Advertisement

لبنان

جهنّم "مافيا الحطب"... وزير الزراعة يفضحها!

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
03-10-2022 | 02:30
A-
A+
Doc-P-996576-638003851022040616.jpg
Doc-P-996576-638003851022040616.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
بات عادياً على الشعب اللبناني، سماع عبارة "مافيا المولّدات". إلا أنه يبدو أن منافساً دخل على الخط ليشترك في إضافة عبء على كاهله، فكانت "مافيا الحطب" التي همّت بقطع الأشجار وافتعال الحرائق لبيعه في السوق الموازية بأسعار خيالية. وبهذا، أصبحت أبسط وسائل التدفئة المتعارف عليها، كالحطب، مادة تجاذب بين التجار مع اقتراب سعر صفيحة المازوت من عتبة المليون ليرة لبنانية. فبين صقيع الجوّ على أبواب فصل الشتاء ولهيب أسعار موارد التدفئة، ماذا سيختار اللبنانيون هذا العام؟
Advertisement

"حزورة" التدفئة
لا همّ بالنسبة لقاطني المناطق الجبلية في الوقت الحالي، سوى تأمين وسيلة التدفئة وسط التقنين المستمرّ في الكهرباء والإرتفاع المتزايد لأسعار المحروقات، وعلى رأسها المازوت التي باتت حلماً مستحيلاً بالنسبة للكثيرين.

فقد أشار أحد المواطنين الذي يسكن في منطقة جبلية إلى أن "المازوت بات صعب التأمين في هذه الأيام، نظراً لارتفاع سعره كما أنه بات من النادر إيجاده في الأسواق حتى ولو بسعر عالٍ".

وأوضح في حديث لـ"لبنان 24"، أن "راتبي لا يكفي لشراء المازوت لتأمين التدفئة لعائلتي، وإذا أمّنت سعره فسأضطر لحرمانها من أمور أساسية أخرى، إلا أنني لا أفكر أبداً بالحطب لأنني لا أملك القدرة على جمعه بنفسي وسعره مرتفع جداً ولا مكان لدي لتخزينه، لذا قد أتّجه إلى الغاز إذا توفّر".

وبالنسبة للتجار، فانقطاع المازوت وغلاء سعره في الآونة الأخيرة أدّى إلى توجّه الناس لشراء الحطب بالرغم من أن سعره بدوره ارتفع عن قبل.

وقال أحد تجار الحطب لـ"لبنان 24" أن العائلة المؤلفة من 4 أشخاص تحتاج في الشتاء إلى حوالي الأربعة أمتار من حطب السنديان ما يكلّفها 130$ للمتر الواحد، بينما إذا اختارت الصنوبر فسيكلّفها ذلك 110$"، مشيراً إلى أن الإتجاه حالياً هو نحو الحطب المخلوط والذي يباع المتر منه بحوالي الـ110$.

بدوره، أكّد تاجر آخر لـ"لبنان 24" أن بعض الموطنين يقبلون على شراء الحطب لأنهم متأكدون من أن سعره سيرتفع يوماً بعد يوم، خاصة وأنه أوفر من المازوت الذي تحتاج العائلة إلى حوالى الخمسة براميل منه للتدفئة حتى انقضاء الشتاء بقيمة 8 ملايين ليرة للبرميل الواحد، بينما تحتاج إلى حوالى الطنّين ونصف الطّن من الحطب للمدّة نفسها، بقيمة 6 ملايين وثلاثمئة ليرة لبنانية للطّن الواحد، أو 5 أمتار والمتر الواحد لا يقلّ عن الـ80$، لافتاً إلى أن هذه الأسعار مرجّح إرتفاعها بشكل أكيد.

وشدد على أنه يجمع الأغصان اليابسة التي يراها متناثرة في الأحراج والطرقات، والتي تتكسر بفعل الشتاء والأمطار الكثيفة، لافتاَ في الوقت عينه إلى أن بضاعته موثوقة، وهو لا يسعى لقطع الأشجار الصحية والمعمّرة منها سوى بإذن من البلديات ووزارة الزراعة.
 
الغابات إلى اندثار.. ماذا عن وزارة الزراعة؟
ومن عكار إلى الهرمل وسواها من المناطق التي تحتوي على غابات معمّرة، لم يعد خفياً على أحد أن عمليات قطع الأشجاء وحرق الغابات باتت منظمة، وتقف خلقها جهات محددة تجد في الغابات موطناً لقطع الحطب وبيعه بين اللزّاب، والليمون، الشوح، العذر وغيرها من أنواع الشجر.

أما من الناحية القانونية، فتعطي وزارة الزراعة رخص استثمار التشحيل والتفريد ورخص الفحم ما بين 14 أيلول حتى 15 نيسان، على أن يراقب العملية حرّاس الأحراج.
من جهته، أوضح وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن أن الوزراة تلاحق موضوع قطع الاشجار والحرائق المتعمدة بهدف جمع الحطب منذ العام الماضي، وسطّرت ما لا يقل عن 1000 محضر بحق كل المخالفين على مختلف الأراضي اللبنانية، بموجب قانون الغابات.

وفي حديث لـ"لبنان 24"، أكد الحاج حسن أنه "لا يمكن وقف التعدي على المساحات الحرجية ولكن يمكن تخفيفها من خلال العمل مع البلديات والهيئات الإختيارية في المناطق، وذلك يعود إلى أن قدرة الوزارة على مواجهة هذا الأمر لا تتعدّى الـ30%، إذ أن 70% من مأموري الأحراج إما تقاعدوا وإمّا هناك نقص في عديدهم بسبب النكد السياسي الذي يمنع دخول دمّ جديد"، مشدداً على أن التواصل دائم مع وزارة البيئة وقيادة الجيش بهدف وضع حدّ لكل من تسوّل له نفسه بالإتجار بقطع الأشجار.

ولفت الحاج حسن إلى أن الإتجار بالحطب المقطوع من لبنان ممنوع أصلاً وخاصة إذا كان يتمّ تسعيره بالدولار، مشدداً على أن وزارة الإقتصاد هي المعنية بمحاسبة المخالفين في هذه النقطة تحديداً.

إلى ذلك، أوضح وزير الزراعة أنه "على تواصل مع القضاء اللبناني ومع المدّعين العامين البيئيين إنطلاقاً من دور الوزارة المركزي في هذا الشأن، بهدف الإشارة إلى الدرك المتواجدين في المناطق بمؤازة مأموري الأحراج "لأننا نتعرض للتعنيف وأحياناً كثيرة إلى اعتداءات"، كاشفاً أن الأخيرة تحصل من قبل عصابات تسرق الحطب لبيعه والإتجار بها وتهريبها إلى الخارج، أي إلى سوريا".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك