Advertisement

لبنان

الاغراء البحثي والعلمي فوق منابر إضاعة الوقت!

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
15-09-2022 | 08:30
A-
A+
Doc-P-990769-637988368810679762.jpg
Doc-P-990769-637988368810679762.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

كتب الدكتور كلود عطية:

حين تقرأ عن الظاهرات العجائبية المثيرة للجدل تطرح تساؤلات وتضع فرضيات وتقوم بالبحث والدراسة وتقصي الحقائق وتخرج بنتائج وأجوبة مقنعة ومن ثم تطرح بعض الحلول والتوصيات ..

الا أن هناك ظاهرات تتعلق بالجنس البشري لا تنفع دراستها ولا فهمها حيث تراها تدور في فلك الأزمة المتعلقة بالطبيعة الانسانية.. والفكرة هنا أن كل انسان ولد وتواجد في هذه الأرض دخل تلقائيا الى تلك الدائرة التي أسميها "الفخ" أو "الورطة" حيث لم يعد بامكانه على الاطلاق أن يخرج منها حتى الموت.. طبيعة هذه الدائرة تتكون من العقل الذي لا يكتمل والجسد الذي لا يشبع والروح التي لا تهدأ فهي تدفع الى استمراريتها الوجودية من خلال التجارب التي يخوضها الانسان بعقله وجسده ..

الا أننا نستثني في هذا الاطار بعض الحالات البشرية الاستثنائية التي قدمت جسدها قربانا على مذبح البحث العلمي فتحولت الى اشكالية بحد ذاتها واستحقت أن تطرح التساؤلات التي تنتظر أجوبة موضوعية بعيدا عن التدخل الشخصي الذي يعيشه الباحث معها في هواجسه وأحلامه وتخيلاته التي تحقق له نشوة الأسد على فريسته.

 

من سوسيولوجيا الجسد الى سوسيولوجيا الصورة وصناعة الشهرة أصبح بالامكان تقديم مقاربة علمية واضحة المعالم حول الأزمة التي بات يعاني منها كل انسان استهدف النقص فيه والضعف بطريقة القنص على شخصيته الذاتية والاجتماعية والعلائقية بعد أن استسلم لخديعة المقايضة بين تعويض النقص واستعادة المكانة المفقودة، وبين بيعه لكرامته الانسانية في سوق التجارة البشرية حيث تتبخر القيم وتدفن الشخصية الطبيعية تحت تراب تدوسها أقدام من يرسم استراتيجيات البيع والشراء..

 

فهل شهرة بعض المثقفين صناعة محلية أم أنها فيض من إفرازات السياسات المطبقة، ووسيلة لترويجها؟ ألا تحتاج كلّ جماعة إلى مشهوريها لتستعين بهم في أوقات الشدّة التي قد تداهمها؟

 

هذه التساؤلات التي يطلقها المفكر الفرنسي جيرار ليكلرك في كتابه “سوسيولوجيا المثقفين” عن انتماء المثقفين إلى بنيات اجتماعية بعينها، أو توزّعهم الاجتماعيّ، يلفت إلى وفرة خطاب المثقفين عن أنفسهم بالذات، وأنهم يعتبرون، خلافا لجماعات أكثر حرصا على السرية، من أصحاب البلاغة الذين يطلقون خطاباتهم في كل نوع. وأنهم بعد كل شيء من أناس الفضاء العام. ويصفهم بأنهم محترفو الكلام والكتابة، والاستبطان والتحليل والعمل العقلي، يعرفون أساليب النشر والمطبوعات والإعلان ووسائل الإعلان. ويرى أنه من الطبيعي أن يعتبر المثقفون حديثهم عن بعضهم بعضا في مكانه الصحيح، ذلك أنهم يتناولون عددا من الأمور، بما في ذلك الأسرار التي تتناول السلطات والنخب الثقافية أيضا.

 

أما الأجوبة العلمية الواقعية الموضوعية على ما طرحه "جيرار ليكلرك" من أسئلة فهي الصورة التي تفضح فيها هذه النوعية من المثقفين نفسها.. والاخطر هنا هو الخروج عن الصورة النمطية للشهرة الى مجالات فارغة من المعنى بحثا عن المزيد من الصور الملفتة للنظر والتي يمكن الاستفادة منها في عملية سطو جديدة لتثبيت حالة الوهم في رؤوس المثقفين الفاقدين للثقافة..

ما يبرر ذلك هو الحديث عن الانتاج المعرفي السطحي والمبتذل والتكرار المرضي لمشاهد الاغراء البحثي والعلمي فوق منابر إضاعة الوقت المحلية والعربية.

 

ويبقى أن نشير الى أن السبب ليس مجهول الهوية. ولم تخدعنا أحداث ومواقف وصور هذه الفئة الرجعية المريضة من المثقفين المشهورين جسديا ولفظيا ، كما أننا لا نكتب كي نصدر حكما مسبقا من دون وجود دليل.

حيث يُسأل أحد صناع الشهرة الصغار.. كيف وصلت تلك الى الشهرة في النهاية.. يكون الجواب الفاضح "بالطريقة نفسها التي وصلت بها الى الشهرة في البداية".

 

 

 

 

 

Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك