Advertisement

مقالات لبنان24

مقدمات انسحاب الـ 2000: عن انصارية وهادي نصر الله وذو الفقار

علي شهاب

|
Lebanon 24
25-05-2016 | 06:37
A-
A+
Doc-P-157715-6367053912018652911280x960.jpg
Doc-P-157715-6367053912018652911280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
أَدخل اتفاق وقف اطلاق النار في نيسان ستة وتسعين المؤسستين العسكرية والسياسية في اسرائيل في جدل مستمر حول جدوى احتلال جنوب لبنان، في ظل ابتكار المقاومة لأساليب جديدة في المواجهة. ورثت حكومةُ ايهود باراك هذه التركةَ وباتت مطالبة بإيجاد واقع يقللُ من حجمِ الخسائر الاسرائيلية البشرية والمادية في جنوب لبنان، الذي شهد في السنوات الأخيرة للاحتلال جملة أحداثٍ مؤثرة: ففي شباط من العام سبعة وتسعين، في ليلة القدر من شهر رمضان، اصطدمت مروحيتان عسكريتان إسرائيليتان ببعضهما أثناء توجههما لتنفيذ عملية سرية داخل الأراضي اللبنانية. يومها قُتلَ ثلاثةٌ وسبعون عنصراً من وِحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي كانوا على متن المروحيتين. تصاعد الجدل في الداخل الاسرائيلي حول كُلفة احتلال جنوب لبنان، وشَكلت أربعُ امهاتٍ يخدم ابناؤهنَ في الجيش الاسرائيلي مجموعةً عُرفت باسم "الامهات الأربع" للمطالبة بسحب القوات من لبنان. في الخامس من أيلول من العام سبعة وتسعين، وقعت مجموعةٌ من وحدة النخبة في البحرية الاسرائيلية "شييطت ثلاثةَ عشر" في كمينٍ أعدَّه مقاتلو حزب الله في بستانٍ في بلدة انصارية الجنوبية. كانت المجموعةُ الاسرائيليةُ تسعى لخطف احد قادة حزب الله العسكريين، بناءً على معلومات استخبارية تبينَ لاحقاً انَ حزب الله مَرَّرَها عمداً للإيقاع بالاسرائيليين. كان مشهد أشلاء الجنود الإثني عشر، اضافةً الى الجرحى الأربعة، كافياً لتوجيه ضربة قاسية للجيش الاسرائيلي واستخباراته. قاد العملية آنذاك تخطيطا واشرافا القائد العسكري للوحدة المركزية في المقاومة آنذاك مصطفى بدر الدين (ذو الفقار). وبعد سبعة أيام من عملية أنصارية، أعلن حزب الله استشهاد هادي نصر الله ابن أمينه العام في مواجهات مع دورية اسرائيلية في منطقة جبل الرفيع في اقليم التفاح جنوباً. تبينَ أن ابن الأمين العامّ كان من مقاتلي النخبة في مجموعة متقدمة. أثارت الحادثة تعاطفاً شعبياً وسياسياً محلياً وعربياً مع المقاومة. بحلول العام تسعة وتسعين، ركَّزت المقاومة عملياتها على جيش لحد بهدف اخراجه من المعادلة، وبالفعل اضطُرَّ العميل انطوان لحد الى سحب قواتِه من جزين من دون قيد أو شرط ليل الأول من حزيران من ذاك العام، كما حققت المقاومة انجازاً عسكرياً وأمنياً نوعياً باستهدافها قائد قوات الاحتلالِ الاسرائيلي في الجنوب العميد ايرز غيرشتاين بعبوةٍ ناسفة على طريقِ حاصبيا – كوكبا في عمقِ المنطقة الأمنية المحتلة، في عملية معقدة أمنيا وعسكريا قادها أيضا مصطفى بدر الدين (ذو الفقار)، الذي كان قد قرر اغتيال غيرشتاين بعدما تفاخرت اسرائيل عند ارساله الى قيادة المنطقة بأنه خبير في حرب العصابات. حاولت حكومة نتنياهو جرَّ "حزب الله" الى مواجهة واسعة لتعويض خسائرها وفرض اتفاق على الحكومة اللبنانية يوفرُ لها ضمانات أمنية، فقصفت البنى التحتية في لبنان في الرابع والعشرين من حزيران عام تسعة وتسعين، لكنَ المقاومة أحجمت عن الردّ فأفشلت المخطط الاسرائيلي. في ربيع العام تسعة وتسعين، تحول جنوب لبنان الى الورقة التي أطاحت بالسلطة الاسرائيلية وأوصلت ايهود باراك زعيمَ حزب العمل على خلفية وعده بإخراج الجيشِ الإسرائيلي من لبنان في غضون سنة على أبعد تقدير. حاول باراك جاهداً تحقيق اتفاق امنيٍ مع لبنان قبل الانسحاب الموعود، غير أن المقاومة كان لها رأيٌ آخر: ففي اليوم الأخير من السنة نفَّذ عمار حمود عملية استشهادية في عمق الحزام الامني في مرجعيون فدمر قافلةً عسكرية وقتل سبعة جنود وجرح ثمانية اخرين، ثم اغتالت المقاومة العميل عقل هاشم العقل المدبر لجيش لحد في عملية دقيقة التنفيذ، قادها أيضا مصطفى بدر الدين. أعادت اسرائيل استهداف محطات الكهرباء في شباط من العام الفين بهدف جر الحزب الى مواجهة واسعة ومن ثم فرض تطبيق اتفاقٍ امني، فأحجمت المقاومة مرة جديدة عن الرد. لم يعد امام باراك سوى التراجع وسحب قواته في ايار العام 2000. (خاص "لبنان 24")
Advertisement
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك