احتفلت حبرية عمل الله "opus Dei" في لبنان بعيد مؤسسها وشفيعها القديس خوسيه ماريا اسكريفا.
وفي المناسبة ترأس المطران سليم صفير راعي أبرشية قبرص المارونية، بالذبيحة الإلهية في كاتدرائيّة مار جرجس المارونيّة في وسط بيروت يحيط به المونسنيور خيسوس غونزالس والآباء فادي سركيس وجاد شلوق وحبيب بويز، وشارك فيها المنتسبون الى الحبرية في لبنان وعائلاتهم. وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران صفير عظة تحدّث فيها عن صاحب العيد وحياته وإيمانه وصولًا إلى قداسته.
وقال: إِنَّ الطُمُوحَ الأَساسِيّ لِلمَسِيحِيّ الحَق هُوَ القَدَاسَة. فَالقَدَاسَةُ هِي هَدَفُ الإِيمَان المسِيحِي وَغَايَةُ الحَيَاةِ الرُّوحِيَّةِ. وَبِذَلِكَ لا تَهدِفُ المسِيحِيَّة، في عُمقِهَا، إِلى تَحقِيقِ مُؤَسَّسَاتٍ خَيرِيَّة وَاجتِمَاعِيَّة وَفِكرِيَّة وَتَربَوِيَّة، إِلا بِمِنظارِ هَذا الطُمُوحِ الأَسَاسِيّ، وَهُوَ إِطلالَـةُ الملَكُوتِ في كُلِّ مَكَانٍ وَكُلِّ زَمَان. وَمِن أَروَعِ مَا قَالَهُ القِدِّيس البابا يُوحَنَّا بُولُس الثَّاني: "إِنَّ أَكبَرَ خِدمَةٍ يُقَدِّمُها المسِيحِيّ لِلعَالَم وَلِلكَنِيسَةِ هِيَ أَن يَكُونَ قِدِّيساً".
وَالحَيَاةُ العَائِلِيَّة، بِحَسَبِ مَفهُومِ الإِيمَانِ المسِيحِيّ، هِيَ أَوَّلاً وَآخِراً خِبرَةُ تَحقِيقِ قَداسَةِ الله في الوَاقِعِ المعَاش. فَالقَدَاسَةُ هِي مِن صِفَاتِ اللهِ القُدُّوس. وَالإِنسَانُ يُدعَى إِلَيهَا لِكَونِهِ في أَسَاسِ وُجُودِهِ مَخلُوقٌ عَلَى صُورَةِ اللهِ القُدُّوس. وَيُمَيِّزُ "شُرَّاحُ الكِتَابِ المقَدَّس" في تَأَمُّلِهِم بِنَصِّ خَلقِ الإِنسَانِ بَينَ "الصُّورَةِ" وَ"المِثَال". فَاللهُ القُدُّوس يَخلُقُ الإِنسَانَ عَلَى صُورَتِهِ أَي شَبِيهاً بِهِ في الحُرِيَّةِ وَالسِّيَادَةِ عَلَى الكَونِ، وَيَدعُوهُ إِلى تَحقِيقِ التَمَثُّلِ بِهِ، أَي أَن يَكُونَ عَلَى مِثَالِهِ في خِبرَةِ القَدَاسَة.
وَبِذَلِكَ تُصبِحُ القَدَاسَةُ حَرَكَةَ تَحقِيقٍ وَتَوَاصُلٍ مُستَمِرَّة، فَهِيَ أَكثَرَ مِن أَن تَكُونَ نِهايَةُ مَسِيرَةٍ، أَو صِفَةٍ دَائِمَةٍ لإِنسَانٍ أَو لَقَبُ شَرَفٍ لِبَار. إِنَّهَا حَرَكَةٌ مُستَمِرَّة،
وأضاف: وَالقَدَاسَةُ هِيَ هَدَفُ الحَيَاةِ العَائِلِيَّة، وَلَكِنَّ هَذا الهَدَفُ يَتَحَقَّقُ دُونَ أَن يَنتَهِي، لأَنَّ اللهَ لا يَنتَهي، وَالغَايَةُ مِنَ القَداسَة هُنا لَيسَت مُجَرَّدَ فِكرَةٍ أَو مَبدَإٍ أَو عَقِيدَةٍ أَو مَشرُوعٍ، إِنَّمَا هِيَ لِقَاءٌ بِاللهِ القُدُّوسِ الـمُحِبّ، وَتَوَاصُلُ اللِّقَاءِ مَعَهُ. تَقُولُ القِدِّيسَة تِيريزيا الأَفِيلِيَّة: "كُلُّ شَيءٍ يَزُول.. أَللهُ يَبقَى.. وَاللهُ وَحدَهُ يَكفِي..."