Advertisement

لبنان

"التيار الوطني الحر" ومرحلة "انعدام الوزن" داخليا وخارجيا

جميل رعد Jamil Raad

|
Lebanon 24
06-08-2022 | 07:30
A-
A+
Doc-P-978198-637953807755801799.jpg
Doc-P-978198-637953807755801799.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب الكاتب السياسي جميل رعد:

بقراءة متواضعة اضحى "التيار الوطني الحر" فاقدا للاهمية السياسية حتى عند حلفائه وذلك نتيجة تراكم الاداء السلبي الذي امتاز به في كل الفترات السياسية منذ ما قبل تسلم الرئيس ميشال عون رئاسة الجمهورية وحتى ما بعد تولي النائب جبران باسيل رئاسة "التيار".حتى البيت الداخلي "العوني" تعرض لصدمات وانشقاقات اهم رموزها ومنهم اللواء عصام ابو جمرة الذي لم يكن الاول والعميد شامل روكز ، وهذا مؤشر على مستوى الخلل البنيوي الذي يصيبه بشكل دائم.ولولا تدخل حلفاء التيار ومساعدتهم له في الانتخابات النيابية الاخيرة لخسر أكثر من ثلث كتلته النيابية الحالية .

حتى "التيار" ورئيسه كانا عاملين سلبيين لحلفائهم السياسيين الذي من المفترض مساعدتهم بالدوائر، رغم عدم وجود أهداف مباشرة ل" التيار" بايصال نواب بهذه الدوائر منها طرابلس , رغم حلفهم السياسي مع 8 أذار الا ان اصواتهم صبت بزواريب لا تثمن و لا تغني , وبذلك سقط الوزير فيصل كرامي.

ولعل هذا اهم مؤشر على الذهنية الاستئثارية المتعجرفة التي لا ترى الا مصالحها الخاصة، كما ان "التيار" حوّل نفسه من تيار عابر للطوائف الى تيار طائفي متعصب مال الى زواريب طائفية تبتز من اجل المصالح الضيقة،حتى ان" التيار"مستعد لمعاداة كل شركائه بالوطن على حساب موقع من هنا او مصلحة من هناك.

في المؤشر السياسي العام تعطل تشكيل الحكومات لأشهر عديدة من ايام ترؤس الرئيس الحريري والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس تمام سلام وحتى الرئيس حسان دياب .وكان للتعطيل عنوان واحد هو"التيار الوطني الحر" وجبران باسيل. فلا النظر الى المصلحة الوطنية، ولا مصالح الناس ولا انتظام البلد، هو الأساس لديهم، وجلّ هدفهم حصتهم الوزارية والتعيينات والمصالح الضيقة ولو دفع لبنان اثمانا باهظة من أجل مصلحتهم.

ومن ابداعاتهم إبقاء موقع رئاسة الجمهورية فارغا لمدة سنتين ونصف السنة، رغم انتمائهم الطائفي للموقع، حتى يصل زعيمهم الى سدة الرئاسة وايضا الضرب بعرض الحائط مصلحة لبنان واهمية موقع رئاسة الجمهورية الذي ينتمون اليه طائفيا.

ومن اهدافهم مخاصمة ومعاداة شركائهم بالوطن،فلا يوجد قوة سياسية واحدة في لبنان الا وافتعلوا معها الازمات.

شعارهم الاصلاح والتغيير ، ومهما حاولنا جاهدين ان نتلمس اصلاحا او تغييرا إيجابيا خلال مسيرتهم السياسية فلم نر من هذه الشعارات الا العنوان.

استفزازيون بأدائهم، فامام الانقسامات العمودية والأفقية في البلد تراهم يتهافتون ويسعون للتوترات،من حادثة زيارة رئيسهم الى قبرشمون وطرابلس و عكار،،

وحتى بالعمق الرافض لأدائهم ، اي طرابلس ، يعيينون محافظا محازباً لهم مستفزا لشريحة واسعة من أبنائها.

امام التدهور الكبير والازمات العميقة وانعدام الوزن والواقع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي المنهار شهدنا اخر ابداعاتهم نتيجة فشلهم المتكرر , وهو الهجوم المركز على موقع رئاسة الحكومة والرئيس المكلف من قبل نواب الأمة.

فبالرغم من المعاناة التي تعرض لها دولة الرئيس ميقاتي من ادائهم، صبر عليهم لمصلحة البلد ولاستكمال المهمة الموكلة الى دولته والمرتبطة بوقف الانهيار والتفاهم مع المجتمع الدولي وصندوق النقد ووقف النزيف الحاصل في البلد وانتظام مؤسسات الدولة الذي اضحى على شفير الإصطدام الكبير.

لم يتردد هذا "التيار" بشخص رئيسه في إطلاق الاتهامات والافتراءات على دولة الرئيس ميقاتي، رغم صدور حكم القضاء بها وحفظ ملفاتها لعدم صدقية مطلقيها. فلو كان "التيار" جادا باتهاماته لذهب الى القضاء ،وليكن القضاء هو الحكم والفصل , ولكن ما وصل اليه "التيار" من حالة افلاس وانعدام وزن اصبح كالتائه في غياهب المسارات السياسية المقبلة على البلد والذي إتسم عهده ببصمات لم ترحمه في الماضي ولن ترحمه لا في الحاضر ولا المستقبل.

وصل العهد القوي، كما يدعي ذلك "التيار" الى أسوأ ما قد يصل اليه لبنان، لا بل أكثر من ذلك، يفتعل مواجهة مع شريك اساسي في هذا البلد ومن يمثل السنيّة السياسية و المؤتمن على رئاسة الحكومة.

فأي رئيس حكومة مقبل ونتيجة ممارسة ذلك "التيار" سيرتكز بذهنه وذهن بيئته خصومة "تيار" انتهج العدائية للسنيّة السياسية كما أنه وضع الطائفة السنية جمعاء خصما له وستعتبره لا يحفظ عهدا ولا ودا.

نسي "التيار الوطني الحر" او تناسى ان دولة الرئيس ميقاتي جاء على رأس الحكومة الماضية وتم تكليفه بالحكومة الحالية نتيجة ظروف استثنائية اقليمية ودولية وحتى لبنانية. وإن الاهمية والثقة والحيوية والبراغماتية التي يمتاز بها على كل المستويات هي من اوصلته الى ادارة هذه المرحلة الصعبة على رأس السلطة التنفيذية، فالرئيس ميشال عون شهد لدولته على ذلك وحتى وزراء حكومة تصريف الأعمال من بينهم وزراء "التيار الوطني الحر" .

حكم اداء حكومة دولته الواقعية وكان مستوى التعاون بينه وبين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب وجميع الوزراء على أعلى درجات المسؤولية لتنفيذ المهمة الموكلة لهم. وعندما تدخل رئيس التيار الوطني الحر بعمل وزير الطاقة وسحب الملف الاصلاحي من هذه الوزارة، المتفق عليه بالحكومة، عطل اهم إنجاز كانت الحكومة ذاهبة اليه و هو الكهرباء.

اما على المستوى الخارجي فحدث و لا حرج ، فلا الدول الشقيقة ولا حتى الصديقة تجد أن هناك ثقة بهذا "التيار" او دور او اهمية لاستخدامها لمصلحة لبنان وأهله.

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك