Advertisement

لبنان

هل سقطت نظرية الرئيس القوي؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
16-08-2022 | 04:00
A-
A+
Doc-P-981204-637962356059918507.jpg
Doc-P-981204-637962356059918507.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أخطأ "التيار الوطني الحر" في تظهير موقفه السياسي المرتبط بوصول رئيس للجمهورية يتمتع بقدرة تمثيلية داخل الساحة المسيحية، اذ روج لفكرة الرئيس القوي والعهد القوي وهذا ما حمّله، عن قصد او عن غير قصد، مسؤوليات قد لا يتحملها رئيس الجمهورية في لبنان في ظل حجم صلاحياته وقدرته الدستورية، فرفع "التيار" سقف الوعود حتى استغل خصومه حملته الدعائية لصالحهم. 
Advertisement

بات مصطلح الرئيس القوي هو السلاح الاقوى في يد خصوم "التيار" والعهد على اعتبار ان الفشل الذي حصل يتحمل مسؤوليته العهد والرئيس، كيف لا وهو "القوي" والقادر على احداث تغييرات جذرية كما ادعى، وعليه فإن الفشل يتحمل مسؤوليته وحده، خصوصا انه اصر على عدم اشراك قوى سياسية اساسية في التسوية فإلتحق بعضها مكرها وبقي البعض الاخر خارجها.

عمليا تعرضت نظرية الرئيس الممثل لضربات اعلامية كبرى، علما ان "التيار" هدف من خلال هذه النظرية،  ومن وجهة نظره، الى احداث نوع من التوازن السياسي مع قوى الطائف السياسية واعادة المسيحيين سياسيا الى صلب الحكم والدولة والسلطة والادارة، وهذا ما اعتقد "التيار" انه يخدمه شعبيا بشكل اساسي ويعزز له واقعه، لانها قاعدة ثابتة تلعب لمصلحته باعتباره الحزب الاقوى مسيحيا وبالتالي المستحق من بين خصومه لايصال الرئيس في المراحل المقبلة.

لكن "التيار" لم يستطع الكسب الشعبي جراء شعاره الذي ترافق مع معارك سياسية جدية، لا بل تراجعت قدراته التمثيلية حيث لم يعد الاقوى مسيحيا، بل قوة سياسية مسيحية من بين عدة قوى لديها تمثيل جدي، وهذا ما اخرج "التيار" عمليا من المنافسة لانه، واضافة الى خسارته ريادة التمثيل المسيحي،لم يستطع تحسين علاقته بالقوى السياسية الاخرى.

لم يعد شعار الرئيس الاقوى يتمتع برافعة سياسية قوية ،خصوصا ان خوض "التيار" معركة لتطبيق هذا الشعار قد يؤدي الى وصول خصم التيار الاساسي ،رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع على اعتبار ان الانتخابات جعلته الممثل الاول للمسيحيين، وهذا ما ستستفيد منه قوى سياسية عدة ترفض التقيد بفكرة الرئيس الممثِل. 
يرغب خصوم الرئيس ميشال عون بطي صفحة عهده بشكل نهائي، اذ ليس من بينهم اي متحمس لانتخاب رئيس جمهورية قادر على منع تشكيل حكومة والدخول في كباش لتكريس فكرة التشكيل قبل التكليف وغيرها من القضايا التي تمس روحية اتفاق الطائف الذي يرعاه هؤلاء المسؤولون وتكرس اعرافا حاول عون فرضها في عهده. 

الضربة القاضية التي قد تكون وجهت لنظرية الرئيس القوي جاءت من لقاء رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بوفد "حزب الله"، اذ يبدو ان هناك إلتزاما مشتركا بين الطرفين بعدم دعم اي رئيس جمهورية "مستفز"، وبما ان الاستفزاز ممكن من الطرفين فهذا يعني ان فرص كل الاقوياء مسيحيا قد تراجعت بشكل كبير من رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي يستفز "حزب  الله" وصولا الى رئيس "التيار" جبران باسيل الذي يستفز جنبلاط ومن معه من قوى سياسية.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك