Advertisement

لبنان

مي الريحاني "حاورت طالبان ونجحت".. فهل مهمتها الرئاسية أصعب؟

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
19-09-2022 | 02:30
A-
A+
Doc-P-991933-637991737450799383.jpeg
Doc-P-991933-637991737450799383.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
عندما زارت افغانستان في العام 1993موفدة من قبل مؤسسة في الامم المتحدة تعنى بالإنماء العالمي،حاورت حركة طالبان واقنعتها بجدوى تعليم الفتيات. وكان تعليم الفتيات شرطا من شروط المؤسسة الدولية لحصول طالبان على دعم مالي من البنك الدولي، علما أن نسبة تعليم الفتيات حينذاك لم تكن تتجاوز 3.2 في المئة، فهل ستنجح المرشحة لرئاسة الجمهورية مي الريحاني في إقناع الكتل السياسية ببرنامجها الرئاسي الانقاذي للبنان القضية.     
Advertisement
الأديبة مي الريحاني ابنة شقيق المفكر والروائي والمؤرخ أمين الريحاني لا تفصل الثقافة عن السياسة. الدستور مرجعها الأول والأخير. لديها مجموعات شعرية. مقالات ودراسات باللغات: العربية، الفرنسية والإنكليزية. عملت في منظمات دولية في قطاعات التربية وتمكين المرأة والإعلام والفنون والبيئة والعدالة الاجتماعية والإنماء العالمي. ترأست كرسي جبران خليل جبران للقيم والسلام في جامعة ميريلاند. وشغلت منصب مديرة مكتب واشنطن لجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. 
وتحت شعار إنقاذ الكيان واسترداد الدولة، أعلنت السيدة مي ريحاني ترشحها لرئاسة الجمهورية، لتبدأ بعد ذلك جولاتها على القوى السياسية والروحية، فزارت رؤساء أحزاب الكتائب سامي الجميل، القوات سمير جعجع، الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، كما زارت البطريرك الماروني بشارة الراعي، وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز سامي أبي المنى، على أن تواصل جولاتها في الأيام المقبلة، على المسؤولين السياسيين والروحيين. صحيح أن المثالية تعتبر خيارها الأفضل لأنها تؤدي إلى أفضل النتائج، إلا أنها لا تهمل الواقع الذي يتطلب البراغماتية في التعاطي مع التوزانات  السياسية والدينية من دون التخلي عن المبادىء. وفيما تواصلت الريحاني مع أحد مسؤولي حزب الله الذي أبدى ترحيب الحزب باستقبالها، فإنها سوف تطلب موعدا من رئيس المجلس النيابي نبيه بري في الساعات المقبلة، علما أنها كشفت أنه وخلال دراستها في الجامعة الأميركية في بيروت طلب الإمام موسى الصدر لقاءها، وكانت مفاجأة بالنسبة للريحاني نظراً لصغر سنها وعندما سألت عن الأسباب يومذاك، أبلغت بأنّ الإمام الصدر قرّر إنشاء المجلس الثقافي الأعلى، وطلب أن يكون اسمها من بين 3 طلاب أختيروا ليكونوا أعضاء في المجلس. 
 

لقد أتى ترشيح الريحاني من المغتربين ومن أدباء ومفكرين ومن السياديين والمستقلين وبعض التغييرين، اقتناعا منهم بأن الأديبة اللبنانية تحظى بمروحة علاقات دولية وعربية وغربية تخولها، عطفا على كفاءتها وثقافتها والمراكز التي تبوأتها، ان تكون الفرصة للبنان لانتشاله من أزماته، خاصة وأنها سوف تسعى نظراً إلى اعادة ترتيب علاقات لبنان مع المجتمع الدولي ومع الدول العربية والخليجية فعلا لا قولا، والانفتاح على الدول الشرقية أيضاً، وكل ذلك بهدف إنقاذ الاقتصاد اللبناني. فأولويات الريحاني في حال انتخبت رئيسة للجمهورية هي تكليف رئيس للحكومة يحاكي المرحلة وتأليف حكومة متجانسة، ومعالجة الوضع المالي والاقتصادي بالدرجة الأولى وتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي الذي يشكل المفتاح لاستعادة الثقة الدولية وعودة الاستثمارات إلى لبنان على أن تنكب في المرحلة الثانية على معالجة ملفات أساسية شائكة ابرزها مسألة سلاح حزب الله الذي يتطلب لجنة حوار مصغرة تبحث في  قضية السلاح من الألف إلى الياء، انطلاقا مما ينص عليه الدستور ومصلحة لبنان وسيادته. اما ملف النازحين فلا تخفي الريحاني أنه ملف معقد لارتباطه بالمشهد الاقليمي والدولي، لكنها لن تألو جهدا مع المجتمع الدولي لمعالجته خاصة وأن لبنان تكبد منذ بدء ازمة النزوح خسائر لا تحصى ولم يعد قادرا على التحمل. 
الأكيد أن الريحاني التي تعود إلى الدستور في كل محطة او استحقاق، لكونه بوصلة عمل المؤسسات، لا تغفل أن اتفاق الطائف انتزع من صلاحيات رئيس الجمهورية، لكنها في الوقت نفسه تشدد على أن رئيس الجمهورية لا يزال يملك صلاحيات مهمة واساسية لا يجوز تجاهلها، وانطلاقا من الدستور سوف تعمل على انتظام عمل المؤسسات الدستورية وبناء علاقات جيدة مع الداخل والخارج لما فيه مصلحة اللبنانيين. 

حتى الساعة الأمور لا تزال غامضة. أسماء المرشحين لم تتم غربلتها بعد. الفراغ حاصل لا محالة. لكن عندما تسأل الأديبة الريحاني في لقاء مع صحافيين في منزلها في الفريكة عن احتمال مغادرته لبنان نهائيا في حال لم يتم انتخابها رئيسة للجمهورية تقول: سوف أبقى في لبنان وسأستمر في توظيف علاقاتي لدعم لبنان وجيشه. أما إذا طرح عليها منصب وزاري، فتشير إلى أنها تفضل وزارة الخارجية التي يمكن من خلالها أن تعطي لبنان نتائج إيجابية على مستوى العلاقات مع الدول العربية لما تتمتع به من خبرة في هذا المجال.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك