Advertisement

مقالات لبنان24

"التوحد".. كونٌ لم يكتشف بعد!

استل صهيون

|
Lebanon 24
05-04-2015 | 04:26
A-
A+
Doc-P-3326-6367052875226651501280x960.jpg
Doc-P-3326-6367052875226651501280x960.jpg photos 0
PGB-3326-6367052875254879441280x960.jpg
PGB-3326-6367052875254879441280x960.jpg Photos
PGB-3326-6367052875247871781280x960.jpg
PGB-3326-6367052875247871781280x960.jpg Photos
PGB-3326-6367052875240865091280x960.jpg
PGB-3326-6367052875240865091280x960.jpg Photos
PGB-3326-6367052875233758301280x960.jpg
PGB-3326-6367052875233758301280x960.jpg Photos
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
طفلٌ يعيش في عالمه الخاص وداخل خياله، يَحيكُ حياته في صمتٍ بعيدًا عن الآخرين، وأسرة تعيش في عالم يسوده القلق على مستقبل طفلها واندماجه في المجتمع، فتسعى دائمًا لتطوير قدراته، ومساعدته على بناء جسر تواصل مع محيطه، ركيزته الثقة والمحبة.. نعم هذا هو "مرض التوحد" أو "مرض الذاتوية"، ويظهر على الأطفال ما بعد سن السنتين أو السنتين ونصف. فالتوحد "Autism" هو اضطراب في التطور النفسي والعصبي لدى الطفل يؤثر على مجالات 3 أساسية هي: التفاعل والتواصل الاجتماعي، والمهارات السلوكية، بالاضافة الى بروز اهتمامات محدودة لديه وغريبة. وبحسب "منظمة الصحة العالمية" فهناك طفل من بين كل 68 طفلاً في العالم مصاب بالتوحد، وقد وصل عدد المصابين حول العالم إلى ما يقارب 67 مليون شخص. هذا المرض حديث الاكتشاف في لبنان، اذ تبذل الجمعيات المعنية جهودها في السنوات الأخيرة لتعريف الناس عن هذه الحالة وتوعيتهم، ما يساهم في اكتشاف المرض باكرًا وبالتالي مساعدة المريض على تخطي الاضطرابات التي يعاني منها ليصبح شخصًا فاعلا في المجتمع. وتلعب هذه المؤسسات الى جانب الأهل دورًا كبيرًا في العلاج ومساندة الولد في تطوير قدراته والتكيف مع محيطه. إذًا كيف تتعامل هذه الجميعات مع مرض التوحد؟ وأين أصبحت علميًا، طبيًا واجتماعيًا من هذا المرض؟ استقبلت مؤسسة "Sesobel" عام 1989 عائلة لبنانية دقت بابها تشرح حالة ابنها الغريبة، وبعد تشخيص حالته الطبية من قبل أطباء أجانب متخصصين بمرض التوحد، تعرّفت المؤسسة والعائلة للمرة الاولى على هذا المرض، لتبدأ معهم مرحلة اكتشاف اسبابه عوارضه وكيفية التعامل معه. وقد بدأت "Sesobel" منذ ذلك الوقت بإستقبال حالات التوحد ومعالجتهم. الأهل والمؤسسة ثنائي متكامل في العلاج وتؤكد رئيسة ومديرة "Sesobel" فاديا صافي في حديث لـ"لبنان24" أن "المركز يستقبل فقط حالات التوحد المتوسطة والشديدة ويرافقها منذ الصغر"، موضحة أن "درجات التوحد تختلف بحسب كل مريض وبالتالي تتبدل العوارض والعلاج". وتعتبر أن "التعامل مع مرض التوحد تحسن كثيرًا في لبنان، ففي وقت سابق كان البعض يحمل الأم ذنب هذه الإعاقة، أما اليوم فقد اتضح للجميع أن السبب الرئيسي يعود الى خلل في الدماغ يتعلق بالتواصل والاتصال مع الآخر". وتتحدث صافي عن دور الأهل في العلاج وضرورة جدية تعاملهم معه، "فلا علاج من دون تعاون الأهل لأنهما يشكلان مع المؤسسة ثنائيًا متكاملا". وعن وعي المجتمع، رأت أن "هناك وعيًا عالميًا لمواجهة التوحد"، منوهة بدور الإعلام بنشر التوعية بالاضافة الى الافلام التي عالجت هذا المرض". كما شرحت صافي أن "Sesobel تعالج اليوم 43 ولدًا تصل أعمارهم لـ6 سنوات، وتساعد من تجاوزوا سن 14 سنة في الاستقلالية عن الأهل من خلال علاج يتطلب منهم قضاء 3 أيام في الأسبوع في المركز، بعيدًا عن أهلهم كي يعتادوا على الإبتعاد عنهم والإتكال على أنفسهم. وكشفت صافي عن مركز قيد الإنشاء تابع للمؤسسة، تسعى من خلاله استيعاب عدد أكبر من المرضى، ويسمح أيضًا بمتابعة العلاج مع من تخطوا سن الرشد ويواجهون صعوبة في العمل أو التعلم فيتابع فريق العمل العلاج معهم، ليساعدهم على التخلص من الضغوطات والتأقلم مع محيطهم. أما عن التمويل، فتؤكد أنه يعود الى مبادرات فردية ومساعدات من المتبرعين، متمنية أن تحقق المؤسسة أهدافها وتنجح بتأسيس مدارس متخصصة للتعليم والتدريب المهني. مبادرات إيجابية الى جانب "Sesobel" وجمعيات ومؤسسات أخرى، ولدت جمعية من رحم الوجع فقد تأسست مع أمهات واجهن التوحد مع أطفالهن وتخطيَن أيام اليأس والحزن، وقررن المبادرة بتأسيس "الجمعية اللبنانية للتوحد" التي تهدف الى دعم الأهل نفسيًا ومعنويًا، تقديم الخدمات لمرضى التوحّد، وتوعية المجتمع. وفي هذا اسياق، تلفت رئيسة الجمعية أروى حلاوي في حديث لـ"لبنان24" الى أهمية تقبل الأهل حالة أولادهم وضرورة تخطي مرحلة الاضطراب النفسي بسرعة كي يشاركوا في العلاج، لذلك تساعدهم الجمعية اولا على تقبل الواقع ومن ثم يباشر فريق العمل بمعالجة الولد. وتحذر حلاوي من "محاولات الأهل للحلول مكان المعالجين". وتوضح أن "لبنان يضم حوالي 25 جمعية تهتم بمرضى التوحد، الا أنها تعاني من مشاكل في التمويل بسبب التكلفة المرتفعة للعلاج، رغم المساعدة المقدمة من وزارتي الشؤون الاجتماعية والصحة التي لا تغطي اكثر من 50% فقط". نسبة المصابين الى ارتفاع ويفسر طبيب أمراض النفس عباس علم الدين أن "عوارض التوحد تظهر في السنوات الثلاث الاولى، وبالتالي تحدد درجات هذا المرض، مشيرًا الى أن "العوارض تقوم بتحديد الدعم المطلوب والعلاج اللازم الذي يختصر بـ3 أنواع وهي تربوية، سلوكية وتقويمية". أما عن أسباب التوحد، فيؤكد في لقاء مع "لبنان24" أن "العلم لم يحدد بشكل رسمي هذه الأسباب، الا أنه استطاع ربطها بعوامل بيولوجية ووراثية، ما ينكر صحة النظريات القديمة". كما أيد الدراسات التي تظهر إصابة الذكور بنسبة أكبر من الاناث رغم جهل الأسباب حتى اليوم، مشيرًا الى أن "الجزء الأكبر من ارتفاع نسبة المصابين بالتوحد في الأعوام الأخيرة يعود لزيادة الوعي". من هذا المنطلق، يربط الطب هذه الأرقام بدقة التشخيص وليس بإرتفاع عدد الحالات، اذا يلفت علم الدين أن "النسبة لامست الـ1% في حين كانت تقتصر على 0.2% من الاولاد في العالم، ما يعد نسبة عالية". علم الدين تأسف لعدم تخلص الانسان نهائيًا من التوحد، اذ يعتبر أن حالات نادرة فقط تستطيع الشفاء بشكل نهائي ليعيش المريض حياة طبيعية ومستقلة تخوّلهم التأقلم بالمجتمع، رابطًا السبب بـ "تمتعهم بقدرات ذكائية ولغوية عالية". وختم متحدثًا عن دور الاهل بتطبيق البرنامج التربوي الصحيح مع اولادهم، اذ يحثهم على اتباع الخطة السلوكية المطلوبة الى جانب متابعتهم للخطوات التي تعلمها المدرسة. #منتوحد_حول_التوحد وقد حددت الجمعية العامة للامم المتحدة يوم الثاني من نيسان يومًا عالميًا للتوحد، حيث تضاء بعض المعالم العالمية باللون الازرق، لون المعرفة والوعي والتفكير. واختار مركز التوحد في الشمال المشاركة من خلال اضاءة الساعة في ساحة النجمة، احتفالاً في هذا اليوم، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وبحضور عدد من امهات اطفال مصابين بالتوحد. وتخلل الحفل شهادة حياة أم شاركت الحضور قصة اكتشاف التوحد لدى ابنتها ساره والصعوبات التي تواجهها منذ 5 سنوات، متطرقة الى جهل المجتمع لهذا المرض وتعاطيهم معه. وقد حثت في كلامها كل أم على متابعة ولدها وإيمانها بتحسنه واللجوء الى المتخصصين والمراكز المؤهلة لمساعدة الطفل على تخطي مشكلته. ومع اضاءة الساعة في الساحة واطلاق البالونات، أعلنت الجمعية حملتها "منتوحد حول التوحد" بالتعاون مع الوزارة للعام الثاني على التوالي، ليفعل مركز الشمال للتوحد تزامنًا مع هذا اليوم هاشتاغ "#منتوحد_حول_التوحد". (خاص "لبنان 24")
Advertisement
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك