Advertisement

لبنان

البيان الثلاثي بتفاهم مع إيران أم ضدّها؟

Lebanon 24
23-09-2022 | 22:39
A-
A+
Doc-P-993653-637995949444696654.jpg
Doc-P-993653-637995949444696654.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب نقولا ناصيف في "الاخبار": أوحى بيان وزراء الخارجية الأميركي والفرنسي والسعودي بأنه يدفع في وجهة مُحيِّرة: مطمئنة لحلفاء هذا الفريق، ومقلقة للخصوم.
توقيت بيان الوزراء الثلاثة، ناهيك بمضمونه المهمّ، دلّ على مقاربة مختلفة لما بعد نهاية الولاية. دلّ على ما يقتضي أن يحصل لتجنب المرحلة الغامضة المقبلة، كأنه يعاكس تسليم اللبنانيين بالفراغ، باستعجال انتخاب الرئيس الموحِّد للبنانيين في الموعد الدستوري. أظهر البيان الثلاثي نفسه فوق الخلافات الداخلية بتجنبه ذكر حزب الله أو النزاعات الوطنية والانقسامات، قاصراً اهتمامه على عنوان رئيسي هو الاستحقاق الرئاسي، تحته مرّر التركيز على الإصلاحات واتفاق الطائف والتذكير بالقرارات الدولية.
Advertisement
مع ذلك، من المبكر التعويل على تداعيات البيان، إيجابية أو سلبية، في الداخل اللبناني قبل التحقق من ردود فعل المعني بها، وهو الطرف الذي لم يأت البيان على ذكره، العارف أنه اللاعب الرئيسي في مجمل ما يدور في السلطات اللبنانية وخارجها: أول ردود الفعل موقف حزب الله الذي لم يفصح بعد، مباشرة أو مداورة، عن رأيه في البيان الثلاثي. حسابات الحزب وحلفائه، من بينهم رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، بعيداً من المواقف المعلنة، أن المرحلة المقبلة، في المهلة الدستورية وبعدها، غير مؤاتية له كي يتمكن من إيصال الرئيس الذي يطمئن إليه. لذا مجرد الكلام عن رئيس يوحّد اللبنانيين لا يفهمه حزب الله سوى أنه رئيس بمواصفات مناقضة للتي يريدها هو في مرشحه. رئيس يوحِّد اللبنانيين، في مفهوم الدول الثلاث الموقّعة على البيان، ليس سوى الشخصية المناوئة لحزب الله. أقرب ما تكون الى تجرّؤ على حصته في الاستحقاق الرئاسي، والتأكيد على أن تجربة عون لن تتكرر بعد اليوم.
تملك باريس دون سواها من بين الشريكين الآخرين امتياز التحدث المتواصل مع إيران. ذلك يحتم الظن أن تكون قد أثارت مع طهران ـ إذا كان المطلوب فعلاً بحسب البيان إعادة تثبيت الاستقرار اللبناني ـ الوصول الى تفاهم معها على إنجاز الاستحقاق. إذ ذاك تكمن أهمية البيان والمسار الذي سيسلكه. من دون اقتران البيان الثلاثي بموافقة إيرانية مسبقة، يصبح لتداعياته مسار مختلف. الواضح أن المقصود منه الحؤول دون ولوج الشغور بانتخاب الرئيس في المهلة الدستورية. بيد أن الأمر يصبح مستعصياً إذا وجد حزب الله ـ بعد إيران ـ أنه في المقلب المعاكس منه. ذلك ما سيدفع الى الاعتقاد بأن الداخل اللبناني سيكون أمام أحد خيارين: شغور بارد بمواصفات حزب الله، أو شغور ساخن بمواصفات البيان الثلاثي الذي سيدفع الى المواجهة مع حزب الله على الاستحقاق المقبل.ثالث ردود فعل هو ما يمكن أن تدلي به إيران حيال بيان الدول الثلاث. في ما تضمّنه، بطريقة مشابهة لمخاطبة سوريا في لبنان عشية صدور القرار 1559 عام 2004 وتحذيرها من التدخل في انتخابات الرئاسة عامذاك، فإن المرام الحالي هو إخطار إيران أن لا دور لها في انتخابات الرئاسة اللبنانية. المغزى الحقيقي لهذا الموقف أنها أقرب ما تكون مطرودة من أي دور لها في المرحلة المقبلة في لبنان.
مع أن حزب الله، عشيّة انتخاب عون رئيساً عام 2016، كان يملك الغالبية النيابية، أخفق طوال سنتين ونصف سنة في إيصاله الى قصر بعبدا، الى أن انضمّ إليه الرئيس سعد الحريري. الآن، أمست مهمته أكثر صعوبة من دون أن يملك الأكثرية المطلقة حتى، ودونما استنجاده بحلفاء الرئيس نبيه برّي.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك