Advertisement

لبنان

برسم "القوات"...الوقوف في صفوف المتفرّجين لا ينقذ وطنًا ينهار

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
28-06-2022 | 02:00
A-
A+
Doc-P-966377-637920042712714813.jpg
Doc-P-966377-637920042712714813.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على رغم أن الرئيس المكّلف نجيب ميقاتي بدا في اليوم الأول من الإستشارات النيابية غير الملزمة مستمعًا فإن من إستمع إلى مداخلاته المقتضبة، والتي شدّد فيها على ضرورة تكاتف الجميع في عملية الإنقاذ قبل الإرتطام الكبير، أدرك أن الرجل جادّ وصادق في مسعاه لتشكيل حكومة بسرعة قياسية، وذلك نظرًا إلى الحاجة الملحة لحكومة كاملة الأوصاف تواكب إستكمال مراحل المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، التي تُعتبر مفتاح الحلول الإقتصادية عبر الإصلاحات التي من المفترض المباشرة بها بالتوازي بين ما يمكن أن تقدم عليه السلطتان التشريعية والتنفيذية من خطوات من شأنها تشجيع الدول المانحة على مدّ يد المساعدة للبنان. 
Advertisement
وفُهم من خلال الكلام القليل للرئيس ميقاتي أن هدفه تسريع الخطوات من أجل الوصول إلى صيغة حكومية متفاهم عليها سريعًا مع رئيس الجمهورية إختصارًا للوقت، الذي لا يملك أحد ترفه. فبدلًا من هدر الوقت على مشاورات لتأليف حكومة قد لا تبصر النور في نهاية المطاف، وذلك نظرًا إلى أن بعض القوى السياسية تريد فرض شروطها التعجيزية، فمن الأفضل تكريس هذا الوقت لقضايا مجدية أكثر، وأهمها تفعيل التفاوض مع الصندوق الدولي. 
فمن دون المساعدة الممكنة التي سيقدّمها صندوق النقد الدولي لن يستطيع لبنان إحراز أي تقدّم على مستويي النهوض من كبوته أولًا، والسير بإصلاحات تحفيزية للدول المانحة ثانيًا. فإذا لم يقدم لبنان على خطوات إصلاحية جدّية، وتحت نظر ومراقبة المجتمع الدولي، فإن أي دولة من الدول الشقيقة أو الصديقة على غير إستعداد لمدّ يد المساعدة له. وهذا ما شدّدت عليه فرنسا أكثر من مرّة على لسان الوزير جان أيف لودريان، الذي كان صريحًا مع اللبنانيين إلى أقصى حدود الصراحة حين قال لهم إن لم تساعدوا أنفسكم أولًا فلا أحد سيساعدكم. 
ومن بين الكلام القليل الذي قاله الرئيس ميقاتي أمام الجميع هو أنه على رغم الصعوبات والتحدّيات الكثيرة التي يواجهها لبنان فإن إمكانات الخروج من عنق زجاجة الأزمات المتراكمة لا تزال متاحة، خصوصًا إذا إنصرف اللبنانيون إلى معالجات تدريجية ومتأنية ومدروسة، بعيدًا عن سياسة "المختار والناطور" أو اللجوء إلى أساليب غير مجدية كالتي كانت سائدة على مدى سنوات. 
يجب التمييز بين ما هو مهمّم وبين ما هو أهمّ، وبالتالي لا يمكن التلهّي بالقشور والفرضيات في الوقت الذي تتهاوى فيه مؤسسات الدولة الواحدة تلو الأخرى. وقد يكون إضراب موظفي القطاع العام مثلًا من أمثلة كثيرة تؤشّر إلى تحلحل أواصر الدولة إن لم تكن المعالجة سريعًا ومن دون إضاعة الوقت على أمور قد تؤجّل إلى ما بعد مرحلة التعافي. 
ما سمعه النواب ليس جديدًا، ولكن الجديد هو ما يجب القيام به جماعيًا من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. فطريق لبنان ليست معبدّة بالزهور والرياحين، بل بالمشقات والمطبات وحتى الألغام التي تزرع في طريق التعافي، التي لا تزال ممكنة.  
وعلى رغم هذه اللوحة السوداوية فإن الرئيس ميقاتي سيمد يده لجميع الكتل النيابية والنواب "التغييريين" والمستقلين من دون استثناء.  
وما قول النائب جورج عدوان، بإسم كتلة "الجمهورية القوية"، من أن "الله يساعد الرئيس ميقاتي" يختصر مشهدية تحتاج إلى أن يشمرّ الجميع عن سواعدهم، ومن بينهم "القوات اللبنانية"، التي أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة وأن محاسبتها لها ستكون شرسة.  
فعندما يكون البيت في خطر ومهدّدًا بحريق قد يأكل "الأخضر واليابس" لا يكتفي أهلها بتقاذف المسؤولية والتهم، بل يهبّوا هبّة واحدة لإطفاء الحريق قبل أي شيء آخر، وبالتالي لا نكتفي بالقول "الله يساعد ربّ البيت"، ونكتّف الأيدي ونتفرّج على الحريق. 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك