement

لبنان

معركة بين ماكرون والمعارضة على السياسة الخارجية فماذا عن لبنان؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
22-06-2022 | 04:00
A-
A+
Doc-P-964455-637914867791125281.jpg
Doc-P-964455-637914867791125281.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
خاض الفرنسيون معركتين انتخابيتين خلال شهرين، بعد 5 سنوات من انقلاب سياسي، وفق توصيف بعض الفرنسيين، دمّر البنية السياسية الفرنسية التقليدية، و اظهر تحولات  جذرية في الرأي العام و خياراته، فلم تستطع الاحزاب التقليدية مواجهته او استعادة حضورها. 
Advertisement
شكل ذلك تحولا فكريا وثقافيا انعكس سياسيا . وهذا التحول بدأ منذ 15 عاما عندنا انتهى عهد الرئيس جاك شيراك ووصولا للرئيس  نيكولا ساركوزي المهاجر اليهودي من الجيل الأول إلى رئاسة اكبر جمهورية كاثوليكية في العالم والابنة البكر للكنيسة كما يسمونها. 
بعد ذلك، لم يعد اليمين يمينا ولا اليسار يسارا، ولم يستطع ساركوزي تقديم اي شيء مفيد للمواطن الفرنسي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ولا لفرنسا على الصعيد الدولي حيث تراجع دورها إلى أن تحولت إلى رديف لمشروع الولايات المتحدة وتابعة له. 
لا شك أن نتائج الانتخابات التشريعية يوم الأحد الماضي تشكل تمظهرا من تمظهرات هذا التحول.و بعيدا عن النظرة الهامشية لنتائج الانتخابات والتغييرات المحتملة التي يمكن أن تحصل على البعيدين الداخلي والخارجي يمكن تلخيص المشهد في فرنسا، بحسب الاستاذ في العلاقات الدولية في جامعة باريس عيسى الايوبي لـ"لبنان24"  بما يلي:  
سقوط وتراجع السياسة الشبابية والرمادية والتسوية الممثلة بالماكرونية، وهي سياسة راهنت على العلاقة غير الشرعية مع الولايات المتحدة واعتماد نموذجها وتطبيقها على فرنسا. هذا النهج سقط بتراجع نفوذه الشعبي الذي شكل ظاهرة منذ 5 سنوات. 
عودة وظهور يسار جديد لا يشبه اليسار التقليدي، وهو يسار أكثر مرونة و أكثر قابلية للنقاش وبعيد عن الحزبية الضيقة التي ميزت اليسار السابق. 

بروز يمين جديد يبدو للوهلة الأولى يمينا متطرفا مع تراجع لليمين الوسط، لكن يبدو واضحا ان هذا اليمين الجديد الذي تقوده مرشحة الرئاسة الفرنسية السابقة  مارين لوبان لا يشبه يمين والدها جان متري لوبان مؤسس أكبر حزب يميني قومي في فرنسا والذي لم يحصل يوما على نائب في البرلمان و لم يتجاوز حضوره الشعبي الـ10ـ% . 

تبدو الجمعية الوطنية الفرنسية الجديدة ( الغرفة الثانية في البرلمان الفرنسي) مشلعة وغير قادرة على تبني خط سياسي  فلا تبدو معارضة واضحة و لا موالاة واضحة وموحدة، الا ان ذلك سيشكل مطبخ افكار تستعيد من خلاله فرنسا حركتها الداخلية، فضلا عن ان هناك اتفاقا واضحا حول الملفات الخارجية في هذا الظرف الدولي الذي يعيش مخاضا عسيرا، يقول الايوبي. 
فعلى الصعيد الدولي تبدو المعارضة، يمينا ويسار ، بحسب الدكتور الايوبي،متفقة على ضرورة احداث تغيير في السياسة الخارجية التي يتبعها ماكرون وتصحيح مسارها الحالي المقرب او المهادن للسياسة الأميركية في العديد من الملفات المطروحة والمتفجرة خاصة في الملفات التالية: 

العلاقة مع روسيا مع كل متفرعاتها في أوروبا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية. فاليمين واليسار، اي لوبان وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشان، يؤكدان العلاقات المميزة مع روسيا. 

الملف الأوروبي فالمعارضة اليمينية واليسارية تؤيد إعادة النظر في البنية الأوروبية و تحرير القرار الفرنسي نسبيا من  بروكسل. 

في الملف اللبناني بالتحديد لا يبدو وجود خلاف عميق بين المعارضة والرئيس ماكرون، الا ان المعارضة يهمها تحرير التحرك الفرنسي من العلاقات الشخصية وإعادة النظر بالطرق والأدوات المعتمدة حاليا في تكتيكات فريق ماكرون، والتي تعتبر بالنسبة للمعارضة اليسارية واليمينية غير  ضامنة للمصالح الفرنسية، وسط اعتقاد البعض ان ماكرون يأخد كثيرا بالاعتبارات الشخصية في تعاطيه مع الملف اللبناني، وان كانت القيادات المارونية السياسية تعتبر الخاسر الاكبر نظرا لارتباطات بعضها بما هو ابعد من باريس، علما ان كلا من رئيس التيار الوطني الحر  جبران باسيل ورئيس حزب القوات سمير جعجع تراجع الود الفرنسي تجاههما.

 وسط ما تقدم  تتمحور المخاوف الفرنسية حول الإصلاحات الداخلية، الاقتصادية والاجتماعية الضرورية. وفي هذا الشأن يبدو البرلمان الفرنسي مشتتا ومعطلا ظاهريا، في وقت تعيش فيه فرنسا أزمة حقيقية عليها مواجهتها تجنبا لانتفاضة شعبية و حفاظا على موقعها يقول الايوبي، الا ان الفرنسين قادرون على تحويل هذا التشتت إلى غنى في الحوار والتوصل إلى جوامع مشتركة للخروج بقرارات مقبولة وبأقل خسائر ممكنة. ومن المرجح ذهاب ماكرون إلى توافقات لإنقاذ أجندته للإصلاح الاقتصادي. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك