Advertisement

مقالات لبنان24

لا رئيس للجمهورية بلا "حزب الله"

غادة حلاوي

|
Lebanon 24
10-12-2015 | 10:11
A-
A+
Doc-P-243239-6367054816891175921280x960.jpg
Doc-P-243239-6367054816891175921280x960.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حين اتصل النائب سليمان فرنجية بالرئيس بشار الأسد لإبلاغه السفر الى باريس للقاء الرئيس سعد الحريري، أجابه الأخير "تشاور مع السيد نصر الله". سأل "حزب الله" فكان جواب امينه العام مشابهاً لما سبق وقاله للجنرال ميشال عون قبل زيارته للحريري "هذا قرارك". لو كان "حزب الله" نصحه بعدم الذهاب لكان عليه تحمل عبء تفويت فرصته بالرئاسة، ولو نصحه بالذهاب فعليه ايضاً تحمل تبعات ذلك. لم يبدِ الحزب حماسة للترشيح الآتي من قبل سعد الحريري ومن لفّ لفّه. لكن فرنجية عاد من فرنسا مفتتحاً مشاوراته بهذا الشأن من المختارة "حيث البيت الوطني العريق"، ثم بكركي التي لا تبعد عن الرابية سوى امتار، وبينهما قال أن ثمة فرقاً بين الصداقات والموقف السياسي. أسلوب استغربه حلفاء سوريا، وطلال ارسلان الذي كان من اشد المتحمسين لترشيح فرنجية عاد من سوريا مذهولاً بعد الذي سمعه من الرئيس الاسد من عبارات عتب على شخص يعتبره الرئيس السوري بمثابة بشار الاسد"، فنقل عنه قوله "السيد يريد ترشيح عون ونحن ايضاً". قبل فترة تلقى مسؤول بارز في "حزب الله" اتصالاً من شخصية في تيار "المردة" تسأله بغضب "بدكم تعملو فحص دم لسليمان فرنجية؟ فأجابها "بل هم من عملوا له فحص دم". يعرف "حزب الله" جيداً أن غضباً عارماً يخيّم على أجواء فرنجية جراء التعاطي السلبي مع مسألة ترشيحه، لكنه يحرص على ألا يقع في وهم الدعاية التي تتقصد الإلتباس في العلاقة بين "حزب الله" وسليمان فرنجية. الموضوع ليس شخصياً بل له علاقة بإلتزام اخلاقي وسياسي مع ترشيح الجنرال ميشال عون لن يحيد عنه، والا صار حاله كحال وليد جنبلاط أو أي جهة سياسية تغيّر موقفها طبقاً لحسابات كثيرة، لكن بالنسبة إلى "حزب الله" فالسياسة اخلاق، والتزامه مع عون عبّر عنه بتفاهم هو من أهمّ التفاهمات الذي صمد في حرب تموز ثم الحرب على سوريا. لا اعتراض على ترشيح سليمان فرنجية في قاموس "حزب الله" فهو "منا وفينا وحبيبنا لكن طريقة الترشيح كانت خطأ". ويعتبر أنه كان حري بسليمان فرنجية الترشح وفق قواعده السياسية، وهو العالم بمسألة ترشيح عون، ولكنه حتى من حيث الشكل لم يتم مراعاة هذه المسألة. قالوا له 14 آذار نريدك رئيساً فأمشي بالموضوع وهكذا حصل". لطالما قال "حزب الله" إن عون هو المرشح، وهو الممر الالزامي للرئاسة وليس صحيحاً أن سعد الحريري هو الممر ولن يكون في يوم كذلك. ومن هنا كان حري بترشيح فرنجية أن يصدر من الرابية بعد التفاهم مع الجنرال، ولكن الترشيح بالشكل الذي حصل اعترته أخطاءً وجاء بمثابة ضربه "بينلتي" خسرته ترشيحه". ليس هناك اعتراض مبدئي عليه، لكن تبين أن فرنجية يريد الذهاب الى مجلس النواب بأغلبية عددية ويرضى أن ينتخبه خصومه وليس حلفاؤه، هو وافق على أن يأخذ الحريري الرئاسة ويعطيهم الجمهورية. لا يقصد "حزب الله" هنا أن فرنجية وافق على شروطهم وقدم التزاماً ولكنه سمع الشروط ورضي برئاستهم للحكومة 6 سنوات وقانون انتخاب وتعيينات مالية وادارية، ما يعني ان تكون البلد بيد الحريري مقابل رئاسة جمهورية لم تعد هي السلطة الفعلية بموجب اتفاق الطائف. حضر فرنجية من فرنسا يقول "يا اخوان اقبلوا ان آتي رئيساً وانا ورقة "لوتو"، وهل هو أقوى من اميل لحود الذي صار رئيساً في عهد الرئيس حافظ الاسد؟ يؤكد "حزب الله" أن فرنجية "على المستوى الوطني والاستراتيجي حليف ومن صلب 8 آذار وسيبقى ركناً اساسياً فيه، ولكنه اطاح فرصة الرئاسة حين بدأ يتصرف على قاعدة "أن هناك موجة دولية تطرحني رئيساً ومن لا يسير في ركبها ستتجاوزه". بالنسبة إلى "حزب الله" فإن المقصود هو قطع الطريق على عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة بهذه السهولة، وادرك أن الأخير يصبو من طرحه الى تعويم دوره وفتح الباب امام عودة المملكة سياسياً ومالياً، وهذا غير ممكن حتى ولو جاء ميشال عون رئيساً. وبناء على ما تقدم يعتبر "حزب الله" ان المسألة انتهت وكان من نتائجها الآتي: - لا رئيس للجمهورية بلا "حزب الله". - أي مرشح من الآن وصاعداً هو مرشح 8 آذار ولا لمرشح توافق بعد اليوم. - تستطيع 8 آذار ان تلملم صفوفها مع الوقت ولا تصدع. - السلطة لن تسلم للحريري كيفما كان، واكبر الخاسرين هنا ليس سليمان فرنجية الذي خسر فرصة للرئاسة، ولكن الفرص امامه ولا تزال قائمة، وانما هو الحريري الذي اقفلت الابواب على عودته الى الرئاسة ،أو أن يكون صانع الرئاسات في لبنان. - مشروع 14 آذار قد تصدع بدليل الشرخ بين "القوات اللبنانية" و"المستقبل"، وهو شرخ اكبر بكثير من شرخ عون- فرنجية الذي يمكن ترميمه وسيصار الى ذلك حتماً. - في ضوء التطورات في المنطقة من سوريا الى اليمن يرى "حزب الله" اننا مقبلون على ما هو افضل بالنسبة إلى محوره السياسي، وهذا هو الجوهر والمفتاح الذي دفع دايفد هيل ووليد جنبلاط الى ان يصلا بطرحهما الى ترشيح فرنجية. عاد الموضوع الرئاسي اذاً الى مربعه الاول. ميشال عون مرشح 8 آذار و"حزب الله" يسانده الى أن يقرر هو الانسحاب وما دون ذلك تغريد من خارج سرب الحلول الممكنة.
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك