مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"
ترقب للاسبوع الطالع مع موعد ثالث جديد في قصر بعبدا بين الرئيسين عون وميقاتي للبحث في التشكيلة الحكومية والتي عرضت في اللقاء الثاني في اجواء هادئة تم خلالها توسيع دائرة النقاش، وفي هذا الاطار اكد الرئيس ميقاتي من الديمان بعد لقائه البطريرك الماروني أن ما من حقيبة يمكن ان تكون حكرا على طائفة محددة ولكن في هذا الظرف بالذات لن نفسح المجال لخلاف يتعلق بوزارة المالية.
وتمنى ميقاتي ان يصار الى انتخاب رئيس للجمهورية ونكون خلال شهرين او ثلاثة اشهر امام رئيس جديد وحكومة جديدة لكي يبدأ التعافي المطلوب في البلد.
وفي بيروت اليوم اجتماع عربي على مستوى وزراء الخارجية العرب لكون لبنان رئيسا للدورة الحالية وذلك تحضيرا للقمة العربية المزمع عقدها في تشرين الثاني المقبل في الجزائر. وجاء الاجتماع في اطار اندفاعة عربية قوية تجاه لبنان مع تأكيد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ان حضورنا في هذا التوقيت إلى لبنان رسالة دعم من الدول العربية لاستقرار لبنان ولدعم مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي.
وفيما شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على أهمية تعلق لبنان بعلاقاته الأخوية مع الأشقاء العرب ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي وعلى أن اللبنانيين يستبشرون خيرا دائما من عودة العرب الى لبنان، كان موقف لرئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي قال ان لبنان لن ينسى الطائف ولا الدوحة ولا الكويت في يوم من الأيام، لكن الآن لبنان يتوق الى أشقائه العرب ويتمنى مجيئهم والدخول الى صلب ما يشكو منه.
اما الرئيس ميقاتي فجدد تأكيد التزام لبنان بتنفيذ كافة قرارات مجلس الأمن الدولي وقرارات الجامعة العربية بما يرسخ سياسة النأي بالنفس تجاه أي خلاف عربي ومنع الاساءة الى الدول العربية او تهديد أمنها.
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"
يكاد جواب رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي من الديمان اليوم على سؤال صحافي عن المداورة المجتزأة التي اعتمدها في مسودته الحكومية الأولى التي رفعها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن يختصر كل المشهد الحكومي اليوم ويوضح مقاربة التذاكي التي يعتمدها البعض منهجية للعمل في شأن دستوري وميثاقي مصيري ومهم وحساس كتشيكل السلطة التنفيذية في البلاد، في ظل المآسي التي يعانيها الشعب، بفعل ثلاثين عاما من الجرائم التي ارتكبتها منظومة سياسية ترقى إلى مستوى العصابة.
فردا على سؤال عن سبب استبدال طائفة وزير الطاقة والإبقاء على مذهب وزير المال، أجاب ميقاتي بكل ثقة: "بس غيرت الوزير" وكأن اللبنانيين أقل ذكاء من أن يدركوت أن استبدال يوسف خليل بياسين جابر ليس تغييرا، بل استجابة لطلب، ولا يعني أبدا ألا وزارة مخصصة لطرف معين، كما حاول رئيس حكومة تصريف الأعمال الإيحاء.
وفي انتظار زيارته الثالثة الموعودة لبعبدا مع بداية الأسبوع المقبل، يبدو أن ميقاتي متمسك حتى اللحظة بتشكيلة حكومية فاقدة للمعايير والتوازنات الأساسية. فالمسودة التي سبق وقدمها اعتمدت مداورة مشوهة قد يكون الهدف من ورائها وفق أوساط نيابية معنية، إزاحة وزير الطاقة الحالي الذي لم يجاري المشاريع الكهربائية الجاهزة، ولا ولا الطروحات الغازية غب الطلب، والاقتصاص من وزير الإقتصاد والتجارة الذي جاهر بطموحه السياسي.
وفي انتظار تطورات الأسبوع المقبل، وفي وقت يظن ميقاتي، ومعه ربما الرئيس نبيه بري، وفق الأوساط النيابية المتابعة إياها، أنهما أحرجا الرئيس عون، بنية التمهيد لإعادة عقارب الساعة الميثاقية إلى الوراء مع نهاية الولاية الرئاسية، الحقيقة أن رئيس الحكومة المكلف وداعميه هم المحرجون أمام الناس، لأنهم عمليا يمنعون تشكيل حكومة جديدة، من خلال طرح معادلات جديدة يعرفون مسبقا أنها لن تمر، لكنهم يصرون على طرحها بهدف المناورة والتفاوض.
أما الحقيقة، فهي أن أمام ميقاتي حلا من ثلاثة: إما إبقاء الحكومة على حالها، ما يحمله ومن وراءه المسؤولية الكاملة عن تمديد معاناة الناس، أو إدخال تعديلات في المسودة التي طرحها لتصحيح المسار واعتماد منهجية واحدة ومعايير موحدة في المداورة، وإما إعتماد المسودة لكن مع توسيع الحكومة لتأمين التمثيل السياسي المناسب بعد الانتخابات الأخيرة، عبر محاولة ضم كل الأفرقاء الراغبين بالمشاركة.